نحن وفلسطين

التصعيد الأخير في العدوان الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني. والعملية الفدائية الناجحة التي قتل خلالها فلسطيني خمسة مستوطنين يهود والمواجهات الباسلة التي تجري كل يوم في حي سلوان بالقدس بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي. وغيرها من التطورات تؤكد علي حقيقة مهمة. لقد بات الأمر بحاجة إلي أسلوب جديد في التعاطي مع القضية الفلسطينية في وسائل إعلامنا المصرية.فالشعب الفلسطيني في حقيقة الأمر ينوب عن المسلمين في الدفاع عن المقدسات الإسلامية ويتحمل في سبيل ذلك معاناة لا يطيقها بشر. وكم قدم ولا يزال يقدم من شهداء وتضحيات فداء هذه المقدسات وفداء أرض فلسطين وكلها مقدسة.وبالنسبة لنا في مصر. فإن فلسطين جزء لا يتجزأ من أمننا القومي. ووجود هذا الكيان الصهيوني العدواني يشكل خطرا جسيما علي أمن مصر. حتي لو كنا نرتبط بمعاهدة سلام معها. والدليل أنها لا تزال تسعي إلي حصارنا في منابع النيل. وأكثر من ذلك فإن الهدف من إقامة إسرائيل نفسها كان محاصرة مصر وتحجيمها. وفي هذا التقت رغبة اليهود مع اطماع الغرب فساعدهم علي اغتصاب فلسطين ليتمكن من محاصرة مصر.من هنا فإن حرب فلسطين التي خاضتها مصر عام 1948 كانت دفاعا عن أمنها القومي بقدر ما كانت دفاعا عن فلسطين. وكل رصاصة يطلقها فلسطيني علي إسرائيل هي في حقيقة الأمر دفاع عن أمن مصر في الوقت نفسه. وإذا قضي اليهود علي الفلسطينيين. فالدور علي مصر ولذلك يصبح من الضروري تبني خطاب اعلامي في تعاملنا مع القضية الفلسطينية يعكس احترام هذا الشعب ويبتعد عن قلب الحقائق. فبعض كتابنا لايزالون حتي الان يمنون علي الشعب الفلسطيني ويعايرونه بما فعلته مصر في حرب 1948¢من اجلهم ¢ والاعتداءات التي تعرضت لها بعدها .ويحضرنا في ذلك مهزلة الخامس والعشرين من يناير الماضي حين صدرت الصحف تحمل كذبة وزير الداخلية المعزول حبيب العادلي وهو يعلن ان الفلسطينيين هم من دبروا حادث كنيسة القديسين بالاسكندرية. تماما كما حاول اخفاء فشله في الوصول إلي الجناة في تفجيرات الحسين والغردقة وشرم الشيخ فنسبها إلي فلسطينيين دون ان يقدم دليلا واحدا يثبت ما يقول.وكانت المهزلة الاكبر مسارعة عدد من كبار كتابنا المنافقين - وهم يعلمون تماما انه كاذب -ليهاجموا الفلسطينيين الذين لا يقدرون ما فعلته مصر من اجلهم¢. وكان من المؤسف ان بعضهم كتاب كبار يفترض انهم يحترمون اقلامهم وبعضهم يتباهي بثقافته الواسعة!! .وقبلها كان بعض كتابنا لايتورع عن التطاول علي الشعب الفلسطيني معتبرا اياه جواز السفر إلي رضا نظام الحكم عنه. ولا ننسي روح التشفي والشماتة التي تحدث بها هؤلاء عن الفلسطينيين في قطاع غزة خلال مذبحة الرصاص المصبوب في 2009ويسخر بانهم الذين تسببوا لانفسهم فيما حدث لهم بسبب الصواريخ التي يطلقونها علي إسرائيل!! .