كلام علي الهواءطــــــابور الحـــــرية
وهل جزاء الوقوف في طابور الحرية إلا الوصول إلي رأي الاغلبية الحقيقية حدث هذا يوم الاستفتاء لأول مرة وجاءت نعم للتعديلات ب 77.2٪ مع كل الاحترام لمن قالوا لا وهم 22.8٪ في إطار من الشفافية وسبحان مغير الأحوال.. لقد حل طابور الحرية مكان طابور الفساد الذي عشش طويلاً وعاد بطعم جميل، الواقفون فيه الابتسامة تعلو شفاهم والأمل في خطواتهم للإدلاء بأصواتهم .هناك بعض المشاهد المؤثرة نؤكد عليها حتي تتكرر في كل الانتخابات:< لأول مرة يخرج الناس بالملايين كعدد حقيقي وليس كما كان يذاع سابقا بطواعية دون البحث عما سوف يتكسبونه من مال أو طلبا لواسطة للحصول علي فرص عمل أو علاج، فالمكسب الحقيقي هذه المرة هو الإحساس بحرية الاختيار بعزة وكرامة.< لأول مرة تشاهد الشيخ والمرأة العجوز يتحدثان بقلوبهم وسعادتهم بالاختيار الحر لضمان مستقبل أبنائهم وأحفادهم وليس كما كان ينشر من صور مضللة للرأي العام.< لأول مرة تستوي كلمتا نعم ولا فهما »حبايب« ولا تسببا عداء أو كراهية بل حوار ومناقشات مفيدة تدعم مفهوم الحراك السياسي بحق وليس كما كان يتردد منذ زمن عن الحراك السياسي المزعوم.< لأول مرة سنجد أغلبية حقيقية واعية بمصيرها من خلال نتيجة الاستفتاء وليس أغلبية دهماء زرعتها الأنظمة الفاسدة.< لأول مرة نجد صورة براقة بدعم أمني سواء من الشرطة أو الجيش للحفاظ علي نظام التصويت دون سقوط ضحايا مع تسهيل للإجراءات بحب وصفاء واستقبال المشاركين بابتسامة.< لأول مرة نشعر بالهدوء يسكن الشارع وصورة جمالية حضارية للمشاركين بالملايين في الاستفتاء كأننا في نزهة.< لأول مرة لا نجد أثرا للبلطجية والقتلة لدعم نظام فاسد تم فرضه علي الناس بالإكراه تحت الادعاء بأننا نعيش أزهي عصور الديمقراطية.< لأول مرة يختفي المنافقون الذين يهللون دائما لدعم النظام والبطانة الفاسدة حفاظا علي مصالحهم فقط وليذهب الناس فيما بعد إلي الجحيم من فقر ومرض وتعليم أقرب للجهل منه للنفع.< لأول مرة تختفي الخمس تسعات »٩٩٩.٩٩« التي عاشت بين دروبنا عقودا من الزمان لتحل محلها نسبة الحقيقة.مشاهد يجب التحفظ عليها: إهانة الدكتور البرادعي أثناء الادلاء بصوته هو إهانة للصورة الجديدة الجميلة التي رسمت خطوطها ثورة ٥٢ يناير وسقط في سبيلها أولادنا يكتبون بدمائهم عهدا جديدا من الحرية المسئولة. تردد أن بعض الأخوة المسيحيين صوتوا في الاستفتاء ب »لا« خشية أن يأتي الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية والسلفية علي طبق من ذهب للسيطرة علي المجالس النيابية، وأعود وأذكّر ان ثورة ٥٢ يناير كسرت حاجز الخوف والتحريض، وأنه لا مسلم ولا مسيحي سيقبل أن يظلم أحدا بعد الآن فالخوف ليس له ما يبرره وكنت أفضل أن تكون »لا« نابعة من حرية المواطن في الاختيار وليس تعبيرا عن خوف منتظر. بعض الإجراءات التي صاحبت عملية التصويت في الاستفتاء كان بها بعض القصور مما أدي إلي تحفظ بعض المشاركين قبل الإدلاء بصوتهم، ولم يكن هذا للتشكيك بأنه سيكون هناك تزوير ولكن ليطمئن قلوب المشاركين بأن عملية الاستفتاء هي صفحة بيضاء لا يشوبها أدني خطوط سوداء.
Comments