المحتوى الرئيسى

إلى العقيد القذافي بقلم:فريد أعمر

03/22 20:20

إلى العقيد معمر القذافي الكاتب: فريد أعمر لا أكتب شامتاً ً فيما آل إليه وضعك،فأنت خيبتنا، والمتذرع بعز خيمتنا، حتى وأنت تـُقدم وطنك للذبح لا نشمت فيك، فالشماتة ليست من شيم الرجال،وبالتأكيد كان لك مسحة خير في فترة حكمك،بل وكان لك أفكارك وتصريحاتك التي جذبت اهتمام مريديك ومبغضيك.كان لك طموحك الذي يتجاوز إمكانياتك، كان لك تعليقاتك التي شدتنا، وكانت لك الممارسات التي تعاكس أفكارك وتثير الحيرة. الأعمال بخواتيمها وموقف حكيم في أخر لحظة يتحكم فيها الإنسان بتصرفاته ممكن أن يـُغير صورته في الدنيا ومصيره في الآخرة فلا تيأس. حضرة العقيد، هذا ليس وقت الندم، ليس وقت الخوف من التشفي، ليس وقت المكابرة،ليس وقت السخط على الذين اعتبرتهم خونة ورجعيين وناديت بالإطاحة بحكمهم وإذا بهم اليوم يـُشاركون بالإطاحة بحكمك لحماية شعبك منك،بل وقت الحكمة، وقت إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقت الخروج بأقل الخسائر عليك وعلى عائلتك وحاشيتك، وعلى الشعب الليبي. حتى لو افترضنا وجود أيادي خفية تدخلت وحولت الاحتجاجات السلمية في ليبيا إلى حرب مسلحة، لوجود أطماع لأصحاب تلك الأيادي في بلدك، فلا تنسى: 1. أنك وتحت شعار حكم الجماهير، حولت ليبيا إلى فوضى، إلى ديكتاتورية لجان شعبية وثورية، إلى ترف أولادك. جعلت نزواتك هي الدستور، قلت لشعبك أُحكموا أنفسكم بأنفسكم وجعلتهم يرونك كوابيس في أحلامهم . 2. الشعب الليبي بما له وما عليه، ذاق الفقر لم يجد العلاج في دولة تجلس على بحر من البترول، وأنت وأولادك تـُهدرون المليارات. 3. قبل أيام خالفت الأحرار والثوار والخونة والرجعيين والفاسدين والاستعمار، ورثيت نظامين فاسدين ( مبارك وزين) واليوم تدعي أنك قائد الثورة الشعبية التي تعم المنطقة، فجعلت أخر مريديك يبغضوك. 4. استعديت شعبك، ذبحته،ولم تـُبقى مجالاً للمصالحة، وتقول أن الشعب يـُحبك. 5. قدمت شعبك للغرب على أنهم من مقاتلي القاعدة الذين يسعون إلى إقامة المغرب الإسلامي، وأنك تحمي شواطئ أُوروبا وتحمي إسرائيل من خطرهم، وعندما ضاقت عليك الأُمور هددت الغرب بأن تتحالف مع القاعدة!! فهل كنت تقول للغرب إذا تدخلتم لحماية شعبي من بطشي سأتحالف مع شعبي ضدكم؟! 6. ما أن بداء الغرب هجومه على قواتك، حتى صورته على أنه حرباً صليبية على الإسلام، الحرب التي نسمع البعض يـُطلقون عليها هذه التسمية هي تلك الدائرة منذ سنوات بين الغرب والقاعدة، فهل تحولت في ساعات من حامي حمى أُوروبا من القاعدة إلى القاعدة نفسها!!! 7. لم تـُحسن التصرف مع رقم 1973 ، فعام1973 في حرب أُكتوبر وعلى ذمة رئيس مصر آنذاك محمد أنور السادات ما أن بدأت الحرب مع إسرائيل حتى نكثت بوعودك وامتنعت عن تزويد مصر بالبترول والسلاح، رغم أنك كنت تملاء الدنيا صراخاً باسم الثورة والتحرير. هذه المرة كان خطاؤك مع قرار مجلس الأمن رقم 1973 أشد فداحة، واصلت تحقير شعبك وتهديده بالإبادة، حتى أعطيت الدول الكبرى المبرر تلوى الأخر لإصدار هذا القرار ضد بلدك، ومع خطورة ما حمله القرار، جعلت وزير خارجيتك يُعلن الإذعان له، وبعدها جعلت المتحدث باسمك يسخر من القرار، وجعلت قواتك تهاجم المدن ، وكأنك تقول للغرب تعالوا ودمروا ما أردتم تدميره. 8. أنت فعلت شيئاً لم يفعله أحد على الإطلاق، أمضيت 42 سنه وأنت تـَعـِد الليبيين والعرب والأفارقة والعالم بما فيه الشعوب الغربية بالتحرر من نير الاستعمار وأنظمة الحكم الرأسمالية، وبالمحصلة لم يجد شعبك وأُمتك غير الاستعمار والرأسمالية لمساعدتهم على تخليص الشعب الليبي من بطشك. استجاروا برمدائهم من نارك. ويحك ماذا فعلت، لأول مرة تـُضرب بلد من الأجانب وتجد شعبها وأُمتها إن لم يهللون لذلك، فإنهم يستحسنوه،ألا تعلم بأن بطش وظلم القريب أشد إيلاماً من بطش العدو والغريب؟ ويحك حصاد ثورتك على مدار 42 سنه أُختزل في جعل من أردتهم ثواراً ومفكرين يلجاؤن للاستعمار لحمايتهم من قائد الثورة والتحرير، أهذه هي خاتمة أعمالك، ونتيجة مدرستك وكتابك الأخضر!! 9. الآن تهدد الغرب بالشعب الليبي، أي شعب هذا الذي تهدد به؟ هل هم الذين وصفتهم بالجرذان، أم متعاطي حبوب الهلوسة،أم الذين يملاء أجسادهم القمل ، أم الخونة، أم القاعدة، أم ابناء الكلب، أم مدينة الأنجاس ( كما وصفت مدينة بنغازي) يا مخلوق أشد خامات إسرائيل حقداً وصلفاً لم يقولوا عن العرب والفلسطينيين هكذا كلام. 10. سواء كان الغرب قد خلع عنه ثوب الاستعمار ولبس ثوب النخوة والإنسانية وهذا مشكوك فيه، أم أنه يمزج بين مصالحه ومصالح الشعب الليبي، أو أنه يتخذها ذريعة لتقسيم ليبيا أو احتلالها،أو أنه يـُعلنها حرباً صليبية عليك، لا أحد معك،ولا طاقة لك بمواجهتهم وكلما طال عنادك كلما دمرت ليبيا وكلما قربتهم من التحكم بمصيرها، والأسواء من ذلك أن السلاح الذي أنفقت عليه المليارات لا طاقة له لمواجهة أسلحتهم وسوف يـُدمروه، وقد يقتطعوا تكاليف الحرب من أموال الشعب الليبي الموجودة عندهم. ألم تكن ثورتك كما قلت من أجل مصلحة ليبيا البشر والأرض،إن كنت حريصاً على صخرةٍ ، على خيمة في ليبيا،على الجمل الذي طاف معك الدول، إن كنت فعلاً صاحب مبادئ،إن كنت صاحب فداء إن كنت لا تريد أن تصيبنا بـِهـَم اعتقالك وإذلالك مثلما أصبتنا بـِهـَم أعمالك ارحل ولا تنتظر،ارحل ولا تنتحر، إن كنت لا تريد للغرب أن يحتل ليبيا،إن كنت لا تريد لليبيا التقسيم، إن كنت لا تريد أن تذوق حسرة قتل أولادك،إن كنت تأمل بوجود مكان في الأرض تنزوي أنت وأولادك فيه، ارحل الآن قبل غداً. أما كتابك الأخضر الذي تهددهم به وبأنه سينتشر وتعم ثوراته العالم فدعه للمستقبل، فإن كان فيه فكر وفلسفة فقد تتنبه له الناس بعد عقود أو قرون، أليس هذا حال الفلاسفة.المهم ارحل/ يا رجل نبي الله يونس عندما وجد القوم الذين يدعوهم إلى الإيمان، إلى كلام الله وليس إلى الكتاب الأخضر لا يسمعون له رحل عنهم وتركهم وشأنهم. ارحل ولا تبكي على اللبن المسكوب، أفضل من أن لا تجد الوقت للبكاء على الدم المسفوح بأيدي أصحابه. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل