المحتوى الرئيسى

نقلة حضارية ومشاهد غير مسبوقة

03/22 11:47

 الإشراقة تعلو الوجوه.. والابتسامة هي السمة الغالبة في الصباح الباكر يوم التاسع عشر من شهر مارس. الحركة سريعة نحو موقع الاستفتاء علي التعديلات الدستورية. العجائز يسابقن الشيوخ والشباب يجري سريعاً لابداء رأيه. مشاهد رائعة.. الهدوء النفسي والصفاء والمودة هي الروابط الأساسية بين قلوب كل المصريين.. لا فرق بين مسلم ومسيحي.. الكل يعرف واجبه.. التدافع نحو اللجان في تآلف غير مسبوق كل إنسان لديه تصميم علي اختيار "نعم" أو "لا"  لا حجر علي رأي. الموظفون في اللجان مهمتهم تدوين البيانات فقط. الإرشادات بسيطة. الحرية والديمقراطية مظلة تشمل الجميع.جميع الفئات والطوائف في لهفة لارواء العطش الديمقراطي في هذا اليوم المشهود.. أنها نقلة حضارية طمست عهود الظلام. فرق هائل بين استفتاء اليوم وانتخابات الأمس.. الكل كان يعزف عن الانتخابات في زمن تعالت فيه المغريات لكن الإقبال كان ضعيفاً والسلبية سيدة الموقف.. النتائج معروفة مسبقاً.. التزوير أشكال وأنواع والرشاوي تبدأ بالكنتاكي وتنتهي بورقة مالية.. حتي من تضطره الظروف يحصل علي المعلوم وهو غير راض عن نفسه ويلعن الظروف التي أدت به لهذا الموقف السييء. إنها ذكريات ثلاثين عاماً مضت.هذا اليوم الصورة تغيرت تماماًَ لكن استوقفتني ظاهرتان الأولي حول تلك المنشورات التي تجري توزيعها منقسمة بين "لا" و"نعم".. كل يروج لوجهة نظره ورغم ذلك لم يلتفت أي فرد لمضمون هذه المنشورات لأنه قادم نحو صناديق الاستفتاء ولديه قناعة بوجهة نظره مصمماً علي تفريغها في خانة الرأي.الظاهرة الثانية: أن الدعاية لأي رأي لم يكن لها أي أثر في صفوف الناخبين. الشفافية والمصارحة هي لغة التخاطب بين الناخب ونفسه فقط ولا دخل لكائن من كان وهي ظاهرة مفرحة وتعتبر مؤشراًَ لظاهرة صحية سوف تتأكد بصورة أكثر وضوحاً في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة.. ولا مكان للسلبية الايجابية هي أساس اختيار النائب البرلماني أو رئيس الجمهورية.. المهم الشخص صاحب الهمة العالية وهدفه خدمة الوطن والمواطن بعيداً عن أي مطامع أو نوازع شخصية أو تحقيق ثراء علي حساب الشعب فقد سئم الناس هذه الأساليب التي اكتوي الجميع بنيرانها والتاريخ أبلغ شاهد.كشف هذا الاستفتاء عن أنه لا مكان لأي طائفة تدعي ركوب الموجة والزعم بأنها كانت وراء الاستجابة بنعم أو"لا" وهم لا أساس له. الناخب الفرد كانت الحرية هي قناعته السائدة يستمع للدعاية أي كان شأنها وفي داخله تصميم علي رأيه.. لا مكان للطائفية سواء كانت للإخوان المسلمين أو غيرهم.لكن السؤال الذي يفرض نفسه: من هو المسئول عن هذه المنشورات التي جري توزيعها بأعداد كبيرة ومن أين جري تمويلها. يجب ألا يغيب هذا التساؤل عن أعيننا ومتابعته حتي نتلافي هذا الأسلوب مسقبلاً منعاً لأي تدخل يعلن سيطرة فئة تريد العودة للتأثير علي الناخب بأي صورة من الصور ويجب أن تكون هناك توعية بصورة مكثفة من أبناء وطننا حتي لا تخدعهم تلك العبارات البراقة التي لا تهدف إلا لصالح طائفة بعينها.ومما يسترعي الأنتباه أن هناك بعض المشككين فيما أسفرت عنه النتائج الكاسحة لانتصار "نعم" علي "لا" ولا يجب أن نرتكن كثيراً لهؤلاء.. كما يحب أن نكون  في يقظة لاولئك الذين يريدون اقحام الدين في الاستفتاء وقول البعض بأن "نعم" مخالفة شرعية.. بأي افتراء يرددون ذلك. أنه زعم باطل ولاداعي لإدخال الدين في ذلك لأنه منه براء. يجب أن نحترم رأي الأغلبية والنتائج التي أسفر عنها الأستفتاء تحت الإشراف القضائي الرائع.. إنها نتائج يطئمن إليها قلب كل مواطن مخلص. نريد الانطلاق نحو استكمال البناء البرلماني الديمقراطي.. ولا داعي لزعزعة الاستقرار وليدرك الجميع "أن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم". اطردوا الهواجس بعيداً فالمستقبل باسم بإذن الله.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل