من القاهرةتحية واجبة
أظن أن التحية واجبة لكل من قالوا نعم وكل من قالوا لا في الاستفتاء الأخير علي التعديلات الدستورية ليس فقط لأنهم خرجوا واتخذوا موقفا بالإيجاب والسلب, ولكنهم في ذات الوقت قدموا تجربة انتخابية ديمقراطية نأخذ منها دروسا كثيرة. وربما كان أكثر الدروس سخفا ذلك الذي جاء من أصدقاء وزملاء من الليبراليين الذين ماإن علموا بأنني سوف أصوت بالإيجاب إلا وظهرت الدهشة علي وجوههم, والكلام علي لسانهم ولكن معني ذلك أن تكون في صف واحد مع الإخوان المسلمين! وجدت ذلك صعبا علي الفهم ليس فقط لأنه لا توجد علاقة بين الإخوان والتعديلات, ولكن لأن التفكير الليبرالي الديمقراطي الحقيقي يعرف جيدا أن الديمقراطية هي في النهاية عملية فردية في الأساس, يقيم فيها الإنسان المواقف والأحداث والقرارات, وبعدها يتخذ موقفا يصوت به فيحسب بعد الجمع بين الأغلبية أو الأقلية. وبهذه الطريقة تحكم المجتمعات, فالتقييم في النهاية قائم علي عقل إنسان واحد, قد يسمع أو يستقصي, أو ينظم نفسه مع آخرين, أو حتي يستفتي قلبه ثم يعقلها ويتوكل ويقف أمام الصندوق لكي يقوم بواجبه السياسي في تقرير أمور الدولة. المسألة هكذا ليس فيها إخوان مسلمون ولا تيار سياسي, وإذا كانت جماعة الليبراليين والثوار من إخواننا وأبنائنا قد توافقوا أن واحدة من ذنوب النظام السابق ومعاصيه وكبائره أنه كان يضع الإخوان كفزاعة يخيف بها الخلق, فإنه يكون من باب النفاق السياسي أن تستخدم نفس الحجة لكي يتم الذود عن منطق سياسي بعينه. وأقول قولي هذا والخلاف الفكري والسياسي مع الإخوان باق لأسباب كثيرة ذخرت بها مقالات وكتب, وماتعلمته من التاريخ والممارسة أن الجماعة هي واحدة من الحقائق السياسية والتاريخية التي يجب علي باقي القوي السياسية التعامل معها بحكمة وحصافة.[email protected] المزيد من مقالات د.عبد المنعم سعيد
Comments