هذا الفساد!
ما يحدث في وزارة الداخلية مخطط كان مرسوما بدقة من رأسها إلي قاعدتها, وقد بدا تنفيذه فور سقوط النظام السابق.. وتعالوا نتتبع ما حدث في النقاط التالية: { منذ جمعة الغضب التي اعتدت فيها الشرطة علي المتظاهرين تم سحبت أفرادها من جميع مواقعهم وفتح البلطجية ابواب السجون, عمت الفوضي ارجاء البلاد, ولم يعد الهدوء والاستقرار حتي الآن. { تصورت في البداية ان هذا الانسحاب بسبب خوفهم من بطش المواطنين بهم لكل ما فعلوه من تعذيب وتنكيل بالابرياء, وأنهم سرعان ما سيعودون الي مواقعهم حفاظا علي الأمن الذي هو مهمتهم الأولي وكان من الممكن جدا الا تصل الفوضي الي هذا الحد لو انهم التزموا بأماكنهم, ولكن بمرور الوقت تبين ان هناك مخططا متعمدا للانسحاب الجماعي وعدم العودة مرة أخري بتعليمات عليا من وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي ومعاونيه. { تزامن مع ذلك حرق معظم أقسام الشرطة ثم جاء دور جهاز مباحث أمن الدولة الذي أحرقت مقاره في أكثر من محافظة في وقت واحد علي أيدي رجال الجهاز أنفسهم. { مع الإلحاح بعودة الشرطة لضبط الشارع نظم رجالها مظاهرات تطالب بتحسين أوضاعهم المعيشية واعادة المفصولين من الخدمة.. واستجاب الوزير السابق محمود وجدي لهم.. ثم خرجت مطالبات بإقالته وبالفعل غادر موقعه الذي لم يستمر فيه سوي أيام, وجاء الوزير الحالي منصور العيسوي الذي قال الكثيرون فيه شعرا ولكن ها هم رجال الشرطة أنفسهم ينظمون مظاهرات تطالب بإقالته هو الآخر واعادة محمود وجدي! وقد خرجوا في أكثر من مظاهرة بالمحافظات والمدهش أنهم أحرقوا مبني الاتصالات بالوزارة.. وهو ما يؤكد أنها تعج بالفاسدين الذين لا يريدون استقرارا, وأن هناك شيئا ما خطأ! {{ والمطلوب الآن تطهير هذه الوزارة من الفاسدين وذيول النظام السابق الذين ما زالوا موجودين في مواقعهم, فلا يكفي تغيير الرأس حتي يتحقق الإصلاح, إذ يجب أن نبدأ من القاعدة, فلا بناء علي اساس هش وفاسد.. ومن هنا يتعين إعادة النظر في كل العاملين بهذا الجهاز وتقديم الخارجين علي القانون منهم إلي محاكمة عسكرية عاجلة.. وكفانا ما عانيناه من فوضي بسببهم حتي الآن. المزيد من أعمدة أحمد البرى
Comments