المحتوى الرئيسى

أشرف العناني : قصة السلاح في سيناء .. نوايا بيضاء بوجه أسود

03/23 13:31

شأنها شأن أي منطقة حدودية في العالم تظل هواجس التهريب وانتشار السلاح والتسلل والانفلات الأمني أعراض تراجيدية للمكان و الإنسان على حد سواء , لكن هذا ليس كل شيء فثمة ما يجعل لسيناء خصوصية ما بين كل المناطق الحدودية في العالم , تاريخياً وفي العصر الحديث , كونها بوابة تاريخية بين قارتين كبيرتين من قارات العالم القديم جعلها مسرحاً للصراع بين طرف واحد من جانب هو الدولة المصرية وأطراف عديدة من الجانب الآخر , الحيثيين والفرس والرومان واليونانيين والتتار والمغول والأتراك والفرنسيين والانجليز , أما حديثاً فيظل الصراع العربي الإسرائيلي أهم ما أثر في سيناء هذا التأثير الدرامي خصوصا في ظل أربعة حروب تركت مخلفاتها في نفوس البشر كما تركت في المكان أعراض قلق ليس من السهل زواله .من قديم والسلاح موجود هنا في سيناء , الحروب وما تخلف فعلت ما عليها لتصبح سيناء مكاناً نادراً وسرياً لانتشار السلاح , لكن ظل كل هذا يحدث بشكل سري وبشكل محدود أيضاً , أذكر منذ عشر سنوات أو أقل كانت الدنيا تقوم ولا تقعد عندما يسمع الناس عن قطعة سلاح هنا أو هناك , الآن اختلف الوضع تماماً , انتشر السلاح  بشكل مخيف وعلني في الوقت ذاته فكيف وصل الأمر لهذا الحدالبداية كانت مع تفجيرات جنوب سيناء وما أعقبها من إجراءات يصح تسميتها بالزلازل الأمنية , حالة من القلق المفزع هي ما جعلت الناس في سيناء يتخلون نوعاً ما عن توجسهم وحذرهم , هذا التخلي هو ما جعل الحرص يتراجع شيئاً فشيئاً حتى وصل الأمر إلى أن حمل السلاح لم يعد بالشيء المخيف , قال بعضهم ” أنت معرض للاعتقال سواء كنت تحمل سلاح أو لا تحمل  ” حمل السلاح يوفر نوعاً من الأمان النسبي هكذا فهم البعض القصة , ومن كان يدفن أو  يخفي سلاحه لم يعد يخفيه  , كل شيء في ظل حملة الاعتقالات المفتوحة بعد طابا وغيرها حرك الوضع في سيناء إلي منطق شمشون ” علي وعلي أعدائي ” أو تبعاً للمثل الشعبي السائد ” خربانه خربانه ” , ثم كانت الأنفاق وحاجة حماس للسلاح وهو ما خلق واقعاً جديداً جعل لقصة السلاح وتهريبه إلى حماس موضوعاً رئيسياً ليس في عناوين الأخبار فقط بل علي الصعيد السياسي والأمني و حتى الإنساني  في سيناء ،   الأنفاق خلقت شريحة اجتماعية جديدة أسميتهم في مقال سابق بالأثرياء الجدد , وهي أيضاً أحد الأسباب المهمة  لانتشار السلاح في سيناء وان كانت هناك أسباب أخرى لا يمكن إغفالها وأشرت إليها سابقاً وهي خلفيات انتشار السلاح في المنطقة  , السلاح الذي كان يتسرب إلى حماس ظل جزء منه هنا في سيناء كنوع من الوجاهة أحياناً وفي الغالب كنوع من فرضيات الوضع الجديد للأثرياء الجدد , حتى هؤلاء الذين بقوا بعيداً عن التهريب عمدوا إلي شراء سلاح من باب التوازن القبلي والعصبي , إذا كانت هذه القبيلة أو تلك تملك السلاح فلسنا أقل منها , هكذا تكلم الجميع , ولا ننسي أن ثقافة امتلاك السلاح في المجتمع القبلي الصحراوي هي ثقافة أصيلة , فامتلاك السلاح هو تعويذة أساسية ضد الصحراء ومخاطرها , لكن الذي  لم ينتبه إليه الجميع هو مخاطر حمل السلاح أو تحديداً مخاطر تخلى الناس عن حرصهم في التعامل به , في السابق كان المجتمع الصعيدي هو الأشهر في حمل السلاح والقضايا المرتبطة به كالشرف والثأر الخ , الآن تنافس سيناء الصعيد وربما بشكل أعنف وأشرس وأظن أننا مقبلين علي ما هو سوأ وليست في ذهني أفاق لحلول ناجعة لتلك الظاهرة لكنني أظن أن الحل الأمني وجده لن يوقف هذا[email protected]مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل