المحتوى الرئيسى

ابتدى الدرس يا...... ذكيايمن الزعبي :

03/22 18:15

ترددت في كتابة السطور التالية لإدراكي أن الوقت قد يكون مبكرا لتحليل نتائج استفتاء تعديلات الدستور واعتقادي أن معظم من سيقرأونها قد لا يكون لديهم من سعة الصدر في الوقت الحالي لتحمل الاختلاف الصريح في الرأي، و لكن تسارع الأحداث و رغبتي في الاستفادة مما حدث و مما قد يحدث شجعاني على المضي قدما في الكتابة.كما هو واضح من المقدمة فالأحداث التي سبقت وتلت وأحاطت بالتعديلات الدستورية أثارت لدي بعض الأفكار المتناثرة، و غيرت لدي بعض المفاهيم:o في البداية، فالفترة السابقة شهدت بعض المواقف الدرامية الحزينة التي تسبب فيها أصحابها لأنفسهم بسبب سوء فهم طبائع الشعب المصري و تحليل سييء يصل لحد الكارثة للساحة السياسية:" قوى تدعو لمظاهرة مليونية في الجمعة السابقة للإستفتاء لإلغائه و يفاجأون بأنفسهم يقفون منفردين في الميدان بعد أن اختار الشعب لجان الانتخابات المليونية." القوى الوطنية ترفض الإتفاق مع الإخوان برضاهم قبل الإستفتاء و يجدون أنفسهم مجبرين عليه بعد الإستفتاء." الدكتور البرادعي يعود من السفر يوم الاستفتاء ليتوجه مباشرة لإحدى اللجان في منطقة عشوائية متوقعا أن يترك أثرا طيبا ويفاجأ برفض يصل لحد قذف الحجارة." الكنيسة تقود الأقباط لمواجهة سياسية مبكرة غير محسوبة تفقدهم فيها كثير من المكاسب المتوقعة." الفائزون على الفيسبوك ينسحقون في الشارع! ويتبعهم الآلاف على تويتر يتخلون عنهم على أبواب لجان الإستفتاء." من خذلتهم صناديق الإنتخابات، يرجعون لتنظيم المظاهرات." مجموعة من الفنانين يبالغون في تقدير جماهيريتهم في غير موضعها وينساقون وراء توجيه الناس إلى مواقف سياسية قد تكلفهم الكثير من رصيدهم بلا تأثير واضح. بعكس الدور العظيم الذي لعبه مفكرون، فقهاء، و نشطاء مصر السياسيون في توعية الناس لأي من الاختيارين.o الإخوان المسلمون يبدون على الساحة متفردين، متألقين،و يكسبون أرضا جديدة كل يوم و يساعدهم بشدة عدم النضج السياسي لمعظم الأطراف الأخرى وعدم قدرتهم على التعامل مع الشارع.o قوى الأحزاب و الشباب و إئتلاف الثورة يصرون دوما على تعليم الشعب ما يصلح لهم، و لكن الإخوان و بكل بساطة يتعلمون من الشعب ويتحركون على أساس ما يتعلمونه.o بينما البعض منشغل بتظيم المظاهرات و الظهور على الفضائيات حرص البعض اللآخر على الإعداد للإنتخابات والظهور في التجمعات.o كثير من القوى السياسية لا تستوعب الدرس ويصرون بعد ظهور النتيجة أن الغالبية العظمى من الشعب منقادة و جاهلة و لا تستطيع اختيار مصالحها مضحين بما تبقى من رصيدهم.o الإخوان المسلمون كيان سياسي ذو مرجعية دينية، والمسيحيون يفتقدون كيانا مماثلا بسبب إعتزال الكنيسة للعمل السياسي لسنين "و هو قرار صحيح في نظري"، و لذلك فإن تحريك الكنيسة للرأي العام المسيحي دوما ما يأتي بنتائج سياسية عكسية، و يسبب خسائر في الوقت الذي يحصد فيه الجميع المكاسب، في رأي يجب ابتعاد الكنيسة عن الممارسة السياسية المباشرة واللجوء للعقول المسيحية السياسية الخبيرة و منهم أقباط المهجر الذين يتمتعون بخبرة سياسية دولية و قدرة على الضغط.o يجب على جميع من في الساحة إحترام أولويات الشعب و عدم التقليل منها، فالأمان و الإستقرار المعيشي و الدخل تكفل تحويل الدفة لصالح أي قوة سياسية تستطيع توفيرهم. و مع كل الاحترام للثورة، فالشعب قد يظل ثائرا أسبوعا أو شهرا أو ثلاثة، و لكن ليس من العدل و لا من المنطق أن نطلب من الناس أن يظلوا ثائرين للأبد.o الممارسة السياسية تختلف عن الثورة، و الحديث للجموع في ميدان التحرير يختلف عن الحديث للشعب المصري بمختلف طوائفه و طبقاته... نقطة بديهية و لكنها تبدو غير واضحة للكثيرين.o من المفارقة أن تجد أكثر المطالبين بالوقت للإستعداد للإنتخابات هم أكثر الفئات تضييعا للوقت في نقاشات هامشية وتنظيما للمظاهرات، و من يطالبون الجيش برؤية واضحة لا يبدون واثقين من رؤيتهم الشخصية للفترة القادمة.ماحدث في الاستفتاء إنجاز يقارب المعجزة، و من يحاول إلقاء التراب عليه مهمته شديدة الصعوبة، فالتقدم في الحياة السياسية لن يكون بالمظاهرات و لا بديل عن التوجه للشعب و التحدث بلغتهم لأي قوى سياسية تود أن يكون لها دور في الفترة القادمة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل