الى نوام البرلمان العراقي؟؟ بقلم:خالد الخالدي

ها أنتم حصلتم على جميع مستحقاتكم,رواتب ومخصصات وقطع أراضي ,وجوازات سفر من نوع A,B,c,j,وهاهي عوائلكم الكريمة ,تمتع بثرواتنا ,ومواردنا النفطية ,فتقضي نهاراتها ولياليها ,بالترف ,والجنس ,والخمر ,مع مباركة شرعية من رجال الدين ,الذين وظفوا جميع امكاناتهم ,لوصولكم ,الى مراكز السلطة ,وها نحن نعيش شظف العيش ,وقلة المؤنة ,وانعدام الخدمات ,وكلما زاد ترفكم ,وثرائكم ,ازدادت معاناتنا ,وآلامنا ,وهمومنا ,في اشارة واضحة الى عدم فهمكم لمعنى السلطة , وعدم شعوركم بالمسئولية تجاه حقوقنا المشروعة . كل الانظمة البرلمانية في العالم المتحضر,تسعى الى مبدأ الحرية والمساواة بين افراد المجتمع ,حرية التعبير ,وحرية الرأي , والمساواة ,بين الافراد من حيث الحقوق والواجبات ,بقدر ماتعمل ,تكسب ,وبقدر ما تطور وتصحح ,تنال ما تستحق ,اما الانظمة البرلمانية المتخلفة والرجعية ,فانها تعمل دائما على احتكار السلطة والثروة ,واضطهاد الفرد سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ,فنجد في تلك الانظمة فوارق شاسعة بين افراد السلطة ,والجماهير ,من حيث الثروة ,والمركز الاجتماعي ,تلك الفوارق تزداد وتتسع اذا ما توافق افراد السلطة ,نحو تشريع قوانين ودساتير ,تضمن مصالحهم ,على حساب مصالح شعوبهم ,تلك الانظمة حتى لو انها اتخذت الشكل الديمقراطي في بناء مؤسساتها ,فانها تبقى في جوهرها ,ديكتاتورية المضمون ,وفاشية التعامل ,مع الآخرين . انتم تملكون الان رؤوس الاموال ,وتملكون الاراضي الشاسعة , وتملكون القوة (السلطة ),ونحن لانملك سوى قوتنا في العمل , العمل الذي حرمتمونا من مزاولته ,بعد ان وظفتم اتباعكم , واقربائكم ,وذراريكم ,في مؤسساتكم المدنية والعسكرية ,لاننا رفضنا الانتماء لشخوصكم ,واحزابكم ,المصنوعة في دول الجوار ,وهذا ولد صراعا طبقيا بيننا وبينكم ,لن ينتهي بسهولة ,حتى يسقط احدنا ,او يتنازل احدنا ,ومن المرجح ,ان من يسقط اولا ,هو انتم ولسنا نحن ,لان الجماهير دائما وابدا هي من تنتصر على الطغاة ,بشهادة التاريخ ,ووثائقه الغير المزورة ,وما جرى في تونس ومصر ,لهو دليل مؤثر على صحة ما نقول ,واذا ما تمكنتم من حيازة السلطة ,والثروة ,بايديكم ,فانكم لن تتمكنوا ابدا من حيازة قلوبنا ,وارواحنا ,وعواطفنا . وان كان البعض ,من ضعاف النفوس ,وكلاب الموائد ,وسماسرة الاعلام ,وتجار الجنس ,والمخدرات ,معكم ,فان الله ,والتاريخ ,وكل الاحرار في العالم السماوي ,والارضي ,معنا ,وسياتي اليوم الذي تنقلب فيه المعادلات ,لتصبح السلطة والثروة ,بايدينا ,وتفرون انتم الى اماكنكم القديمة ,حينها سيلعنكم التاريخ ,والى الابد مثلما لعن عاد وفرعون والنمرود؟؟؟