المحتوى الرئيسى

وقفات مع ليبيا والغرب واللحام وعمرو موسى بقلم عبدالله جراح

03/22 00:46

لم يخفى على عاقل ما كان يحدث في ليبيا. فما حدث هال الجميع من فظاعته فالمجنون المدعو القذافي أباد الخلق ودمر الديار وقطع الشجر واحرق الحجر. وأبى إلا أن يكون من المفسدين في الأرض . وقف العقيد العنيد على باب العزيزية ليقول للناس ما علمت لكم من إله غيري. وكل هذا لم يكن مستغرب منه ولم تكن الأحداث خارج سياقها التاريخي والمنطقي فطاغية من هذا النوع يكون رده على ثورة شعبه من هذا النوع أيضا. وفي سرد مختصر تداعى العرب إلى نصرة ليبيا وشعبها الثائر وعقدنا القمم وقدنا مسيرات التأييد والقينا الخطابات الرنانة. واجتماعات تعقد في جامعة العرب و في مجلس تعاون خليجهم وقرارات وكتابات ونداءات لإنقاذ الشعب الليبي. وكل هذه الأحداث كانت جيدة ومشجعة وبعد أن رجونا الغرب تارة وضغطنا تارة, استجاب الغرب أخيرا لطبنا بالحظر الجوي على ليبيا ولنا هنا وقفه. الوقفة الأولى كانت مع السيد عمرو موسى فقد طالعنا بالأمس بتصريح مسرحي غريب. يقول السيد انه ليس هذا ما كان يرجوه العرب من الحظر الجوي وان الغرب قادم لحماية المدنيين وليس لقصفهم. لا اعلم ما هي خلفية السيد عمرو العسكرية ولكن اعتقد أن أي جاهل في الشارع العربي كان يعلم أن حظر الطيران يحتاج لضربات جوية تسبقه ليؤمن الأجواء للدوريات الجوية ويقلم أظافر الخصم. ولمن لم يكن يعلم فقد قالها الأمريكان عدة مرات قبل قرارات السيد عمرو وجامعته الموقرة أن حظر طيران يحتاج لضربة جوية استباقية. وإذا وصلته هذه المعلومات فهل كان يظن أن الغرب سيسقط صواريخ ذكية تقتل هذا وتترك ذاك أو تفتش في هويات الأشخاص وماضيهم وحاضرهم قبل أن تنفجر. من أين تأكد الأمين العام للجامعة من عدد القتلى المدنيين وان كان هناك قتلا مدنيين أصلا. فلم نسمع عن المدنيين القتلى إلا من تلفاز القذافي الذي أنكر قتل سيدهم وكتائبه أكثر من ألفين ليبي. فأين الحقيقة ؟؟. في الحقيقة إن موقفه ليدعو إلى الدهشة فهل هو لا يعلم أو أن هناك حسابات أخرى وخاصة في دهاليز السياسة المصرية والوظائف الشاغرة هناك دعته لتغيير رأيه. والوقفة الثانية مع حكوماتنا وممثلي الثوار الذين هم تيجان على رؤوسنا ولكن الحق يقال. كلا الطرفين مافتئ يعلن عدم موافقته على أي تدخل عسكري في ليبيا وهذا جميل ولكن أليس حظر الطيران تدخل عسكري ألا يغير موازين القوى على الأرض أم إنكم تقصدون أنكم لا تريدون تدخل بري في ليبيا. لا اعلم لما هم خجلين أن يعلنوها بصراحة نحن نريد تدخل عسكري غربي لمساعدتنا على إزاحة هذا القاتل وتعلمنا من أخطاء العراق فلا نريده بريا ويكفي أن يكون جويا. لماذا نخجل أن نقول إننا التقت مصالحنا مع أعداءنا ووقفنا جنبا إلى جنب لنحقق هذه الأهداف. كلنا نكره أمريكا ولكن نحن أمام خيارات صعبه إما مساعدة غربية على كره. أو السماح للقذافي بدخول بنغازي وأخواتها لنسمع عن الآلاف التي سوف تقتل ونتباكى عليهم يوم أو بعض يوم وننساهم بعدها كما نسينا فلسطين ونعود لنقبل يد القذافي المنتصر والقتلى من الطرفين يصبحون شهداء كما حصل في مهزلة فتح وحماس. أما الوقفة الثالثة والأخيرة ستكون مع الأستاذ الصحفي ناصر اللحام الذي أكن له كل احترام. فاجأني اليوم بمقال ناري وتبت يدا وتبت يدا. ياسيدي وأستاذي كلامك جميل ولكن ما الحل . هل نرفض الاستعانة بالغرب وننتظر مجازر المرتزقة في أهلنا . أم نستعين بالعرب ؟؟ بالله عليك إذا وجدتهم فأخبرني أين هم لينجدوا ليبيا من القذافي وفلسطين من الصهاينة والعراق ولبنان من الطائفية و الصومال من الحرب الأهلية و والسودان واليمن من التقسيم. ياسيدي أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي. لقد اجتمعوا وسلموا ثورة الشرفاء من أهلنا في ليبيا للغرب لينصرهم أو ينكبهم وغدا سيجتمعون ليطالبوهم بدفع الفواتير كما حصل للكويت. أما خيارنا الثالث هو الاستعانة بالغرب وهذا قد يكلفنا بعض القتلى وقد يكلفنا كثير من الأموال والبترول ولكن هذه الأخطاء يتحمل مسؤوليتها حكامنا والقذافي وليس الثوار وليس الغرب . فلا تبت ولا غيره. مثل كل عربي اشعر بمرارة تدخل الغرب ولا اسميه إلا تدخلا ولا أزين الكلمات كبعض الأفاكين ولكني لا أخفي قناعتي انه أيسر الحلول علينا وعلى ليبيا الآن . إلا إذا تغيرت الأمور في المستقبل الذي نسأل الله ألا يأتي إلا بخير. بقلم عبدالله جراح

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل