المحتوى الرئيسى

مبادرة الرئيس عباس وتصعيد العدوان بقلم: سعيد موسى

03/23 23:19

مبادرة الرئيس عباس وتصعيد العدوان ((مابين السطور)) بقلم سعيد موسى ليس مستغربا أن يمارس الصهاينة أيدلوجيتهم الدموية بالعدوان على القرى والمدن والمخيمات والمقدسات الفلسطينية الإسلامية المسيحية منذ مايزيد على نصف قرن من الزمان، وليس مستهجنا أن تقوم قطعان مستوطنيهم وبحماية الجيش من الإغارة على المدن والقرى الفلسطينية المحاذية للمغتصبات، واقتلاع الشجر وتدمير الحجر وترويع وقتل البشر، فكل هذا أصبح جزء لايتجزأ من حياتنا كمرابطون في مواجهة محتل بربري كل همه اغتصاب الأرض وتهجير وقتل إنساننا الفلسطيني جسديا ونفسيا،فمن هذا المنطلق وعلى هذه الأرضية إيماننا لن يتزعزع بان الفجر لامحالة آت ونصر الله لقريب. ولكن الطامة الكبرى بشكل مباشر أو غير مباشر/ بعلم أو بجهالة، أن تدفعنا الحزبية العمياء إلى التماهي والتناظر مع مخططات الصهاينة بعدما حدثت طامة الانقسام التي أثلجت صدور الأعداء، فمن قريب أو من بعيد لابد من اليقين بان أصابع الاحتلال كان لها دور ما في نسيج شبكة الانقسام الذي أعاد قضيتنا سواء على مستوى المحافل الدولية، أو على مستوى الجبهة الداخلية عشرات السنين إلى الوراء،جربنا الوحدة الوطنية وجربنا الفرقة اللاوطنية، فكان الانقسام أمر من علقم الاحتلال، بل العجيب عندما نعلم أن نفر من شعبنا يتلذذ بمرارة الانقسام وكأنها الشهد، ويرى في النقمة لوطنية نعمة حزبية، ويرى في قمع وتغييب الآخر معيار للأمن والاستقرار والأمان. بل العجيب واللاغريب كلما لاحت في الأفق فرصة لالتئام الجرح الوطني النازف، يسارع الاحتلال إلى مزيد من إغماد خنجره في الجسد الوطني ليثخن الجراح، بل الأعجب والأغرب أن يرى الفرقاء في التئام الجرح خطر يهدد كينونة الأحزاب التي باتت تتغذى على جحيم الانقسام،بل تربط كينونتها ووجودها باستمرار وتكريس هذا العار الوطني وخيانة وصايا وتضحيات جيش من الأسرى والشهداء، وهنا يختلط الحابل اللاوطني بالنابل الإجرامي الصهيوني، وتتقاطع المصالح بين قوى الممانعة التي ترفض باستماتة انتهاء الانقسام، وأول وأشرس تلك القوى هي قوة وهمجية وعربدة الاحتلال، ومن رضي بان يتوحد في هذا الخندق بأي من المبررات العبثية لتكريس الانقسام. منذ أشهر وأسابيع مضت، ولم يتوقف العدوان طرفة عين على غزة والقدس والضفة الغربية، فالمستهدف هي فلسطين كل فلسطين، المستهدف هو الفلسطيني كل الفلسطينيون، لكن العدوان المستمر على غزة خاصة كان بوتيرة بسيطة مقارنة بالعدوان المستمر والشامل على غزة، وهذا كان نتيجة تهدئة من طرف واحد هو الطرف الفلسطيني الأقوى بإرادته وحقه ، مقابل طرف صهيوني أقوى بترسانته العسكرية وباطل حلفاءه. ومالم يعد بخافي على اصغر شبل فلسطيني، أن وتيرة العدوان لا تتصاعد فقط مع تصاعد أعمال المقاومة الباسلة والتي قيل فيها في زمن تهدئة التوافق الوطني أنها مقاومة ضرار وعمل متفرد غير وطني، بل وتيرة العدوان تتصاعد بجنون وتيرة مقياس رختر الزلزالي، كلما لاح في الأفق بصيص أمل في القضاء على مسخ وشبح الانقسام،الذي أنهك جسدنا الوطني وأساء لتاريخنا النضالي وجعل قضيتنا العادلة تهوي نحو الحضيض، ولا حاجة لنا للعودة للوراء كي نتوقف عند محطات ووساطات إنهاء الانقسام لنلمس زيادة وتيرة العدوان الواضحة للعيان، بل ونحن ندفع إلى الأمام ونلقي بالماضي الكارثي الأغبر من خلف ظهورنا ، ونتوق لشروق فجر حرية وحدة الصف الفلسطيني واستعادة صمام الأمان، نتوقف بعيدا عن التعصب والنظرة الحزبية صوب المبادرات الفلسطينية الصادقة لإنهاء الانقسام، سواء أكانت على مستوى مجهودات ووساطات المستقلين لرأب الصدع، أو على مستوى مبادرة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، والتي تتوجت مؤخرا بدعوة رئيس الوزراء في الحكومة المقالةإسماعيل هنية للسيد الرئيس بمد يد المصالحة، ومبادرة السيد الرئيس أبو مازن الصادقة الجريئة رغم كل المعيقات والصعاب أولها الرفض الصهيوني وليس آخرها الحشرجة وتشكيك الخصوم السياسيون، بأنه ينوي القدوم إلى غزة للاتفاق مع كل الأحزاب السياسية الفلسطينية وفي مقدمتهم حركة حماس، لإقامة حكومة فلسطينية من المستقلين لتكون آخر مسمار في نعش الانقسام، ومن ثم الإعداد لانتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي والمجلس الوطني. فكانت دعوة السيد إسماعيل هنية، ومبادرة الأخ الرئيسأبو مازن، بمثابة زلزال هز كيان الاحتلال الإسرائيلي ومن يتماها معه بكارثية انتهاء الانقسام وعودة اللحمة لشقي الوطن وللشعب الفلسطيني وليس العكس، ويأتي التصعيد الهمجي الصهيوني في هذا السياق، بل عندما اتضحت جدية ومصداقية الرئيس وعرف عنه وحدة القول والفعل، بأنه ذاهب إلى مصالحة وطنية تاريخية تصوب مسار عاصفة عارضة ألقت بقضيتنا في عباب بحر متلاطم الأمواج، اخذ الاحتلال يزيد من هجمته وهمجيته ليصعد ويبحث عن ذرائع لتفويت الفرصة على هذا القائد العنيد، والذي طالما قال "لا" لامريكيا وإسرائيل، وذلك بجر المقاومة أو من يرون في المصالحة وإنهاء الانقسام خطرا على كينونتهم إلى تصعيد طبيعي مضاد، وبتالي تصبح الأجواء غير مواتية للحديث عن المصالحة وزيارة الرئيس إلى غزة فلذة كبد وطنه، بل قالها صراحة رئيس الوزراء الصهيوني"نتن ياهو" على الرئيس عباس أن يختار مابين السلام مع إسرائيل والمصالحة مع حماس، وليس لدينا ذرة شك بان رد الرئيس سيكون المصالحة وإنهاء الانقسام ومن بعدها الطوفان، لكن الأهم في شق المعادلة الوطنية الآخر، ماهو رد من لايقبل بان يكون في خندق الأعداء ضد خندق إنهاء الانقسام الوطني، حين يكون السؤال الملح في مواجهة السؤال الصهيوني، على الخصوم السياسيون أن يختاروا مابين مبادرة الرئيس الجادة الصادقة لإنهاء الانقسام، أو التماهي مع هدف الصهاينة بتكريس واستدامة هذا الانقسام اللعين، ومصائب قوم عند قوم فوائد، لا اعتقد أن عاقل أو شريف سيختار لدقيقة واحدة أخرى ضخ مزيد من الدماء الزرقاء في شرايين مسخ وشبح الانقسام، انه التحدي الأكبر ، انه الخيار الفلسطيني الفلسطيني دون وساطات عربية أو إقليمية، لمداواة الجرح الوطني الغائر، وشعب يهتف بكل أصوات أطيافه شباب وشيبة باستثناء بعض أصوات لامسئولة تغرد خارج السرب،الشعب يريد إنهاء الانقسام، فهل تنتصر إرادة الجماهير على إرادة التفرد الحزبي وإرادة همجية العدوان، أم تنتصر إرادة الشتات الوطني في نفس خندق المخطط الصهيوني الذي استنفر لإسقاط مبادرة السيد الرئيس ودعوة السيد إسماعيل هنية، والى حين ترجمة الإجابة على ارض الواقع تبقى الكرة في الملعب والميدان الفلسطيني ليسددها بالاتجاه الصحيح أو الخاطئ، علما انه لامجال للشك بان الاحتلال يريدها في الاتجاه الخاطئ من جديد. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل