المحتوى الرئيسى

بعد الصعود الملحوظ للتيارات المتشددة‏:‏مثقفو مصر يرسمون خريطة الطريق للدولة المدنية

03/23 04:46

 اسئلة حول مستقبل العمل الثقافي والفني وما يمكن ان يطال حرية الفنانين والمثقفين في التعبير والإبداع‏,‏ في ظل ما يراه البعض صعودا ملحوظا لتلك القوي الراديكالية خاصة مع وجود حملات اعلامية منظمة للترويج لارائها في الشارع المصري‏,‏ في هذا الاستطلاع تطرح الاهرام المسائي اسئلة المستقبل وآليات العمل الثقافي في ظل المتغيرات الجديدة علي بعض من فناني ومثقفي مصر‏.‏ في البداية يقول الشاعرعبدالمنعم رمضان أن التخوف لا يتعلق بالتيارات الدينية ولكن بفلول الحزب الوطني‏,‏ فهذه النتيجة هي اثبات لوجودها‏,‏ وتعكس تردد المؤسسة العسكرية في تحديث هياكل النظام في مصر وكأنها مصرة علي إبقاء الهياكل القديمة‏,‏ ولا أري سببا لهذا التردد وكأن علي رأس المؤسسة العسكرية بطحة تخشي ان تفضح‏.‏ ويري رمضان ان المؤسسة العسكرية قد تعجلت‏,‏ لانها أرادت ان ترحل بعد ستة أشهر وها هي تؤجل رحيلها بعد نتيجة الاستفتاء‏,‏ اللعبة الآن في يد المؤسسة العسكرية التي لا تريد ان تحسم محاكمة رؤوس النظام وكأنها تحمي النظام السابق‏,‏ وأضاف انه يشك في وجود صفقة بين المؤسسة العسكرية ورمز النظام السابق‏.‏ أنا راض عن نتيجة الاستفتاء أيا كانت فنحن لم نمارس الديمقراطية من قبل فنحن اطفال في حضانة المدرسة الديمقراطية والثورات ليست في حال صعود دائم فهي تصعد وتنكسر والاستفتاء محطة انكسار سنعبرها‏.‏ وعن الضمانات التي يري رمضان ان توافرها يكفل الحرية والمنافسة المتكافئة في المستقبل قال إن تأجيل انتخابات مجلس الشعب امر ضروري حتي تنهض الأحزاب الأخري‏,‏ وقال إنه لا يعنيه مجلس الشوري فهو مجلس صوري اخترعه النظام لمكافأة عملائه‏.‏ وعبر عن عدم خشيته من التيارات الإسلامية فهي تيارات متناحرة وان اجتماعها كان علي الاستفتاء ولكنها سرعان ما ستعود للتناحر مرة أخري فالصراع بين الإخوان والسلفيين والصوفية وأهل السنة أشد من اي صراع واختلاف بين أي من تلك التيارات وبين القوي العلمانية‏.‏ علي العكس من الاطمئنان الشديد الذي يتحدث به الشاعر عبدالمنعم رمضان‏,‏ لا يخفي الفنان التشكيلي الشاب هاني راشد تخوفه من الحالة التي بدت في الشارع المصري من تأثير قوي للتيارات الدينية علي البسطاء وانصاف المتعلمين وقدرتها علي استقطابهم باسم الدين وتضليلهم والتلاعب بعقولهم‏,‏ ويري أن هذا يكشف عن واقع مؤسف يؤكد ان القوي التي قامت بالثورة كانت كعادة قادة التغيير ودعاة الحرية في جميع المجتمعات‏(‏ فئة قليلة‏)‏ بالمقارنة للمجموع‏,‏ ويضيف‏:‏ أنا كفنان قلق جدا من استخدام الدين بهذا الشكل المهين للقيم والشرائع السماوية من أجل مصالح سياسية ضيقة‏,‏ الاحزاب والتيارات الدينية تعد نفسها من البداية لخطف ثورة لم تشارك فيها او شاركت فيها بعد أن خف العنف الموجه ضد الثوار علي أحسن تقدير‏,‏ هذه التيارات نظمت نفسها ولعبت علي وتري الاستقرار والدين‏,‏ هذه القوي بطبعها كارهة للحريات ورافضة لها‏,‏ وهو ما يثير الخوف من ان تسيطر هذه التيارات علي البرلمان وتكتب لنا دستورنا الدائم‏,‏ نحن كشباب ومثقفين ساهموا في هذه الثورة نرفض التلاعب بالوقت فتأجيل الحقوق لن يؤدي سوي لاهدارها بالمقايضة عليها مقابل الاستقرار الزائف‏.‏ الفنان د‏.‏ رضا عبدالرحمن لا يختلف رأيه كثيرا عن هاني راشد وان كان يبدي تخوفا اقل ويروي عن تجاوزات عديدة شهدها خلال يوم الاستفتاء اظهرت تغول هذه التيارات وتعاونها مع فلول الحزب الوطني للحشد وتزييف الوعي وارهاب بعض من ارادوا التصويت بلا اثناء عملية التصويت دون ان يتدخل احد لمنعهم‏,‏ مضيفا ان طريقة تعامل هذه القوي‏(‏ التيارات الإسلامية والحزب الوطني وجهاز امن الدولة الذي مازال يمارس عمله بقوة‏)‏ لا يبشر بالخير في الانتخابات البرلمانية المقبلة ويهدد بوقوع البلطجة وبث الفوضي‏,‏ وينفي رضا عبد الرحمن ان الفنانين والمثقفين يدفعون الآن ثمن انفصالهم عن الشارع لعقود قائلا‏:‏ نحن لم ننفصل عن الشارع بارادتنا فنظام الرئيس الراحل السادات وبعده نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك كانا يعاملان المثقفين باعتبارهم خدما لدي النظام ويلقون لهم الفتات مقابل تجميل وجهه مستغلين في هذا النظرة الافتراضية لوزارة الثقافة وعلي عكس ما كان بعد ثورة يوليو‏1952‏ التي عملت فيها الثقافة الجماهيرية مثلا كآلة قوية لنشر المعرفة والوعي والتمدين‏.‏ لهذا فعلي المثقفين الان ان يعيدوا مؤسساتهم وجمعياتهم القائمة التي لا تعمل الان الا من خلال الندوات الهزيلة التي يتواصل فيها قليل من المثقفين مع بعضهم البعض‏,‏ نحن بحاجة لصناعة ثقافية حقيقية تنفض عن نفسها الانغلاق وتسعي للتواصل مع الناس في الشارع في أماكن وجودهم علي المثقفين الان ان ارادوا المساهمة بفاعلية في بناء مستقبل مصر ومستقبلهم ان يسعوا للوصول للناس ولا ينتظرون ان يبادر الناس بالتواصل معهم‏.‏ ذلك فيما يري الكاتب سعد هجرس رئيس تحرير جريدة العالم اليوم أن النتيجة لا تعكس همينة التيار الإسلامي وإنما تعكس حقيقة أن الخريطة السياسية المصرية غير مكتملة فالتيارات الإسلامية موجودة منذ سنوات ولكن الأحزاب الجديدة لم تأخذ فرصتها بعد بسبب القيود التي كانت مفروضة علي إنشاء الأحزاب وقانون الطوارئ وكل هذا أثر علي القوي السياسية المدنية‏.‏ وأشار هجرس إلي أن بعضا وليس كل فصائل الإسلام السياسي أساءت استخدام الاستفتاء وكثير من الذين ذهبوا للتصويت لم يصوتوا فعليا علي التعديلات ولكن علي أشياء أخري وهمية روجت لها تلك القوي فجعلوا من الاستفتاء علي التعديلات الدستورية استفتاء علي الإسلام فأصبح التصويت بنعم واجبا شرعيا ومن يصوت بلا فهو مخالف للشرع فمن يصوت بنعم يصوت للإسلام والمادة الثانية ومن يصوت بلا يصوت ضدهما والبعض ادعي أن من يصوت بـ لا يريد رئيسا قبطيا لمصر وهذا غير معقول ولم يكن مطروحا للاستفتاء أصلا‏.‏ ورأي هجرس أن نعم ولا هي اجتهادات سياسية لا علاقة للدين بها ويجب ايجاد بيئة صحية للتنافس دون إرهاب ديني أو فكري فنحن لا نريد استبدال الاستبداد السياسي باستبداد ديني‏.‏ وقال هجرس إن هناك سلاحين ضد حرية الرأي والتعبير وهما التخوين والتكفير ويجب أن نمنع هذا فلا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة ولا أحد يحتكر الحكمة والآن علينا أن نبحث عن الجانب الإيجابي فيما حدث فالمصريون خرجوا لأول مرة واستعادوا وعيهم المسلوب منذ‏59‏ عاما وهذه هي القيمة الإيجابية الكبيرة‏.‏ ودعا هجرس إلي اطلاق حرية تكوين الأحزاب ورفع الوصاية عنها وإرساء قواعد تمنع التخوين والتكفير كما دعا إلي تكاتف المشاريع السياسية الأربعة الليبرالية واليسارية والقومية والدينية لمواجهة تحديات المستقبل التي سيصعب علي تيار واحد فيها أن يواجهها بمفرده‏.‏ الشاعر والكاتب الصحفي أسامة عفيفي لا يري فيما جري يوم الاستفتاء وما سبقه مدعاة للتخوف أو القلق ولكنه دعوة للانتباه واعادة تعريف دور المثقف والفنان‏,‏ فالمثقفون المصريون الان عليهم ان يندمجوا مع فئات الشعب المختلفة وينتجوا خطابا ثقافيا جديدا قائما علي نشر المعرفة واشاعة مفهوم العقلانية بين الناس وتوضيح معني الثورة‏.‏ ويري الناقد التشكيلي أن المثقفين مطالبون لا بإنشاء خطاب ومنهج عمل ثقافي جديد فحسب‏,‏ بل وبإنشاء فكر ثقافي جديد كذلك‏,‏ فالمبدعون أنفسهم يمارسون الاقصاء فيما بينهم ولديهم نعرات واضحة قائمة علي المجايلة والمدرسة الابداعية وهو أمر مرفوض وما قدمه الفنان الشاب في ميدان التحرير من فنون ابهرت العالم انما جاءت لأنهم احتضنوا الاختلاف واستوعبوه بعد أن اعترفوا به واستطاعوا من خلال هذا الاختلاف ان يقيموا تعاونا استمدوه من روح مجتمع الميدان فانتجوا ابداعا جماهيريا ناجحا تخطي متاريس الميدان ليبهر العالم اجمع‏.‏ ويؤكد أسامة عفيفي ضرورة وضع ميثاق شرف مجتمعي يقوم عليه قانون يحدد ضوابط العملية الانتخابية ويمنع استغلال الدين والتخويف في الدعاية الانتخابية‏,‏ كما يطالب بأن تجتمع القوي الوطنية بجميع اطيافها الاجتماعية والسياسية في لجنة تأسيسية شعبية تضع خريطة لدستور وطني يلتزم البرلمان المقبل بوضع الدستور وفقا له علي ان تربط هذه الخريطة الوطنية بين الحقوق السياسية وحقوق المواطن الاقتصادية والاجتماعية الاساسية من تعليم وصحة وسكن وعمل دون آن ينتقص هذا من الحريات السياسية شيء‏,‏ فمن لا يملك قوت يومه لا يملك صوته‏.‏ أما الناشط الحقوقي نجاد البرعي فقال إنه لا يمكن الحديث عن ان نتيجة الاستفتاء تعكس هيمنة للأصوليين والإسلاميين لأن موضوع الاستفتاء كان موضوعا عاما ولكنه أشار إلي أن ما يجب القلق بشأنه الآن ليس نتيجة الاستفتاء ولكن وجود بوادر لاستغلال الدين لأجل مصالح سياسية وحصار بعض الإسلاميين لبعض المدارس واستغلالهم بعض القري التي يضعف فيها الوعي للترويج لأجنداتهم الخاصة‏.‏ وعن الضمانات التي تكفل حرية الرأي والتعبير قال ان الضمانة النهائية للديمقراطية هي الديمقراطية نفسها أي أن نصلح عيوب الديمقراطية بمزيد من الديمقراطية وهذه هي مسئولية الناس في أن تدافع عن حقوقها بشكل ديمقراطي ومسئولية الجيش أيضا بألا يتحالف مع بعض القوي والتيارات السياسية لأجل تمرير أجندات سياسية معينة مثلما تحالفت الحكومة مع الإخوان في عام‏2005.‏  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل