آخر عمودآخر ابتكارات القذافي
صدق معمر القذافي عندما هدد وتوعّد بنشوب حرب أهلية ليبية إذا تعرضت بلاده لأي عدوان خارجي. دول التحالف الدولي لم تأخذ تهديد القذافي في اعتبارها عندما كثفت هجماتها ضد مطارات، وموانئ، ومراكز قيادة، ومخازن أسلحة، ومنصات إطلاق صواريخ الدفاع الجوي، وشبكات الاتصالات.. وغيرها من المواقع التي لا يمكن تنفيذ قرار مجلس الأمن بفرض الحظر الجوي فوق ليبيا، وحماية المدنيين، إلاّ بعد تدميرها وإسكاتها.ولم يتأخر القذافي المهزوم في تنفيذ تآمره بدءاً بتوجيه البقية الباقية من أسلحته إلي صدور الليبيين بلا تفرقة بين مؤيديه ومعارضيه مروراً علي استخدام أجهزة إعلامه في تزييف الحقائق بالصوت والصورة واتهام دول التحالف »الاستعماري الصليبي« بشن حرب إبادة ضد الشعب الليبي، و وصولاً إلي إعلان الحرب الأهلية بين »الأغلبية الساحقة التي تحبه وتفتديه بالدماء والأرواح«، وبين » شراذم المتمردين المرتزقة وعملاء الغرب الاستعماري الصليبي!«. وهي حرب شرعية يشنها الحق ضد الباطل.. كما يصفها الأخ العقيد قائد الثورة الجماهيرية العظمي!آخر إبداعات القذافي في تزييف الحقائق طبقاً لأحدث ابتكارات تكنولوجيا الاتصالات وتدفق المعلومات يهدف إلي »تعبئة المنطقة الغربية والوسطي بأفكار تدعو إلي تفرقة الدولة الليبية إلي شرق وغرب«. الجديد الذي طرأ علي تلك التعبئة هو »التركيز علي محاولة كسب الرأي العام في مدينة طرابلس ومدينة سرت وضواحيها، وبني وليد و ترهونة«. وأكدت صحيفة »ليبيا اليوم« المستقلة أن هناك من بين مواطني المنطقة الغربية من صدقوا مخاوف القذافي وأبواقه من أهوال ما ينتظرهم بأيدي مواطني الشرق!فالقذافي يكرر المرة بعد الأخري أن عملاء الغرب الصليبي في المنطقة الشرقية يريدون الانفراد وحدهم بالنفط تحت أرضهم، وحرمان أهل الغرب من مشاركتهم في عائداتها! ولإقناع أكبر عدد من سكان الغرب الفقير بخطورة سكان الشرق عليهم، أمر القذافي بإرسال رسائل إلكترونية منسوبة كذباً وتزييفاً للثوار علي آلاف التليفونات المحمولة بين أيدي سكان المنطقة الغربية، تهددهم فيها ب: [ثوار الشرق قادمون، ونساؤكم سبايا لنا]. وتعترف مصادر الثوار في بنغازي بأن البسطاء وما أكثرهم في المنطقة الغربية، صدقوا ما جاء في تلك الرسائل المزيفة، وشجعتهم علي اقتناء السلاح واستخدامه في التصدي لأهل الشرق، والدفاع عن بناتهم ونسائهم.. في حرب أهلية سبق للقذافي و ولده سيف الإسلام التنبؤ بنشوبها مع بدء أي عدوان أجنبي ضد ليبيا وحاكمها المحبوب من 99,99٪ من شعوب الكرة الأرضية!نفس المصادر تعاملت بجدية شديدة مع بدعة الرسائل المزيفة، وسمعناها تدعو أهل الشرق إلي التكاتف من أجل كشف هذا التزييف الذي يمارسه أعوان القذافي ليزيد قلق وخوف أهل الغرب من أهلهم في الشرق. وبالفعل.. قام المجلس الوطني الانتقالي الثوار بتكثيف حملاته الإعلامية ضد هذا التزييف، وكشف مرتكبيه، وطمأنة الأشقاء البسطاء في المنطقة الغربية عبر الرسائل الإلكترونية الهاتفية علي أمنهم وسلامة أسرهم ونسائهم.
Comments