المحتوى الرئيسى

حوار الطرشانالشعب العراقي لا يريد تغيير النظام‮!‬

03/21 22:01

من سوء حظ الشعب العراقي أن مظاهراته ضد النظام الطائفي العميل والدكتاتور الصغير نوري المالكي ضاعت أخبارها وسط وهج انتصار ثورتي مصر وتونس وصخب الثورة في اليمن والتمرد الطائفي في البحرين‮.‬    لقد استلهم الشعب العراقي روح ثورة ميدان التحرير في القاهرة وأعلن تظاهرات‮ ‬غضب واسعة بدأها بساحة التحرير وسط بغداد وانطلقت في معظم المدن العراقية العربية والكردية رافضة حكم الملالي والاحزاب الدينية الطائفية والعنصرية والفساد والاعتقالات والقمع والتجويع‮.. ‬وكما في كل العواصم العربية التي اشتعلت فيها المظاهرات كانت مواقع الانترنت والفيس بوك والتويتر هي الشرارة التي أججت‮ ‬غضب العراقيين علي النظام الدموي الفاسد المسنود‮ - ‬ياللمفارقة العجيبة‮ - ‬من الاحتلال الامريكي والحقد الايراني معاً‮. ‬وايضاً‭,‬‮ ‬كما في كل العواصم العربية التي اندلعت فيها مظاهرات الغضب‭,‬‮ ‬تصدت السلطات القمعية العراقية بكل ما لديها من أسلحة وقوة مفرطة ضد المتظاهرين العزل وحصدت منهم عشرات الشهداء واعتقلت مئات الناشطين‮.‬    والغريب ان معظم التظاهرات العراقية لم تطالب بتغيير النظام العراقي وانما طالبت بتوفير مستلزمات حياتية منطقية كتشغيل العاطلين وتحسين البطاقة التموينية ومكافحة الفساد وحل مشكلة الكهرباء واطلاق سراح المعتقلين الابرياء‮. ‬وهم لم يطالبوا بتغيير النظام العراقي ليس تمسكاً‮ ‬ببقائه وانما لان مقومات الثورة الناجحة لم تتوفر بعد خاصة في ظل معاهدة أمنية‮ ‬غاشمة بين الحكومة الحالية والاحتلال الامريكي تجيز للمالكي الاستعانة بقوات الاحتلال كلما احاط به خطر يهدد بقاءه في السلطة‮. ‬وقد استعان بها المالكي فعلاً‮ ‬من قبل في ضرب المقاومة في محافظات نينوي والانبار وديالي وصلاح الدين وكركوك والبصرة وبغداد‮.‬    ومن مهازل السياسة ان الحكومة الفاسدة في بغداد وبرلمانها الذي يعج بمزوري الشهادات الدراسية استنكرت‮ "‬مجازر‮" ‬حكومة البحرين ضد المتظاهرين مع ان عدد الضحايا لا يزيد علي عدد اصابع اليد الواحدة‮. ‬بل ان البرلمان العراقي اعلن إغلاق ابوابه لمدة عشرة ايام تضامناً‮ ‬مع الثورة البحرينية‮! ‬وكلنا طبعاً‮ ‬نستنكر اللجوء الي العنف في التصدي للمظاهرات لان أرواح الناس ليست لعبة‮. ‬ولكن حكومة المالكي هي آخر حكومة في العالم يحق لها ان تتحدث عن التضامن مع المتظاهرين في البحرين‮. ‬فهذه الحكومة الناقصة عدداً‮ ‬وخُلقاً‮ ‬استخدمت وتستخدم اشرس الاساليب في مواجهة المتظاهرين من الرصاص الحي الي الرصاص المطاط الي القناصة الي القنابل الصوتية الي الهراوات‮. ‬والمالكي يصف كل المتظاهرين العراقيين بأنهم من تنظيم القاعدة وانصار النظام العراقي السابق‮. ‬وهي اسطوانة مشروخة لا يطرب لها سوي المالكي وأحزابه‮.. ‬وطبعاً‮ ‬النظام العراقي الحالي ليس أفضل من النظامين السابقين في تونس ومصر،‮ ‬ولا أكثر ديمقراطية من النظام في اليمن أو البحرين،‮ ‬ولا أقل تخلفاً‮ ‬من النظام الليبي‮. ‬بل هو أسوأ منها كلها لانه خرج من رحم الاحتلال الاجنبي ولايزال يعيش في حاضنته‮.. ‬حظ الشعب العراقي سيئ فعلاً‮ ‬في حكامه سابقاً‮ ‬ولاحقاً،‮ ‬وحظه أسوأ حين ضاعت أخبار مظاهراته الغاضبة وسط الهدير والقصف والهراوات في هذه الدولة وتلك‮. ‬لكن المشهد لا يخلو من الفكاهة حين نلمح وزير خارجية العراق هوشيار زيباري واقفاً‮ ‬في مؤخرة الزعماء الذين اجتمعوا في ضيافة الرئيس الفرنسي ساركوزي لشن الحرب علي النظام الليبي الاحمق‮. ‬وشر البلية ما يضحك‮. ‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل