كيري لشباب مصر: معركتكم كانت رائعة وانتزعتم معها الديمقراطية

القاهرة- أ ش أ أشاد السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بالشباب المصري وثورتهم العظيمة.. وقال انه من الانصاف القول ان الجميع ليس فقط في الولايات المتحدة وانما في العالم بأسره يشعرون بالأعجاب الشديد لما حققه شباب مصر منذ 25 يناير .. ووصف ما قام به الشباب المصري بأنه كان " استعراضا غير عادى للشجاعة وفى الرؤية واستشراف المستقبل للبشرية جمعاء".وأعرب جون كيري، خلال لقاء نقاشي موسع مع نحو 300 من الشباب المصري والطلاب الذين شاركوا في برامج المنح الأمريكية قبيل مغادرته القاهرة، عن اعتقاده بأن هذه الخبرة المصرية ستظل مصدر وحى في السنوات المقبلة .. منوها بوقوف الشباب المصري أمام العربات المدرعة وتسجيل اعتراضهم ضد أي انتهاكات الأمر الذى كان يتطلب أكبر قدر من الشجاعة. كما حرص على توجيه التهنئة للجيش لا نه قام بعملية غير عادية في اللحظة المناسبة ومنع تدهور هذه اللحظة إلى فوضى..وتحقق ما كان الكثير من الناس يعتقدون انه مستحيل.وشدد كيري على أن الأمر الشاق سيبدأ الآن لأن بناء الديمقراطية أصعب كثيرا.. مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذا لا يجب أن يكون سببا للإحباط فقد شهدت الولايات المتحدة تطورات ثورية عام 1876 ولاتزال هناك حملات مستمرة من أجل الديمقراطية حتى الان.وأكد أن تحقيق الديمقراطية يستحق بذل الجهد لأن هذا سيخلق حياة أفضل.وقال موجها حديثه للشباب المصري :" لقد كانت معركتكم رائعة وانتزعتم معها الديمقراطية".. مشيرا إلى انه ستظل هناك تحديات اقتصادية لأن الاقتصاد المصري تأثر بشكل كبير خلال شهر ونصف انخفض معه معدل أشغال الفنادق إلى 2 بالمائة في وقت غادر فيه رجال أعمال البلاد.. وهناك ضرورة لخلق فرص عمل كما يتعين معالجة الفساد وهى أمور يتعين التعامل معها.وأضاف أن الفرصة سوف تتاح للمصريين قريبا لانتخاب برلمان ورئيس للبلاد.. مشيرا إلى انه جاء إلى مصر ليستمع ويتعرف على كيفية تقديم المساعدة للثورة.وقال كيري إن علاقة الولايات المتحدة مع مصر في الماضي كانت تقوم على العلاقة بشخص واحد هو الرئيس لكنه كان دائما له رأى مغاير متمثلا في ضرورة أن تقوم العلاقات الأمريكية مع الشعوب لتكون علاقة طويلة الأمد..وأضاف " نريد أن تساعدونا لتحقيق هذا الهدف".وفى رده على أسئلة الشباب حول أهمية جذب الاستثمارات الأمريكية ونقل التكنولوجيا لمصر.. قال السيناتور كيري إن الديمقراطية وما تتيحه من تعددية هي الكفيلة بتحقيق الاستقرار الذى ينشده المستثمرون، وستكون الديمقراطية السبب الذى يجعل المستثمرين يتجهون إلى مصر وبالتالي فإن الأمر سيتوقف على اختيارات الشعب المصري.وحرص على توجيه التهنئة للشعب المصري على تصويته الكثيف في الاستفتاء الذى تم "في سلام" على التعديلات الدستورية..قائلا " عليكم الان وضع خريطة طريق".. مشيرا إلى أن المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة تحدث معه عن انه سيتم إعلان دستوري في الأيام القادمة وهو سيساعد على جذب الاستثمارات.وأضاف السيناتور جون كيري أن العالم بأسره يعرف أن مصر "منجم للسياحة" لكن هذا المنجم لم يتم استغلاله حتى الان على الوجه الأمثل..مشددا على أنه ستكون هناك فرص أكبر للاستثمارات في مصر خاصة في هذا القطاع.من ناحية أخرى قال كيري إن تطوير التعليم في مصر يشكل تحديا كبيرا وعنصرا أساسيا للبناء.. مشيرا إلى أن هناك حاجة لتخفيف العبء عن الحكومة والمؤسسات من خلال مساعدة الأصدقاء في الدول العربية والأوروبية ذات القدرة الاقتصادية ورغم ذلك فقد أكد أن الشعب المصري هو من يقرر المناهج التعليمية من خلال اختياراته السليمة للمتحمسين لنوع معين من التعليم.وحول مساعدة الولايات المتحدة لأنظمة إجرامية في المنطقة ومدى التحول في السياسة الأمريكية في هذا الشأن..قال كيري :" اننا كنا لاعبين رئيسيين في حالات معينة وهناك بالفعل أشياء لا نرى انها تخدم العملية السلمية لكن قيام دول بمساعدة مستجدين لا يأتي بدافع الرغبة في ذلك لكنه كان بسبب عدم توافر أي خيارات شرعية أخرى، كما كان الحال مع الصين إبان عهد الرئيس نيكسون حيث كانت الولايات المتحدة تبحث عن موطئ قدم للسلام.وأقر جون كيرى في الوقت نفسه بحقيقة أن الولايات المتحدة لديها مشكلة البترول وقد كان الرئيس بوش يقول اننا مدمنون للنفط.وردا على سؤال افتراضي عن موقفه من الاستفتاء على التعديلات الدستورية (لو كان مواطنا مصريا) وهل كان سيقول "نعم" أم "لا"..قال كيري " أننى لست في مصر لكى أقول لكم ما تفعلونه وأنتم تريدون أن تتطور العلاقة مع واشنطن وتطالبوننا بألا نتدخل في سياسة مصر."من ناحية أخرى وردا على أسئلة المشاركين حول التضارب في المواقف الأمريكية بشأن الرئيس السابق مبارك.. أوضح كيري أن الرئيس باراك أوباما كان واضحا من اليوم الأول من ضرورة انصات الرئيس السابق حسني مبارك لدعوات الإصلاح..وقد قام مبارك في الماضي بأشياء مفيدة لخدمة السلام والعلاقات في الشرق الأوسط.. ولكن وبالنسبة لرئيس دولة فإنه من الصعب أن نقول له "باى باى" وأن يترك الحكم فهذا أمر يجب أن يتم من خلال عملية تسمح له باتخاذ هذا القرار.وحول المعونة لأمريكية لمصر..أعرب السيناتور الأمريكي عن اعتقاده أن المعونة الأمريكية سيتم إصلاحها وتغيير الطريقة التي نتعامل بها ونعزز من استثماراتنا ونحد في الوقت نفسه من تكلفة المعونة.وعما إذا كانت هناك مبادرة لإلغاء الديون الامريكية على مصر.. قال كيري "سوف أسعد إذا كان هناك شطب أو الغاء للديون لكن وبالنسبة لتخفيف اعباء الديون فقد تكون هناك شريحة منها الآن وعلى الحكومة أن تختار".وقال انه طلب الأسبوع الماضي مع السيناتور جون ماكين مشروع دعم لمصر بأكثر من مائة مليون دولار على أن يقدم هذا الدعم للمشاريع الصغيرة والتدفق المالي لمساعدة الاقتصاد المصري على الانطلاق.. معربا عن تأييده الشخصي لهذا التوجه.اقرأ أيضا:كيرى يرفض الاجابة على اسئلة تتعلق بأمريكا واسرائيل