المحتوى الرئيسى

مشكلة القذافي و عائلته مع كلمة : طز بقلم:أسامة تنبكجي

03/23 00:30

منذ بداية الثورة في ليبية ، و أنا أتابع خطابات القذافي و أبناؤه ، بالإضافة إلى التقارير اليومية التي ترد في نشرات الأخبار التي لم تتوقف عن نشر المضحك المبكي في شخصية هذا الشيء المعقد الذي يسمى القذافي ، و لعل ما لفتني هو استخدامه و أبناؤه العديد من الكلمات القبيحة التي إن دلت على شيء تدل على المستوى المتدني التي تتمتع به هذه العائلة ثقافياً و أخلاقياً ، و لعل من أغرب الكلمات و أكثرها دلالة على عدم المبالاة بأي شخص يستمع ، هي كلمة ((طز )) هذه الكلمة التي يستخدمها القذافي و أولاده عشرات المرات أثناء مؤتمراتهم الصحفية ، لا و بل يشجعون الحضور على استخدامها أيضاً ، ففي أحد لقاءات القذافي مع مناصريه ينطلق هؤلاء بالصياح و الهتاف : طز مرة ثانية أمريكا و بريطانيا .... عدة مرات و يردد القذافي ضاحكاً خلفهم بوجهه الذي أخفت عمليات التجميل فيه أي تضاريس للوجه البشري الطبيعي ، و في لقاء آخر لإبن القذافي سيف الذي يسمي نفسه سيف الإسلام و الإسلام منه براء ، يبدأ هذا الأخير بالحديث عن الدول العربية و الجامعة العربية ، و ينهيه بطزطزة من العيار الثقيل على كل الدول العربية و الجامعة العربية التي تضمهم ، و لعل القارئ يسأل عن أصل هذه الكلمة و معناها ، فأصل كلمة "طز" مأخوذة من اللغة التركية ومعناها ملح الطعام ،وتكتب باللغة التركية هكذا - toz نظرا لأن اللغة التركية اعتمدت الاحرف اللاتينية منذ عهد كمال اتاتورك،فقد كان الأتراك عندما كانت لهم السيطرة وحكم بلاد العرب، وخلال مراكز ونقاط التفتيش يمر العربي من امام العسكري التركي وهو يحمل اكياس الملح يشير إليه التركي بيده سامحا له بالدخول وهو يقول للجندي التركي: "طز طز طز" فيرد المواطن العربي "طز" اي إن ما يحمله هو فقط ملح فيسمح له بالمرور دون تفتيش! وفي رواية اخرى يقول الكاتب أميل حبيبي انه أثناء الحرب العالمية الأولى كان الجباة الأتراك يداهمون البيوت في فلسطين بحثا عن المؤونة لفرض الضرائب عليها وهم يفرضون الضريبة على أكياس القمح والشعير والسمسم والفول والحمص والملح. ولكن اقل ضريبة كانت على الملح، ومن اجل التهرب من الضريبة كان الفلسطينيون يدعون ان أكياسهم مليئة بالملح وحده وهكذا يدخل الجابي فيدور الحوار التالي مع صاحب الدار: ماذا في هذا الكيس؟ ملح! فيصرخ الجابي بمرافقه: سجل طز! نعم لقد كانت كلمة طز تعني ملح ، و لكنها في وقتنا الحالي تعني الاستخفاف و الازدراء الغير أخلاقي الذي يخلو من الدبلوماسية ، و التي من المفترض أن يتمتع بها أشخاص كالقذافي قادوا دولة عربية على مدى 40 عاماً ، و لكن يمكنني القول أنه حتى كلمة طز قد تبرأت من القذافي و خطاباته ، فخطاباته تفتقد للطعم و المعنى و النكهة الذي يعتبر الطز أي الملح بالتركية واحداً من مكوناتها .... الكاتب : أسامة تنبكجي الإمارات العربية المتحدة - الشارقة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل