المحتوى الرئيسى

يوسف القعيد يكتب: أنا ليبيا وليبيا أنا

03/23 21:16

لو قلت لك أن قائل العبارة التى جعلتها عنواناً هو القذافى. لكان من حقك الانصراف عن قراءة باقى المقال. لسبب جوهرى هو أنه لا جديد فى العبارة. لا قبل الثورة الليبية ولا بعدها. ربما قلت لى هل هناك أكثر من قول القذافى: من لا يحبنى من شعبى لا يستحق الحياة. أى أنه حكم على من قد يكرهه بالموت. أقول لك ربما كان هناك الكثير من أقوال هذا الرجل ومن كتاباته القليلة التى أقاموا الندوات حولها خلال حكمه. وكتبوا الدراسات عنها. وشكراً لعبده وازن فى جريدة الحياة الذى أورد بعض ما قيل عن أدب القذافى على ألسنة بعض المثقفين العرب الذين ما زالوا بيننا ومر الموضوع مر الكرام. مع أنه من المفروض ألا يمر لا مر الكرام ولا مر اللئام.قال القذافى أكثر من هذا العنوان. ولكن الجديد والمثير. أن قائل هذه العبارة وأكثر منها روائى وأديب وليس مسئولاً أو حاكماً. وإبراهيم الكونى روائى ليبى. يعيش مرفهاً فى سويسراً. غزير الإنتاج بصورة تتفوق حتى على الوصف. لكن التكرار والاجترار فيما يكتبه مؤخراً سيعفيك من متابعة كل ما كتبته. يكفيك عمل أو اثنين من رواياته الأولى التى هلل لها بعض الروائيين العرب بإيعاز ودعم من النظام الليبى واعتبروه صوتاً جديداً فى الكتابة الروائية العربية لمجرد أنه كتب عن الصحراء. وقالوا يومها أن الكتابة الأدبية العربية إما عن القرية أو المدينة. لكن الصحراء كانت غريبة على النص الروائى إلى أن أتى إبراهيم الكونى.من قالوا هذا الكلام نسوا أو تناسوا كتابة عبد الرحمن منيف. حيث بدأ مشروعه الروائى فى منتصف سبعينيات القرن الماضى. ووصل إلى ذروته فى مدن الملح. ملحمة الصحراء العربية الروائية الأولى.منذ أن بدأت الثورة الليبية والناس تسأل: وأين إبراهيم الكونى؟ وما هو رأى الكونى؟ كان السؤال يدور حول كتاب ليبيا الذين يعيشون خارج البلاد. لأن من هم فى الداخل من الصعب أن تضعهم فى مواجهتك وتطرح عليهم السؤال مع من أنتم؟ مع أن الكاتب الحقيقى لا بد أن يستقطر جوهر الواقع وتنبهه موهبته لأن يكون مع الحق والحقيقة وضد الزيف والضلال. وأى كاتب على ظهر الأرض لا يملك إلا أن يكون مع شعبه حيث يكون. فى خندق الشعب ووسط الشعب ومع الشعب. لأن الشعوب هى الصواب ولا يمكن أن تضل أبداً.إلتزم إبراهيم الكومى الصمت التام. واعتكف فى خيمته السويسرية وليس منفاه. فقد كان سمناً على عسل مع القذافى ونظامه وأمواله. بل أنه يقال أن إقامته السويسرية الدائمة كانت من بنات أفكار القذافى. حتى يكون قريباً – مكانياً ومعنوياً وإمكانياً – من نوبل. الحلم الذى وصل إلى ما بعد الهوس عن بعض الحكومات العربية. كان أول ظهور للكونى بعد الأحداث عندما استضافه النادى الثقافى فى مسقط بسلطنة عمان. وقد تجنب الكلام عما يجرى فى ليبيا. ربما سعد بذلك من استضافوه. لكن الكونى بعد أن بدأت تباشير الحسم فى ليبيا. وأصبحت فى ليبيا مناطق محررة. ومجلس وطنى. واعترفت به بعض دول العالم. وكانت أول دولة تفعل هذا هى فرنسا. حيث سبق ساركوزيه الولايات المتحدة الأمريكية فى الاعتراف به.هنا. وهنا فقط قرر الكونى الانحياز لطرف من الطرفين والإعلان عن موقفه الجديد المتأخر عن عمر الثورة شهراً وربما أكثر. وهكذا قال أنه الأب الروحى للثورة. وليته واصل همته. تذكر وأنت تقرأ هذا الكلام أن قائله ليس رئيساً للدولة ولكنه أولاً وأخيراً. مجرد كاتب.وهذه بعض عباراته التى جاءت ضمن مقال مثير وأكثر من جميل لفاروق وادى فى جريدة القدس العربى الممنوعة من دخول مصر منعاً تاماً سواء فى الزمن المبارك أو زمن ما بعد مبارك:إذا كان هناك محرِّض على الثورة في ليبيا في يوم من الأيّام فهي أعمال إبراهيم الكوني.أنا روح ليبيا، أنا ضميرها، والعالم يعرف ليبيا من خلالي أنا.أنا أوّل من أصدر بياناً بخصوص الثورة.أنا مريض بالتوتر بسبب الليبيين، حاملاً صليبي على ظهري أقاتل وحديستظهر الوثائق من سجلات الأجهزة الأمنيّة الليبيّة، ليعرفوا من هو أكثر شخص ملاحق أمنياً من قبل هذه الأجهزة، ولحدّ الآن العدو رقم واحد للنظام الليبي هو ابراهيم الكوني.أنا الوحيد الذي يحمل روحه على كفه ويقاتل النظام منذ جاء في 1969. أنا أوّل معارض في ليبيا.وأنا استطعت أن أوصل حقيقة الصحراء التي يجب أن تكون عنواناً لكلّ الوطن العربي لأنه كلّه صحارى، ومن رفع لواءها وعرفها للتاريخ هو هذا العبد الضعيف.وأنا أناضل في سبيل رد الاعتبار الثقافي لليبيا الملغاة من خارطة الثقافة العالميّة والعربيّة، واستطعت وحدي أن أحقق ذلك دون مساعدة أحد.ولا ينسى الكونى فى سياق هذا النزيف الأنوى أن يقول أنه لا يوجد غيره، هو الذي اقترح تأسيس جائزة ثقافيّة سخيّة، حملت فيما بعد اسم جائزة القذافي العالميّة.يقول تحديداً:أنا من اقترحتها على القذافي فعلاً في لقاء جمعنا من أجل إعادة الاعتبار لليبيا. كم هللنا لابنه عندما طرح مشروعاً إصلاحياً، ورأى فيه الناس أنه حقيقي وفيه أمل. لكنه أجهضه قبل أن يبدأ.يحترمني الأخ العقيد معمر القذافى كمفكِّر.. ومن لا يحترم المفكِّرين؟ إننا رمز ليبيا، ليس غريباً أن يحترمني القذّافي.وهكذا انتهى فاصل أنا أنا أنا ونعود لكتاب ليبيا لاحقاً.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل