المحتوى الرئيسى

عفوا سيادة الرئيس غزة وطنك ولكن الانهاء الانقسام ما زال بعيدا بقلم:أكرم أبو عمرو

03/21 23:34

عفوا سيادة الرئيس غزة وطنك ولكن إنهاء الانقسام ما زال بعيدا بقلم / أكرم أبو عمرو استقبلنا نبأ مبادرة الرئيس محمود عباس باستعداده لزيارة قطاع غزة لانجاز مهام محددة ، منها تشكيل حكومة من المستقلين للإشراف على انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني ، وبهذا يمكن الوصول إلى إنهاء الانقسام الذي عانى منه شعبنا فترة طويلة هددت بشكل قوي مشروعنا الوطني الذي قدم شعبنا قوافل الشهداء والجرحى وتكبد خسائر فادحة من مقدراته على مر عشرات السنين. إن مبادرة كهذه إنما هي مبادرة تنم عن حنكة سياسية وبعد نظر ، وتشير إلى حرص صاحبها على المصلحة الوطنية العليا لشعبه ، واستعداده إلى اتخاذ القرارات المصيرية والحاسمة بما يضمن استمرار النضال من اجل التحرير والعودةـ وتأتي هذه المبادرة استجابة لمطالب الشعب بإنهاء الانقسام وتعاطيا مع رياح التغيير التي تهب على منطقتنا والتي تنذر بإحداث انقلابات في مختلف جوانب الحياة العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية و نأمل أن تكون انقلابات تصب في مصلحة قضيتنا لتأخذ مكانتها العربية بعد أن تراجعت هذه المكانة لتقف بعيدا عن اهتمامات أنظمة الحكم في عالمنا العربي. نتفهم جيدا موقف السيد الرئيس الذي أعلن مرارا عن عدم رغبته في الترشح للرئاسة فترة جديدة، لذلك جاءت مبادرته لعدم رغبته في ترك الساحة السياسية مع استمرار الحالة الفلسطينية الراهنة من انقسام وتشرذم ، بل يريد المغادرة والشمل الفلسطيني قد تمت لملمته واللحمة الفلسطينية قد عادت ليأخذ شعبنا مكانه بين الأمم وليمضي بقضيته حتى تحقيق أهدافه بعيدا عن المصالح الحزبية والفئوية وبعيدا عن الأجندات الدولية والإقليمية . لقد ذهب السيد الرئيس بمبادرته إلى نهاية الطريق من اجل الوحدة الوطنية ومن اجل المحافظة على مسيرة العمل الوطني ،، وهي بهذا مبادرة قد تكون آخر المبادرات، لذلك نراها فرصة ذهبية وسانحة للوفاق الفلسطيني الفلسطيني يجب استغلالها واستثمارها بما يخدم أهداف وطموحات شعبنا بعيدا عن الشد والجذب والمناكفات التي لا طائل لها ، إنها تضع اليد على الداء وهي الدواء الشافي من داء الانقسام وهي التي ستمهد إلى المصالحة الوطنية الشاملة ، فبانتخاب رئيس ومجلس تشريعي ومجلس وطني هو الخطوة الأولى للإصلاح المؤسسات الفلسطينية والتي أهمها وأولها المؤسسة الأم منظمة التحرير الفلسطينية ،ومنها يمكن إطلاق برنامج وطني تتوافق عليه كل القوى الفلسطينية ليشكل نهج الشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة ، ومنها يمكن أن ننأى بشعبنا من بعض الرياح العاتية التي يمكن أن تهب على منطقتنا محافظين على ذاتنا وكينونتنا فأمامنا طريق طويل من النضال والصمود ، خاصة إذا علمنا إن العديد من الدول الغربية التي شهدت ثورات شعبية قد تنشغل طويلا بقضاياها الداخلية ، إذ أن جميع هذه الدول تكبدت خسائر فادحة من مقدراتها وتحتاج إلى تصحيح أوضاعها لتعويض هذه الخسائر ليس هذا فحسب بل تحتاج إلى مزيد من الوقت لتصحيح أوضاعها الداخلية السياسية والاجتماعية الأمر الذي سوف تتراجع قضيتنا كثيرا عن اهتماماتها. لهذا إذا لم يتم الأخذ بهذه المبادرة فلا يمكن للإنسان التنبؤ إلى أين يتجه المسار الفلسطيني ، وعلى الرغم من تلك المعطيات فإننا نجد تباطؤا من حركة حماس في التعاطي مع هذه المبادرة حيث تشير التصريحات وردود الأفعال الصادرة من بعض قياداتها عن ميل لعدم قبول هذه المبادرة وان لم يتم التصريح العلني بذلك ، ولكن التأكيد على وجوب الحوار قبل تشكيل الحكومة ، والمطالبة ببعض المطالب الأخرى هي بمثابة شروط لقبول هذه المبادرة ، كما أن ردة الفعل عند الحكومة المقالة في غزة من موقف الشباب الفلسطيني يوم 15 آذار لا يبشر بخير فليس من المعقول مقابلة مطالب شغب بإعادة اللحمة الوطنية وإنهاء الانقسام بممارسة العنف ومحاربة وسائل الإعلام، كما أن ما نشاهده الآن يجعلنا نعتقد بأننا بعيدون كل البعد عن إنهاء الانقسام ، فإطلاق عدد كبير من القذائف عبر الحدود بعد انقطاع طويل وتوافق بين الفصائل بعدم إطلاق القذائف حماية للمصلحة الوطنية العليا لشعبنا ، إنما يشير إلى رسائل موجهة إلى مبادرة الرئيس ووضع العصا في عجلاتها قبل انطلاقها ، بل وإعلان صريح بعدم الرغبة في العمل من اجل إنهاء هذا الانقسام ، وعلى الرغم من ذلك فإننا نرعب في رؤية الرئيس في غزة انطلاقا من أن غزة هي أول الوطن ولكن ليست نهايته ، إن قدوم الرئيس إلى غزة لا تصب في خانة الزيارات بل هي عودة إلى جزء من الوطن بعد غياب طويل ، نريد أن يأتي الرئيس لعله يبعث الأمل من جديد في نفوس الشعب الذي ضاق ذرعا من هذه الظروف نريد أن يأتي الرئيس لان الوطن للجميع ولا يحتاج الفلسطيني دعوة للقدوم إلى بلده وفي هذا ترسيخ لمعاني الوحدة التي نفتقدها ونبحث عنها . إن فرصة مثل هذه لا بد من اغتنامها وعدم تركها لتضيع كما ضاعت من قبل العديد من المبادرات التي لو ربما تم الأخذ بها لكانت أحوالنا قد تغيرت أو على الأقل لم تتراجع . أكرم أبو عمرو [email protected] 21/3/2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل