المحتوى الرئيسى

كتاب عن الصورة الصحفية في عصر العولمة‏[2‏ من‏4]‏دور الصورة في تشكيل الوعي الجمعي

03/22 13:23

حيث قام المؤلف بتكوين عينة محل البحث تتكون من الصفحات الأولي لـ‏400‏ من الصحف الأمريكية التي ظهرت يومي‏11‏ و‏12‏ سبتمبر‏2001(‏ من مجموع‏1500‏ صحيفة‏)‏ ليصل إلي أن مجموع الصور التي تصدرت صفحتها الأولي انحصرت تقريبا في‏6‏ صور فقط إذا لم نضع في اعتبارنا التغييرات الطفيفة في الصور‏(‏ مثل تغير حجم الصورة أو مدي تقريبها‏).‏ وقد انقسمت النسب إلي التالي‏41%‏ من الصور أظهرت الانفجار الحادث في البرج الجنوبي في لحظة ارتطام الطائرة به‏,17%‏ من الصور التي زينت الصفحات الأولي أظهرت سحب الدخان فوق منهاتن‏14%‏ صور للخراب الحادث مكان الحادث بعد انهيار البرجين‏(GroundZero)13.5%‏ صورة طائرة من الطائرتين البوينج وهي تقترب من البرج‏6%‏ من الصور كانت لمشاهد الرعب والهلع في شوارع نيويورك وفي النهاية‏3.5%‏ من الصور كانت صورة العلم الأمريكي فقط‏5%‏ من صور العينة اختلفت عن الصور السابقة في كل تلك الصور ظهر مركز التجارة العالمي ليؤكد حضوره في كل الصور‏,‏ وهو ما يجعل المؤلف يقرر بأن عذاب المبني هو ما سيطر الحدث ليحل مكان عذاب الضحايا من الجنس البشري‏.‏ لهذا السبب بدا لنا في كل وقت أننا نشاهد نفس الصور علي أحداث الحادي عشر من سبتمبر‏,‏ فقد انحصر النشر علي مجموعة صغيرة من الصور كنموذج موحد عن الحدث والأكثر من ذلك فإن الوضع كان مماثلا بالنسبة للصحف العربية وفقا لدراسة أخري مشابهة‏.‏ تعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بلا أدني شك‏,‏ الأحداث الأكثر تصويرا في تاريخ البشرية‏,‏ حين نضيف بجانب الصور التي أصدرتها الوكالات الصحفية عبر مراسليها ولأول مرة في التاريخ عدد كبير من الصور التي التقطها شهود الحادث ممن تواجدوا في الشارع يقدم الكتاب شهادة مدير أحد المتاجر الكبري يقع بموقع قريب من الحادث وهو من سلسلة محلات‏drugstore‏ الشهيرة يقول فيها لم أبع سوي شيء واحد في ذلك اليوم‏..‏ كاميرات تصوير ليضيف انه في فترة الساعة التي تلت أول انهيار باع ما بين‏60‏ إلي مائة آلة تصوير رقمي‏.‏ من أين إذا أتت ظاهرة التناقض في تغطية أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ كيف يمكن أن تكون الأحداث الأكبر في التاريخ من ناحية حجم الصور التي تم التقاطها عنها‏,‏ وفي نفس الوقت تكون المعالجة الصحفية عنها الأقل من ناحية تنوع الصور؟ كيف يمكن أن يكون هناك هذا الحجم المهول من الصور‏,‏ ونشاهد في الصحف دائما نفس الصور؟ مع الوضع في الاعتبار‏,‏ أن هذا التكرار لا يمكن ان يعزي لوجود رقابة من قبل الدولة في واشنطون علي الصور المنشورة‏,‏ وذلك لأن الدولة الأمريكية و أجهزتها المعنية كانوا تحت تأثير الصدمة لهول الحدث‏,‏ ولم تكن لديهم القدرة لاتخاذ قرارات تخص الصحافة في اليومين اللذين تليا يوم الحدث وكما يقول الكتاب فان الصور التي تعتبر صادمة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر موجودة‏,‏ وحتي تلك التي تم نشرها بعد ذلك في فترات نادرة لم يتم منعها من قبل أي رقابة ويشير الكتاب إلي تلك النوعية من الصور التي أثارت الكثير من الضجة من بعد نشرها في الصحف‏,‏ والتي هي أولا صورة‏(‏ الرجل الساقط من أعلي البرج‏)‏ والتي صورها ريتشارد داريو ونشرت في جريدة الهيرالد يوم‏2001/9/13,‏ والتي توضح الكثير من الضحايا الذين فضلوا أن يلقوا بأنفسهم من أعلي البرج علي أن يموتوا محترقين أو مختنقين بالدخان كذلك أيضا صورة‏(‏ اليد‏)‏ والتي التقطها تود مازيل ونشرتها نيويورك ديلي نيوز‏,‏ والتي نري فيها كف يد مقطوعة ملقية علي الرصيف في‏LibertyStreet‏ قبل انهيار البرجين وأصبع اليد تشير في اتجاه في الفراغ وليست تلك الصور الوحيدة بل هناك صور لأجزاء من الجسم البشري تم إلتقاطها يوم الحادي عشر من سبتمبر في ذلك اليوم‏.‏ تلك الصور نادرة وذلك لأنه لم يمكن التقاطها الا في فترة زمنية محدودة شديدة القصر‏,‏ وهي الفترة التي تمتد من الساعة‏8‏ و‏46‏ دقيقة وقت اصطدام الطائرة الأولي بالبرج الأول والساعة‏9‏ و‏59‏ دقيقة وقت انهيار البرج الأول‏,‏ حيث أصبح من المستحيل المغامرة بعد ذلك من قبل أي شخص بالدخول لتلك المنطقة للتصوير‏(‏ ومع ذلك لم تنشر إلا نادرا‏).‏ يري الكتاب في تحليل متفرد لتلك الظاهرة‏,‏ أن الوظيفة الأولي للصحافة والصحفيين هي توضيح الأحداث وتقريبها من القارئ ومن أجل هذا فإن الصحف تقدم قراءة للحدث مع وصف وتحليل‏,‏ ولكي يتم توضيح الحدث وتقريبه للقارئ بقوة‏,‏ ليس هناك أفضل بالنسبة للصحفي من أجل إلقاء الضوء علي حدث معين سوي البحث عن نقاط مشابهة له عبر التاريخ‏,‏ ومن النادر أن كانت صور الضحايا والأشلاء وسيلة مثلي لتحقيق هذه المقارنة التاريخية بالنسبة للصحفي وبالتالي فإن صورا مختلفة هي التي يتم اللجوء إليها ويتم إبرازها كأيقونات‏(‏ دون غيرها‏)‏ ليتم نشرها بشكل شبه متكرر في جميع الصحف ذلك من أجل خلق علاقة بين الأحداث والحادثة التاريخية المراد الاشارة اليها‏,‏ وكانت اللحظة التاريخية في حالة الحادي عشر من سبتمبر التي يرغب في الإحالة لها في ذاكرة القارئ هي موقعة بيرل هاربور التي اندحر فيها الأسطول الأمريكي تحت وطأة هجمات سلاح الجو الياباني والتي علي أثرها دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية وتعرف تلك الموقعة باسم اليوم الأسود في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية‏.‏‏[email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل