ع الطريق أين كنا نعيش ؟!

بدأت الحياة السياسية في مصر تكشف عن حقيقتها بعد ثورة 25 يناير.كشفت عن أكبر بؤرة فساد في تاريخ مصر.. سرقة أموال.. استغلال نفوذ.. تربح بدون وجه حق واتهام الناس بالباطل واعتقالات بلا سبب وبيع أراض بدون سعرها الحقيقي.. وتلفيق تهم وتزوير انتخابات وغير ذلك.كشفت عن حزب فاسد يتحكم في رقاب الشعب.. وأحزاب أليفة لا مخالب لها ولا أنياب.. هي في المشهد كما المتفرجين.كشفت عن زواج المال بالسلطة.. فصارت المناصب العليا والوظائف القيادية للصوص وأبنائهم وأقاربهم وذويهم.. ولمن يدفع أكثر.كشفت عن ذمم خربة.. كل خيوط اللعبة بين أصابعها.كشفت عن الإقطاع الذي كنا نقرأ عنه في كتب التاريخ.كشفت عن مجتمع النصف في المائة الذي يتمتع بكل ثروات البلد.. وبقية المجتمع يعيش علي الفضلات والفتات.كشفت عن أناس كأن الحياة عندهم دنيا.. وليس لها آخرة.أين كنا نعيش..؟! ومع من كنا نعيش..؟!أهذه مصر وطننا أم الدنيا مهد التاريخ ومهبط الوحي والأنبياء.. وملاذهم.. أم هي وطن آخر؟!أهؤلاء الذين كانوا يحكموننا هم أبناء مصر؟!.. أم نبت شياطين الإنس.. أتلك الأيدي الآثمة الجاثمة علي صدورنا كانت من بني وطني؟!!أين هم الآن.. أين معسول الكلمات التي كانوا يتشدقون بها ليل نهار عن رغد الحياة الذي ينتظرنا وينتظر أبناءنا.. أين الجنة الموعودة التي سنعيش فيها أبداً.. كل هذا تحول إلي كابوس.أين نظافة اليد وطهارتها.. أين الشفافية.. أين الانحياز للفقراء والمعدمين..؟! كل هذا كان كتابة علي الماء.أين هي تلك الوجوه التي كانت تكذب علينا ليل نهار بدون وازع من ضمير وبلا حياء وبلا خجل.. أين هؤلاء الذين مصوا دماءنا وحولوها في البنوك إلي أرصدة بالمليارات.كلهم خانوا الوطن وطعنوه في ظهره وتركوه يئن.كلهم قفزوا من السفينة وتركوها تغرق.كلنا الآن في انتظار عدالة السماء وحكمها الذي ينصف مصر الوطن المسروق.. والمنهوب.. وأن نعيد للشعب حقوقه المسلوبة ويجد كل منا مكانا تحت شمسه.. وعيش آمن في ظله.