وطن عربي جديد بقلم: أحمد يونس عبد اللطيف

وطن عربي جديد بقلم الكاتب : أحمد يونس عبد اللطيف سبق وأن ارتأت الإدارة الأمريكية في عهد بوش الابن رؤية جديدة لتغيير معالم الشرق الأوسط وتتمركز هذه الرؤية بالمنطقة العربية تحت عنوان شرق أوسط جديد (وطن عربي جديد) على لسان وزيرة خارجيتها آنذاك كونداليزا رايس والهدف الرئيسي هو طمس القضية الفلسطينية التي تقلق مضاجع الأمريكان والإسرائيليين ومعظم الحكومات العربية. كانت البداية العراق وتقسيمها وفق الطائفية ثم إشعال لهيب الحرب الأهلية في السودان كانت نتيجته تقسيم السودان ثم تونس ومصر مستغلة الثورات الشعبية التي أنهت دور بعض الحكام العرب. الآن جاء دور ليبيا واستعمارها من خلال تقديم الدعم اللوجستي والمالي والسياسي والمعنوي والتحريض على نظام القذافي عبر الفضائيات, واستصدار قرار من مجلس الأمن بفرض حظر جوي و فرض عقوبات عسكرية على القذافي استناداً لقرار جامعة الدول العربية التي لم تتوانى بتقديم الطلب ومشاركة بعض الدول العربية عسكرياً, والآن بدأ الهجوم الفعلي على قوات القذافي بل ليبيا ليتكشف القناع عن الوجه الحقيقي لأمريكا والغرب بأكمله ويتضح للعالم والعرب تحديداً بأن طموح أمريكا وحلفاؤها كان هدفه السيطرة على الثروة النفطية ليس كما هو معلن توفير الحماية للمدنيين فكان من باب الأولى أن توفر الحماية للشعب الفلسطيني الذي يحارب كل يوم وتستخدم إسرائيل أحدث الأسلحة المطورة ضده, فإلى متى سيبقى مستقبل الوطن العربي وشعوبه مرهون برؤيا الأمريكان وتهان كرامته برضا عربي . إن التغيير للأفضل لا يأتي بالعنف والسلاح يا عرب ولا بالاستعانة بالغرب فلا يأتي من الغرب ما هو أفضل إن ما يحدث في الدول العربية من ثورات حسب ما أطلق عليها من مسمى ربما يكون فيروس انتقل بالعدوى ليتيح للغرب فرصة تحقيق طموحاتهم. لقد تناسى العرب ما حدث في العراق ودقت أمريكا أوتادها في الأراضي العراقية وفرقت بين طوائفه حتى تبقى ذات السيطرة على الجميع وهذا ما سيكون في ليبيا فلا مجال لصمود القذافي في وجه الترسانة الحلف أطلسية المباركة من جامعة الدول العربية وسيكون له نفس المصير الذي حظي به الرئيس الراحل صدام حسين فلا فرق بينهما عند أمريكا مع احترامي الشديد للرئيس صدام حسين. التاريخ يعيد نفسه فالاستعمار الغربي للدول العربية أمر واقع منذ زمن طويل وإن اختلفت الكيفية, وتقاسم الحصص في ثرواته وجغرافيته.