المحتوى الرئيسى

أكراد العراق يحتفلون بعيد «النوروز» في المتنزهات والبراري

03/22 14:54

منذ فجر أمس خرج آلاف الشبان الأكراد إلى البراري، رغم تجمع السحب في سماء كردستان منذرة بهطول الأمطار حسب ما توقعت دائرة الأنواء الجوية بكردستان، ليحجزوا أماكن مناسبة للتخييم انتظارا لوصول بقية أفراد عائلاتهم في ساعة متأخرة من الصباح، فبعد الساعة الثامنة أو التاسعة صباحا من الصعب أن تجد مكانا مناسبا قرب شجرة تستظل بها. وكان حيدر عبد الله أحد هؤلاء الذين خرجوا منذ الفجر ليحجز أفضل مكان لعائلته وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا دأبي كل عام، أخرج منذ الفجر لأحجز مكانا جيدا قبل أن يزدحم متنزه دلوبة بالمتنزهين في هذا اليوم». ويستطرد: «هل تصدق إن قلت لك بأن هناك من سبقوني، فهناك من جاء إلى هنا منذ مساء اليوم السابق لينام في العراء لكي يحجز مكانا مناسبا لعائلته!». لكن زرار محمد علي لم يكن متحمسا مثل حيدر للخروج المبكر، بل جاء إلى المتنزه في حدود الساعة الواحدة ظهرا، وقال: «لقد تغدينا في البيت وخرجنا للتو، فأنا لم أرد أن أدخل في معمعة الازدحام المعتاد على الطريق في كل أعياد النوروز، ولقد (تبهدلت) العام الماضي بما فيه الكفاية عندما خرجت بسيارتي في الساعة السابعة صباحا ووصلت المتنزه في حدود الساعة الثانية عشرة ظهرا، أي أنني علقت داخل الازدحام نحو خمس ساعات. ثم إن أعياد النوروز ليست يوما واحدا، فهي مستمرة من الآن إلى نهاية الشهر، والخروج إلى البراري ممكن إلى حد الشهر الخامس من حيث الطقس اللطيف». ولكن الشاب هيرش عبد الله يرى العكس من ذلك، ويقول: «طعم النوروز هو طعم عيدي الفطر والأضحى نفسيهما؛ اليوم الأول فيه أحلى وأطيب، لأن الازدحام سيكون على أشده، ولا تكاد تجد عائلة تبقى ببيتها في هذا اليوم، ولذلك مهما كان الازدحام كبيرا فإن اليوم الأول هو الأحلى من بقية الأيام التي يمكن أن نتنزه فيها في حدائق المدينة وباركاتها، ولكن اليوم يتميز بخروج العائلات إلى السهول والبراري، وهذا هو ما يميز أول أيام النوروز». وكان سالار محمد منهمكا في إعداد شواية الكباب، في حين كان أفراد عائلته منشغلين بإعداد السلطة والعصائر وضرب الطماطم بالأشياش لشيها، وقال: «نقل مستلزمات الكباب أسهل من بقية الأطعمة التي تحتاج إلى الصحون والملاعق وملحقات أخرى، لذلك اتفقنا مع زوجتي أن نشوي الكباب هذه السنة»، وأضاف: «لسنا وحدنا هنا، بل هناك خمس عائلات أخرى من إخواني وأخواتي جاءوا معنا، وكل عائلة حملت معها طعاما مختلفا، ونتشارك في جميع هذه الأطعمة على سفرة واحدة، فالذي يرغب في تناول أي نوع من الطعام يستطيع ذلك». وبدت قدور «الدولمة» التي تشتهر بها العائلات الأربيللية ملفوفة بقطع من القماش الثخين للحفاظ على سخونتها، فالكثير من العائلات لا تستسيغ الدولمة «البايتة»، ويتناولونها فور نضوجها بعد أن يسكبوها على صينية كبيرة يتجمع حولها أفراد العائلة. عائلة فاروق علي جاءت معها بقدر من البرياني ودعتنا السيدة زوجته لتذوقها وقالت: «لقد اتفقنا منذ مساء أمس مع أخواتي على نوعية الأكلات التي نحضرها لهذا اليوم، وكان نصيبي البرياني، فهناك من جاءت بالدولمة وهي سيدة موائد النوروز، وهناك من جاءت بالأرز والمرق. على كل حال، اتفقنا أن ننوع الطعام ما دمنا نتجمع حول مائدة واحدة، وليختر كل فرد طعامه المفضل». وكانت احتفالات النوروز قد بدأت منذ وقت مبكر عصر الأحد حين أوقدت شعلة النوروز في أربيل والسليمانية ودهوك وسط احتفالات شعبية في حدود الساعة الرابعة، في حين رافق رئيس الإقليم مسعود بارزاني ضيوفه من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب الذين دعاهم للمشاركة في احتفالات هذا العام ويتقدمهم إد ميلكرت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق إلى «بارك سامي عبد الرحمن» ليشعل معهم شعلة النوروز.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل