المحتوى الرئيسى

ما هذا الاستخفاف ؟! بقلم فراس المصري

03/22 00:46

أصبح الشارع الفلسطيني يمني النفس ويحاول إقناع نفسه بأنه أنجز شيئا بمحاولته لبناء ثورة , والتي أصبحت أقرب بكثير للاعتصام كما هي بعيدة كل البعد عن مسمى ثورة. لا انتقص من قدر العمل والمجهود الجبار الذي بُذل في سبيل إحياء صوت الشعب الذي أصبح شهيدا ولم تنجح معه أي محاولات لإنعاشه , ربّما كان هنالك أخطاء منّا أو أنها مفهوم خاطئ لمعنى الثورة وربّما كان القمع المتهور لهذا الجسم الشعبي. كما كانت كطفل صغير , وكأنه ثار ببكائه فحُبِس في غرفةٍ معزولة "الكتيبة" لم يجدِ نفعا , فضُرب على يديْه ولم يجْدِ نفعا , فكان الحل "البز الكذاب" بتصريحات الطرفين أننا سنتصالح . فلم يبق منها إلا نهنهة تكفيها نظرات الأعين الجاحظة لتُسكِتها, وهذا كلّه كان نتيجة ماذا بالضبط ؟! أهو استخفاف بشعبٍ ما كان منه إلا المطالبة بإنهاء انقسامٍ جاء بعد مرار الاحتلال ؟! أم أنّها مراهنة على شعب لا يُراهن عليه؟! أم أنه المفهوم الخاطئ لمعنى الثورة لدى الشعب؟! الثورة لا تكون إلا بإحداث شلل يجعل من الاستمرار فيها شرخ يُحدث خللا في النظام , الثورة هي التضحية ولا بد لها من خسائر شئنا أم أبيْنا وإن لم نكن على استعداد لهذه التضحية والمناداة بشعارات رنانة فقط فلنكتفي بإطلاق الشعارات عبر المواقع الإلكترونية , ربّما كان صداها والتخوّف منها أقوى من خروجٍ لم يكن من نتائجه إلا إحباطا للكثير من الناس الذين علّقوا آمالا على الشباب الفلسطيني. الثورة هي مطلب تحتاج الدراسة والتخطيط السليم , ثورة شعب ترعِب أي حكومة كانت , لا صوت يعلو فوق صوت الشعب , ولا قوة تكبح جماح الشعب إن كان يريد . فلنجعلها تجربة ولنكتفي اليوم من النهنهة ولنجعل الثورة تنبض من جديد في يوم ليس ببعيد, يوم يتحد فيه الصوت والشعار, يلتحم فيه الكتف بالكتف واليد باليد . تركنا المجال بما فيه الكفاية لقادتنا الذي من الواضح بأنهم يتلذذون بهذا الانقسام , وكأنها لعبة "بلاي ستيشن" كل فريق منهم يمسك بيد ونحن الخاسرون في هذه اللعبة دوما . إن كان ما حدث هو فعلا صوت الشعب وهذه هي ثورتنا , وسنبقى على نتائجها , فمن الأفضل لنا أن نختبئ في منازلنا وننتظِر المسيح أن ينزل إلينا كي نخرج معه. نحن اليوم على مفترق طرق إما أن نسلك طريق الحرية لنتحرر من أنفسنا وخوفنا , وإما أن نسلك طريق الخيبة بأن نبقى نلملم بقايا كرامة بُعثرت على أعتاب حكومتينا. هنالك المزيد من الوقت حتى السابع عشر من نيسان "يوم الأسير الفلسطيني" لنتحرر من أسر أنفسنا ونطالب بتحرير أسرانا البواسل. ثورة الزيتون

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل