المحتوى الرئيسى

عائلة شراب في قرية عورتا بمحافظة نابلس والجرائم الاسرائيلية الدامية بقلم : هلال كمال علاونه

03/23 22:22

عائلة شراب في قرية عورتا بمحافظة نابلس والجرائم الإسرائيلية الدامية بقلم : هلال كمال علاونه " انهالت على مؤيد الضربات بأعقاب البنادق والصفعات واللكمات، حتى أصبح بين أيديهم كالسندويشة المهروسة وكالفريسة التي لا تملك حراكا ولا تستطيع الدفاع عن نفسها " بهذه الكلمات بدأ جميل شراب " أبو فراس " حديثه الي عن الجرائم الإسرائيلية البشعة التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق عائلته في قرية عورتا جنوب شرق مدينة نابلس، بعد أن أرادت حكومة تل أبيب تلبيس الفلسطينيين ثوبا ليس لهم، بعد أن قتل عامل تايلندي خمسة مستوطنين من مستعمرة ايتمار. يتابع جميل شراب " 55 عاما "حديثه عن المسلسل الدامي الذي نفذه الجيش الإسرائيلي بحق أبرياء : كنت أتحدث مع أخي أنه قد حان الوقت للذهاب إلى محل الميكانيك الذي نعمل فيه، ويبدو أننا قد تأخرنا قليلا، ثم وقعت عيني على بيت أخي سليم شراب " أبو أيمن " استغربت الأمر وقلت ما هذه الزفة الآن الساعة السابعة والنصف صباحا، سألت ابني شريف ابن الثانية والعشرين ويدرس في جامعة القدس المفتوحة عن هذا العرس، كانت المسافة بعيدة قليلا، وبعد ثوان تبين أن جنود الاحتلال يداهمون ويقتحمون خمسة بيوت في اللحظة نفسها. يضيف أبو فراس : وبعد لحظات اخذوا مواقعهم وطوقوا بيتي كالسوار من جميع الجهات، كانوا يلبسون أقنعة سوداء لا تظهر إلا أعينهم الحاقدة، وبدؤوا ينهالون بالضرب على ابني مؤيد " 27 عاما " وهو خريج جامعي، في الوقت الذي كان ينزل فيه أخوه إياد " 29 عاما " عن الدرج حاملا ابنته الصغيرة التي لم تتم عامها الأول بعد، لم يتمالك إياد نفسه أعطى ابنته الصغيرة التي شاهدت كل ما جرى إلى أمه، ونزل في عراك غير متكافئ مع جنود مدججين بالسلاح - كان إياد لاعب كارتيه محترف – وبدأ يكيل اللكمات والضربات لجنود الاحتلال. رأى الأب ذلك، فلم يجد بدا إلا أن ينقذ ابنه مؤيد الملقى على الأرض الذي تكسرت نظارته الطبية، ويشارك ابنه إياد بالضرب، يتابع الأب : بدت الهمجية واضحة، بدون أي سبب، حتى أنهم لم يسألونا عن الهويات، وفي أثناء ذلك بدأ إطلاق النار في جميع الاتجاهات، كان دوي الرصاص يدق في أذني، وعيني تجوب المكان، بدأت انظر إلى صدر ابني ورأسه ويديه وجسده أأصيب وسط هذه المعركة، التي ليس فيها إلا مسلح وهمجي واحد هو عسكر الاحتلال، الذي توزع أربعون من جنوده في البيت. ويروي أبو فراس وقد علا وجهه مسحة من الغضب، التف الضابط الإسرائيلي من وراء ظهري وشد يدي إلى الخلف بقوة وعنف، بعد أن ناداني" بو بو" بالعبرية، أي تعال بالعربية، دون أن يسألني عن هويتي أو عن اسمي، لكني رفضت هذه المعاملة المتوحشة، ولم اسلم يدي إليه، بل التففت على غدره ويديه لأخلص يدي. كتفوا الجميع وربطوا أيديهم للخلف، ثم عصبوا أعينهم وتركوهم كالذبيحة التي تشخر، وبدأوا يضربونهم بأعقاب البنادق، ثم وجهوا الأوامر المتغطرسة إليهم بان يجثو على الركب، الأمر الذي رفضه شراب، فما كان منهم إلا أن استهدفوا الركبتين بعنف حتى يجبروهم على ذلك، صمد أبو فراس أمام ذلك وأصر على عدم تنفيذ الأوامر، فامسك الضابط الإسرائيلي بيديه واقتاده إلى المقبرة، ودفعه إلى جانب قبر، ثم أرجعه مرة أخرى إلى بيته. اقترب صوت جيب عسكري من المكان، يقول شراب : نزل الضباط والجنود من الجيب، قال احد الجنود يتمارى من الخزي" ليس جيدا أن نتركهم بهذه الحال أمام الناس" ثم اقتادوني إلى الطابق الأرضي، أما ابني شريف فقد احتجزوه في الحمام معصب العينين ومكتف اليدين، وكذلك فعلوا مع إياد ووضعوه مع ابنته الصغيرة في الصالون. يضيف أبو فراس : ثم سمعنا العد بالعبرية، واحد كان انسحاب الجندي الأول اثنان الجندي الثاني ثلاثة الجندي الثالث حتى السابعة والعشرين، واستطعت فك يدي، وكذلك فككت أيدي أولادي، ليس جميعهم لأنهم اعتقلوا ابني المصاب بمرض القلب مؤيد، الذي كان قد اعتقل لخمس سنوات والآن هو في معتقل عوفر، بعد أن أدموا وجهه وخلعوا كتفه، أما إياد فهو يرقد الآن في المستشفى. وما أن فتحنا أعيننا حتى وجدنا البيت مقلوبا رأسا على عقب، فقد كسروا الخزائن والأثاث والصحون وماكينة الطباعة ولم يسلم كل من في الدار منهم حتى الأرز والطحين خلطوه على الأرض. وفي يوم الاثنين اقتحم أكثر من ألف جندي قرية عورتا، وعاثوا في بيت أبو فراس الفساد مرة أخرى، واحتجزوا ثمانية من أسرة جميل شراب في غرفة واحدة ومنعوهم من الخروج منها، ونام في البيت 45 جنديا وثلاث كلاب من الثالثة عصرا حتى السابعة صباحا، فقد فتشوا البيت، حتى الغنم لم يسلم منهم، فدخلوا على الزريبة مع ثلاثة كلاب بوليسية، وفي الواحدة ليلا بكت ابنة السنة الواحدة تريد حليبا، فنزل أبوها إياد بين الجنود لا يعرف أين يسير في الطابقين الأول والثاني بسبب أجساد الجنود المترامية النائمة والذين احتلوا البيت وعاثوا فيه الفساد، فكانوا يتبولون ويقضون حاجتهم في البيت على الأرض وعلى الفراش، ثم يمسحون مؤخراتهم بالبشاكير ويرمونها على الثلاجة، فلم تكف رائحتهم النتنة، وأصبحت رائحة البيت لا تطاق. وفي نفس الوقت الذي اقتحم فيه جنود الاحتلال بيت جميل شراب، اقتحموا أيضا بيت أخاه سليم شراب " أبو أيمن " ففي صباح السبت الساعة السابعة والنصف صباحا، أخذت ناقلات الجند تنزل الجنود قرب مدرسة بنات عورتا الثانوية ثم اختفت، وبدأت عملية الاقتحام حيث كان الجنود مقنعين بأقنعة سوداء يحملون رشاشات أم 16 مطورة، منهم القناصة ومنهم الوحدات الخاصة، وبعد أن اخذوا مواقعهم حول محيط البيت، اخذوا ينادون بأسماء أفراد عائلة سليم شراب، وهم الأب سليم والأبناء سامر وامجد ومجدي، سامر الذي اعتقل لمدة خمسة عشر عاما وأفرج عنه من سجون الاحتلال قبل أربعة أشهر فقط، والذي استشهد جميع رفاقه، ويبدو أن سامرا وعمره 34 عاما كان مستهدفا، فقد سألوه عن اسمه ثم دققوا في هويته وكلبشوه ووضعوه جانبا، أما امجد وعمره 26 عاما فقد رفض أن يقول اسمه أو أن يعطيهم هويته، حتى نادى ضابط المخابرات أباه سليم " 59 عاما " وطلب أن يتحدث مع ابنه، وقال له " ابنك يسمع منك تكلم معه، وبدأت عملية التخريب في البيت فكسروا الخزائن وجمعوا ما في البيت من أغراض وفرش ووضعوه في كومة واحدة في غرفة واحدة، وفتشوا البيت بأحذيتهم المتلطخة بالوحل الذي كانوا يتجولون به على الفرش والأغطية التي تلطخت به واعتقلوا أبناء سليم شراب الثلاثة، سامر اقتادوه إلى حواره، وقد اجبر ضابطا إسرائيليا في سجن حواره على الاعتذار عن الشتائم التي كان يكيلها لهم، ثم اقتادوا سامر إلى معتقل سالم، وأبلغت قوات الاحتلال محاميه انه في مجدو في حين كان يقتادونه إلى معتقل عسقلان، ومجدي اقتادوه إلى بتاحتكفا للتحقيق، وامجد هو الآن في معسكر حواره. أما الأخ الثالث لسليم وجميل شراب رزق شراب، فقد أن داهموا بيته وعاثوا فيه فسادا كبقية البيوت، واعتقلوا رزق وأبناءه الأربعة وهم نهاد وجهاد ومراد وماهر، إذا تسعة معتقلون من عائلة شراب يقبعون خلف سجون الاحتلال الإسرائيلي الآن. أما جار عائلة شراب محمد نياز عواد " أبو نياز 55 عاما " فقد اقتحم جنود الاحتلال بيته أيضا في نفس اللحظة يوم السبت السابعة والنصف صباحا، واجبروا الأبناء والأب على الجلوس على المياه في الشارع، وبدؤوا يكيلون الشتائم ويسبون، وخربوا البيت وداسوا بالوحل على صندوق اللبن ودخلوا زريبة الغنم بصحبة الكلاب البوليسية، واعتقوا شادي، ويوم الاثنين تكررت العملية واعتقلوا ابنه بلال خريج اللغة العربية وعمره 24 عاما، بعد آن اجبروا الأبناء على خلع ملابسهم، أما الابن الأكبر نياز فقال لهم : نحن بشر ولسنا حيوانات، وقامت قوات الاحتلال بفحص DNA لبلال وهو الآن في معسكر حواره وتركوه بلا ملابس في الخلاء ليلة الاثنين، ويستمر مسلسل الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين هذه المرة ضد عائلة شراب من قرية عورتا، فإلى متى سيظل العالم يتفرج على هذا المسلسل الدامي دون أن يحرك ساكنا ؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل