المحتوى الرئيسى

رسالة مفتوحة بقلم:عبد الحفيظ صغروني

03/23 00:16

قال الصغير اولاد احمد في مقال له «في الشتاءِ القارصِ اندلعتْ أحداثُ سيدي بوزيد (وأغلبُ الأحداث التي شهدتها تونس تقعُ في فصل الشتاء؟) لازمْتُ الألمَ والصمتَ والعزْلةَ إلى أنْ نَطَقَا وتكلّمتْ..»... الثورة يصنعها الأشراف ويحصد نتائجها الأوغاد، الثورة يصنعهـا المقهورون وينجزها الشجعـان ويستفيد منها الإنتهازيـون، الثورة يصنعها الشجعان و يموت فيها الفقراء و يستغلها الأغنياء هذه كلّها مقولات قيلت عن الثورة وهي لعمرى أحسن ما ينطبق على الثورة التونسيّة فلنبدأ بالنهاية، في كل الثورات التي حدثت على مرّ التاريخ كان تاريخها هوّ يوم بدايتها... ولكم مثال البلدان العربيّة الآن ، إلاّ نحن «تعرف العلم ڤالّو آنزيد فيه»، إلّا نحن سمّيت ثورتنا بيوم نهايتها 14 جانفى عوض 17 ديسمبر يوم إنطلاقتها في سيدي بوزيد بل سمّيت بنهايتها كما قلنا لأن «الثوار الجدد» الذين سكتوا لأسابيع وأحرار سيدي بوزيد والڤصرين يقتّلون والذين خرجوا يوم 14 جانفي لن يرضيهم أن تكون ثورة الجبورة والڤعار والنزوح، لن يرضيهم أن يسألوا أين كنتم من 17 ديسمبر إلى 14 جانفى؟ هذه الفتر السوداء في تاريخ الجهات الداخلية وما جرى لها من انتهاكات وتقتيل وترويع من البوليس الأسود... إذا انّ ذاكرتهم الثوريّة تنطلق من 14 جانفى لأنها ثورة ديڤاج و ثورة الإنتهازيين ، لأن التقتيل لا يعنيهم بآعتبار أن كل من قتل كان شهيد للكرامة والحرية والخبز والمساواة لا شهيد أحزاب ومطالب آنيّة وإنتهازيّة. كانت ثورة مشاعر وأحاسيس ثورة مات فيها الكثير حتّى يستغلها من استغنى غناً فاحشا على ظهورهم؟، فلو شهدائنا علموا أن إخوانهم الذين إكتووا بنيران الظلم أكثر من غيرهم سيُنعتون بالجبري والنزوح لتركوكم ترزحون تحت ماكنتم تهلّلون وتقدّسون له يا معشر المثقّفين والثوار؟؟؟! ضربتم بالقيم والمثل والأخلاق عرض التاريخ وسكتّوا سنين طوال وتمعشتم و سلّمتم برفاهيّتكم و اليوم تركبونها مطيّة سهلة! من أنتم؟ من أنتم؟ أين كنتم؟ اليوم نرى جناة الثمار الثوريون الجدد (الإنتهازيون) يظهرون ، قادمون لتحقيق رغباتهم وأطماعهم الذاتية ومصالحهم الشخصية ومآربهم النفعية بعد إقصائهم لمن قام بالثورة وإكتوى بنارها وسقى أرضنا بدمه الطاهر، فأين هم أبناء سيدي بوزيد والڤصرين فى مجالس المقررين والمنظّرين و الثوريين ومن هم ليتكلوا على لساننا ومطالبنا، هل يعرفوننا ويعرفوا مشاغلنا، «نعم أتكلم بالجهوية» لاني لم أرى أحد يعبر عن ما يخالج صدري ويبرد دمي الثائر، وتندمل جراحي التي أبت أن تبرأ جراء الاعتداءات من طرف البوليس الأسود من جميع جهات تونس وبكل أنواعه وأطيافه واختصاصاته. ابناء جهاتنا تم طرحهم جانبا ليحل مكانهم نفس الوجوه ونفس مصّاصى الدماء الذين حكموا البلاد والعباد لعقود ليواصلوا نظامهم الجهوي نظام «ولد البلاد» نظام «هذا متاعنا وهذا موش متاعنا» نظام «البورجوازية والبلْديّة» متدثرين في ذلك بثوب (الثورة) والإيمان بها وببرامجها وأهدافها لآستغفالنا من جديد منظرين في كثير من المنابر الاعلامية مبرزين شعاراتهم وفي ذلك الغاية تبرر الوسيلة لكن سؤالى أين كنتم وأين كانت وطنيتكم و أخلاقكم قبل أن نعتقكم . الشرف للشهداء لأنهم قدموا للثورة أنفسهم وأرواحهم فداءًا للقضية التي آمنوا بها وثاروا من أجلها وهو شرف لا يضاهيه أيّ شرف. أمّا أنتم يا راكبي الأحداث لم تقدّموا شيئا للثورة ومسيرتها النضالية ولم تكتوُوا بنارها ولكنّكم الآن ،وغدا، تنعمون بنورها وستكونون الرابحين لوحدكم كالعادة..... أخيرا لكل الأحرار الشجعان ما يفتك بالقوّة يسترجع بالقوّة فلا تنتظروا أن يرضخ جلاّديكم ويعطونكم مكانكم الذي تستحقّون لأنهم إعتبروكم طويلا مواطنين من الدرجة الثانية وأنّهم المؤهلون لقيادتكم وإن تغيّر المنطق اليوم إلا أن المضمون واحد. التاريخ لا يكتب مرّتين كما نزعت الظلم والإستعباد حان وقتك لتنزع عنك الوصاية والإقصاء والإستبلاه. وكما قال شاعرنا محمد الصغيّر أولاد أحمد «آنَ لي أنْ أخْتارَ ما بين موْطني ووَطَني: الأوّلُ أهْداني جسمي واسمي والثّاني افتكَّ منّي ما لمْ أطلُبْ منهُ بَعْدَ أن سرقَ منّي ماكنتُ سأُهْديهِ إيّاهُ. الأوّلُ، الذي هو أوّلُ بالفعل، اسمهُ: سيدي بوزيد والثاني الذي كان يمكنُ أن يكونَ أوّلَ، اسمُه: تونس .دون تروّ أو تفكير،، أختارُ موطني قبل وطني، أنحازُ إلى موطني لأنّ لي فيهِ قبرٌا محفورا وأغضبُ على وطني لأنّ جنازتي طالتْ بين شوارعه دون أن تنقلبَ إلى حياةٍ ». عبد الحفيظ صغروني

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل