المحتوى الرئيسى

لن ينقذ ليبيا إلا الليبيون بقلم:جميل السلحوت

03/22 23:18

جميل السلحوت: بدون مؤاخذة- لن ينقذ ليبيا إلا الليبيون أشقاؤنا في ليبيا منكوبون مرتين، مرة بحكم القذافي الذي لم يجلب لهم الا الويلات، ومرة بالعدوان الأجنبي الذي أخذ الضوء الأخضر من الجامعة العربية، ومن مجلس التعاون الخليجي، ومن المؤتر الاسلامي، والعدوان الأحنبي الذي يرفع شعار حماية المدنيين لن يقصر عدوانه على ذلك، ولن يستهدف القذافي في هذه المرحلة، بل سيعتمدها حربا طويلة المدى ستعيد ليبيا مئات السنين الى الوراء، بعد أن جمد تطورها حكم القذافي على مدار 42 عاما، ولن يستهدفوا القذافي وحكمه الا بعد سنوات من الحرب سيتكبد فيها الشعب الليبي خسائر فادحة في الأرواح وفي الممتلكات، وستجرب في ليبيا أسلحة جديدة كما حصل في العراق، كما ستستهلك فيه أسلحة قديمة لا يوجد جدوى من تخزينها، وسيدفع ثمنها من أموال الشعب الليبي التي أودعها القذافي في البنوك الأمريكية والأوروبية، ومن أموال النفط العربي، أي أن هذه الحرب التي ظاهرها الخير وباطنها الشر كله ستستنزف ليبيا والدول العربية النفطية، ولو كان الهدف المعلن للحرب حقيقيا لتم انهاء حكم القذافي في ساعات أو أيام، واطالة الحرب التي تأتي تنفيذا "للفوضى الخلاقة" التي طرحتها ادارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، تهدف الى الالتفاف على مكتسبات التغيير المتولدة عن ثورة الشباب العربي التي انتصرت في تونس ومصر، وعلى وشك الانتصار في اليمن الذي ما عاد سعيدا بحكم علي عبدالله صالح، كما تهدف الى تدجين قادة الثورة الليبية المناوئين للقذافي. وما لجوء الجامعة العربية الى مجلس الأمن واستصدار القرار 1973 بخصوص حماية الشعب الليبي من بطش القذافي الا تأكيد جديد على أن دول الجامعة العربية لم تبلغ سن الرشد الذي يؤهلها للخروج من عباءة الادارة الأمريكية، مما يعني أنها لا تستطيع التصرف بقرار ذاتي، ولو كان العكس صحيحا لاحترمت القاون الدولي وطلبت استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يسمح لها بالتدخل دون سواها، ولا حاجة لتدويل الحرب على ليبيا، فالقذافي الذي تصرف برعونة ضد أبناء شعبه، ولم يستوعب أبجدية الحكم، وأبجدية العلاقات الدولية طوال فترة حكمه، فقد شرعية حكمه لليبيا بحربه على شعبه ووطنه، لكنه لن يترك الحكم الا بعد تدمير هذا البلد وبعد قتل عشرات الآلاف من شعبه، ولو كان يحب ليبيا حقيقة لتخلى عن الحكم طواعية بعد أن رفضه شعبه، ويبدو أن الرجل لم يستوعب المعادلة الجديدة والنكبة التي ألحقها بوطنه وشعبه وأمته، فهو لا يزال يعتقد بأن شعبه يؤيده، أو أن المقربين منه يقدمون له تقارير كاذبة تتناسب ومعتقداته، تماما مثلما كان يفعل المقربون من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وبما أن الجامعة العربية ارتضت بدور العاجز أمام المشكلة الليبية، وارتضت بتدخل قوى دولية أخرى، فإن المنقذ المتبقي لليبيا هم ضباط الجيش الليبي المقربون من القذافي، والقادرون على الوصول اليه، وذلك بالانقلاب على الطاغية واسقاط حكمه والانضمام الى الجماهير الثائرة، وبالتالي سيسحبون البساط من تحت أقدام الغزاة الذين لا يضمرون الخير لليبيا وشعبها الحرّ الأبيّ، وسينهون صراعا سيحرق الأخضر واليابس في بلدهم. نسأل الله أن يحمي ليبيا وشعبها العظيم. 21-3-2011 مدونة جميل السلحوت: http://www.jamilsalhut.com

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل