المحتوى الرئيسى

(2 -1)30 عاما من الانهيار الغنائى

03/22 11:15

- Share var addthis_pub = "mohamedtanna"; اطبع الصفحة var addthis_localize = { share_caption: "شارك", email_caption: "أرسل إلى صديق", email: "أرسل إلى صديق", favorites: "المفضلة", more: "المزيد..." }; var addthis_options = 'email, favorites, digg, delicious, google, facebook, myspace, live'; «لم يكن الغناء أكثر حظا طوال الثلاثين عاما الماضية، بل تعرض لمعاناة شديدة شأنه شأن أشياء كثيرة واجهت الإهمال، فكانت النتيجة تيارات وتجارب غنائية شديدة السطحية وأمواج من الأصوات قليلة الموهبة وكما يقولون بلغة الغناء «نشاز». مواهب كبيرة جلست فى منازلها، وملحنون كبار ماتوا من الاكتئاب بسبب التجاهل، وأصوات مهمة تم تهميشها بعدما تركت الإذاعة والتليفزيون الساحة، وأصبح مصدرهما الوحيد لإذاعة أعمالهم وعرضها هو شركات الإنتاج فى سوق لم يعد الغناء فيها للأصلح. «الشروق» تفتح ملف من أين يبدأ الإصلاح الغنائى حتى تعود مصر إلى ريادتها التى فقدتها بدخول رءوس الأموال الخليجية التى لعبت بالأغنية المصرية، واستولت على تراثنا، فى هذا الملف الأول نعرض أهم المشكلات التى تعرضت لها الأغنية، وفى الملف الثانى الذى سوف ننشره الأسبوع المقبل نعرض تصورات كبار نجوم الموسيقى والغناء لعودة مصر لساحة الغناء العربى».مع مطلع الثمانينيات وحتى منتصف التسعينيات هبت على الساحة الغنائية العديد من التيارات التى ظهرت تحت مسمى موسيقى الجيل، وكانت رائد هذا اللون الغنائى حميد الشاعرى الذى كان لديه وجهة نظر تقول «إن أى محب للغناء علينا أن نساعده لكى يغنى دون النظر الى إمكانيات هذا الصوت، ومدى قدرته على الأداء الغنائى السليم»، وبالتالى ووفقا لهذه النظرية ظهرت على الساحة المصرية عشرات الأصوات لن نقول إن جميعها كان لا يصلح، لكن على الأقل 90٪ منهم لا يمكن فى أى مناخ صحى أن يغنى، إلى جانب أن مستوى الأعمال نفسها كان يعتمد مقاما موسيقيا واحدا هو الكورد، اللهم فيما ندر كما أن التنفيذ الموسيقى الذى أطلقوا عليه التوزيع كان أيضا متشابها الى درجة كبيرة، وبالتالى لم نكن نستطيع خلال هذه الفترة أن نفرق بين الأغانى، والألبومات والأصوات بمعنى أننا نستطيع أن نقول الكل واحد. من أبرز الأسماء التى ظهرت خلال حقبة الثمانينيات فارس وعلى حميدة وإبراهيم عبدالقادر وعلاء عبدالخالق وعمرو دياب وأمين سامى وحنان وهالة هادى، وأحمد جوهر وإيهاب توفيق ومحسن الشاعرى وعلاء سلام ومغرد حجاب وحمدى صديق ومصطفى قمر وحكيم وأحمد الشوكى وحسن عبدالمجيد وهشام عباس وسحر ناجى وإسلام، من بين هذه الأسماء من استمر مثل عمرو دياب ومصطفى قمر وايهاب توفيق وهشام عباس ومنهم من اختفى وأبرزهم على حميدة صاحب أغنية «لولاكى» وهى أبرز أغنية صدرها هذا الجيل وتم طرحها عام 1988وحققت مبيعات خيالية لم ولن تتكرر داخل مصر حيث تخطت وقتها رقم الـ7 ملايين نسخة وطرح بعدها حميدة خمسة ألبومات لم تحقق نفس الصدى.وكان أبرز شعراء هذه الفترة عادل عمر وهو رفيق مشوار حميد الشاعرى لسنوات وهناك عزت الجندى ورغم أنه يحسب على هذا الجيل باعتباره مؤلف لولاكى وأغلب أغانى على حميدة إلا أنه قدم أعمالا لنجوم كبار مثل محمد قنديل ومحمد العزبى وشفيق جلال ثم راغب علامة وأنغام وهناك شعراء آخرون مثل حسن الصيد وعبدالرحمن أبو سنة ومصطفى زكى وسامح العجمى. وكما اعتمد حميد الشاعرى رائد هذه الموجة على الألحان البسيطة أيضا صدر لنا بعض الأغانى من التراث الليبى والتى غناها بصوته أو بأصوات آخرين.خلال هذه الفترة كانت هناك أسماء كبيرة، ومهمة مثل هانى شاكر، وعلى الحجار، ومحمد الحلو، وسوزان عطية لكن المساحة التى منحت لهم لم تكن على نفس المستوى الممنوح لموسيقى الجيل، وبالتالى لم يحصلوا على كامل حقوقهم وكان من نتيجة ذلك اعتزال صوت مهم مثل سوزان عطية مكتفية بما قدمته مع فرقة أم كلثوم، والقليل من الأغانى الخاصة التى تعد على أصابع اليد الواحدة.هذه الحالة الكئيبة التى سيطرت على ساحة الغناء ساهم فيها العديد من شركات الإنتاج التى كانت تنظر للغناء على أنه سلعة ربحية فقط. وبالتالى أهملوا الأصوات المهمة، وأعطوا كل الإمكانيات للموسيقى التجارية بجميع صورها، وأشكالها وهو ما جعل المشهد الغنائى المصرى أمام الدول الأخرى يغلب عليه الطابع التجارى. وزاد من حجم الكارثة أن الشركات بدأت تصدر هذا اللون الغنائى للإذاعة والتليفزيون. وبالتالى أصبحت كل البرامج الغنائية المذاعة والمرئية تعتمد على طرح هذا اللون، والإلحاح به. واكب هذا الأمر تراجع كبير، وشديد لدور الإذاعة التى لم تعد تهتم بالإنتاج الغنائى، وأصبح المشهد المرسوم داخل الإذاعة عبارة عن بعض أغانى المناسبات فقط التى لا تقدمها الشركات. وهنا تحول كبار الملحنين إلى ملحنى المناسبات منهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكمال الطويل الذى مات مكتئبا بسبب تردى الوضع الغنائى المصرى، وبليغ حمدى الذى عاش خارج مصر لسنوات بسبب قضية شهيرة، وعندما عاد ظل مجمدًا فى منزله إلى أن رحل، وهناك أسماء أخرى مثل الموسيقار الكبير محمد الموجى، وفؤاد حلمى والتى صنعت نصف تاريخ مصر الغنائى تم تهميشها بشكل لا يليق ولا يتناسب مع ما قدموه للأغنية المصرية، والعربية. وبالتالى عاشوا السنوات الأخيرة من عمرهم بين عملهم كأعضاء لجان تحكيم أو استماع، وحتى هذا الدور رفضت الدولة أن تمنحهم كل الحرية فيه، وذلك بتمرير عشرات الأصوات غير الصالحة، وكذلك الأغانى حيث إن فى الإذاعة والتليفزوين كانت من ضمن شروط بث أى عمل غنائى هو اجتياز لجنة الاستماع. وظهر العديد من الأغانى أخذت شكل الموجات تهبط فوق رءوسنا لا تعرف من أين، وعندما كنا نطرح السؤال على كبار الملحنين كانوا يؤكدون أن هذا الصوت فرض علينا من فلان بيه، وفلانة هانم، والوزير بنفسه اتصل. والنتيجة أن الانهيار طال مؤسسات الدولة الفنية، والاكتئاب طال رموز الأغنية وماتوا من الحسرة، وبعضهم لم يكن لديه ما ينفقه على بيته. لأن الدولة كانت ترى أنهم موضة قديمة. وكما طال الهبوط، والتدنى مستوى الأعمال التى كانت تقدم بالإذاعة، والتليفزيون. طال الأمر حفلات ليالى التليفزيون التى عادت مع مطلع التسعينيات حيث كان أغلب نجومها من نجوم شركات الكاسيت. حتى إن البعض كان يردد أن المنتجين هم المنظمون الحقيقيون لهذه الحفلات. وظل هذا الأمر حتى منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة حيث كان نجومها أمثال نوال الزغبى، ونانسى عجرم، وبسكال مشعلانى. وتم إهمال أسماء كبيرة من جيل الوسط. وتم إنفاق الملايين على هذه الحفلات وانتهى بها الأمر إلى تقديمها من الوضع وقوفا من داخل مركز الشباب، وهو ما جعل نظرة المهتمين بالغناء يرون أن التليفزيون المصرى لم يعد يمارس دوره من أجل عودة الريادة المصرية للأغنية. لأن الملايين تنفق على حفلات للأصوات العربية المدعومة من شركات الإنتاج.الإهمال التليفزيونى للأغانى امتد خلال السنوات الخمس الأخيرة لمنافسة القنوات الغنائية من حيث عرض أغانى لا تصلح أن تعرض فى القنوات التليفزيونية التى تتبع الدولة، بحجة المنافسة، وبالتالى أصبح من الطبيعى أن ترى هيفاء وهبى، ودوللى شاهين، وروبى دون غيرهن من الأصوات الجادة فلم نعد نرى أعمال نادية مصطفى، وغادة رجب، وهدى عمار، ومى فاروق، وريهام عبدالحكيم وآمال ماهر.وحتى أغانى المناسبات الوطنية الكبيرة مثل الاحتفال بنصر أكتوبر تم إسناد الأمر لمجموعة من صغار الملحنين. فى الوقت الذى كانت فيه أسماء كبيرة مثل عمار الشريعى، ومحمد على سليمان، وحلمى بكر يجلسون فى منازلهم متلقين شأنهم شأن المستمع العادى. وكأنهم يريدون أن يكرروا مأساة الطويل، والموجى، وبليغ.وعلى صعيد الإنتاج الغنائى للإذاعة لم يعد له وجود اللهم إلا إذا كانت هناك مشاركة فى مهرجان مثل الإذاعات العربية فقط.. والسؤال الذى يفرض نفسه: أين ذهبت الميزانية الخاصة بالإنتاج الغنائى بالإذاعة طوال العشرين سنة الأخيرة؟ وإذا كان هناك إنتاج تم بالفعل أين هو؟ ولماذا لم يعد يذاع؟الشىء الملحوظ أيضا أنه حتى الأغانى القليلة التى أنتجتها الإذاعة كنا نتصور أن يكون لها وجود على الشاشة المصرية بعد تصويرها. لكن لأن الأمر دخل فى إطار المنافسة بين مؤسستين من المفروض أن هناك كيانا واحدا يجمعهما اسمه اتحاد الإذاعة والتليفزيون. وبالتالى المنافسة تحولت إلى عداء. فما تنتجه الإذاعة لا يجد قبولا لدى التليفزيون والعكس صحيح. والخاسر دائما هو الأغنية المصرية والأصوات التى تنتمى إليها.الأغانى التى سيطرت على المشهد الغنائىخلال السنوات الـ30 سيطر على المشهد الغنائى سلسلة من الأغانى الهابطة، والمتدنية المستوى. فكان من الطبيعى أن تجد ألفاظا، ومفردات إما أنها تحمل معنى مزدوجا أى أنها تبدو كلمة عادية أمام الناس، لكنها أصبحت تستخدم للتعبير عن مضمون آخر. وهناك أغانى تعتمد على مفرد سطحى، وساذج وأحيانا خارج.منها «الحمار»، «والعنب» لسعد الصغير. «والحصان» لنجلا، وأغنية «بلبلى» لأحد نجوم الغناء الشعبى يدعى سامح الشرقاوى. و«أجمل حاجة فيكى طيبة قلبك» لتامر حسنى، و«حط النقط على الحروف» لبوسى سمير. «كلن بدن نانا» للمغنية نانا، و«الخرونج» أبوالليف. و«بوس الواوا» لهيفاء وهبى. ولأن القنوات الغنائية دائما تبحث عن لغة الصورة، والجسد ظهر خلال السنوات الأخيرة التى شهدت انتشار الفضائيات كم هائل من هذه النوعية من الأغانى. التى خاطبت هز الوسط، والتى زحفت كما قلنا على القنوات المصرية المملوكة للشعب المصرى، وفرضت عليه رغم أنفه. الخلاعة كانت عنوان السنوات العشر الأخيرة. وقبلها وطوال 20 سنة سبقتها كان المشهد يوحى بأننا سوف نصل إلى هذه الدرجة من الانهيار لكن لم يتحرك أحد. من كبار مسئولى الدولة بداية من رأس النظام وحتى أصغر موظف، وكأن الأمر لا يعنيهم. فى البداية تركوا حميد الشاعرى يفرض ذوقه، وفى النهاية تركوا للراقصات مهمة تطوير الغناء المصرى وبالتالى لم يعد الغناء للسمع، ولكنه ليرى، ويخاطب الغرائز.فى هذا العصر تم اغتيال أسماء مهمة بعضها كان قد قرر الاعتزال مثل هانى شاكر ومحمد الحلو اللذين عادا بعد إلحاح من الناس. ومحمد العزبى الذى اعتزل مؤخرا ولم يجد من يقول له: عد. وهناك أسماء وضعت تحت الإقامة الجبرية لأنها محترمة مثل غادة رجب وهدى عمار وأخريات.<< من أين يبدأ الإصلاح؟ هذا السؤال طرحناه على الكبار وسوف يجيبون عنه الأسبوع المقبل. لعلنا نستطيع أن نعيد للأغنية المصرية بريقها، وريادتها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل