حوار الطرشانالشعب العراقي لا يريد تغيير النظام!
من سوء حظ الشعب العراقي أن مظاهراته ضد النظام الطائفي العميل والدكتاتور الصغير نوري المالكي ضاعت أخبارها وسط وهج انتصار ثورتي مصر وتونس وصخب الثورة في اليمن والتمرد الطائفي في البحرين. لقد استلهم الشعب العراقي روح ثورة ميدان التحرير في القاهرة وأعلن تظاهرات غضب واسعة بدأها بساحة التحرير وسط بغداد وانطلقت في معظم المدن العراقية العربية والكردية رافضة حكم الملالي والاحزاب الدينية الطائفية والعنصرية والفساد والاعتقالات والقمع والتجويع.. وكما في كل العواصم العربية التي اشتعلت فيها المظاهرات كانت مواقع الانترنت والفيس بوك والتويتر هي الشرارة التي أججت غضب العراقيين علي النظام الدموي الفاسد المسنود - ياللمفارقة العجيبة - من الاحتلال الامريكي والحقد الايراني معاً. وايضاً, كما في كل العواصم العربية التي اندلعت فيها مظاهرات الغضب, تصدت السلطات القمعية العراقية بكل ما لديها من أسلحة وقوة مفرطة ضد المتظاهرين العزل وحصدت منهم عشرات الشهداء واعتقلت مئات الناشطين. والغريب ان معظم التظاهرات العراقية لم تطالب بتغيير النظام العراقي وانما طالبت بتوفير مستلزمات حياتية منطقية كتشغيل العاطلين وتحسين البطاقة التموينية ومكافحة الفساد وحل مشكلة الكهرباء واطلاق سراح المعتقلين الابرياء. وهم لم يطالبوا بتغيير النظام العراقي ليس تمسكاً ببقائه وانما لان مقومات الثورة الناجحة لم تتوفر بعد خاصة في ظل معاهدة أمنية غاشمة بين الحكومة الحالية والاحتلال الامريكي تجيز للمالكي الاستعانة بقوات الاحتلال كلما احاط به خطر يهدد بقاءه في السلطة. وقد استعان بها المالكي فعلاً من قبل في ضرب المقاومة في محافظات نينوي والانبار وديالي وصلاح الدين وكركوك والبصرة وبغداد. ومن مهازل السياسة ان الحكومة الفاسدة في بغداد وبرلمانها الذي يعج بمزوري الشهادات الدراسية استنكرت "مجازر" حكومة البحرين ضد المتظاهرين مع ان عدد الضحايا لا يزيد علي عدد اصابع اليد الواحدة. بل ان البرلمان العراقي اعلن إغلاق ابوابه لمدة عشرة ايام تضامناً مع الثورة البحرينية! وكلنا طبعاً نستنكر اللجوء الي العنف في التصدي للمظاهرات لان أرواح الناس ليست لعبة. ولكن حكومة المالكي هي آخر حكومة في العالم يحق لها ان تتحدث عن التضامن مع المتظاهرين في البحرين. فهذه الحكومة الناقصة عدداً وخُلقاً استخدمت وتستخدم اشرس الاساليب في مواجهة المتظاهرين من الرصاص الحي الي الرصاص المطاط الي القناصة الي القنابل الصوتية الي الهراوات. والمالكي يصف كل المتظاهرين العراقيين بأنهم من تنظيم القاعدة وانصار النظام العراقي السابق. وهي اسطوانة مشروخة لا يطرب لها سوي المالكي وأحزابه.. وطبعاً النظام العراقي الحالي ليس أفضل من النظامين السابقين في تونس ومصر، ولا أكثر ديمقراطية من النظام في اليمن أو البحرين، ولا أقل تخلفاً من النظام الليبي. بل هو أسوأ منها كلها لانه خرج من رحم الاحتلال الاجنبي ولايزال يعيش في حاضنته.. حظ الشعب العراقي سيئ فعلاً في حكامه سابقاً ولاحقاً، وحظه أسوأ حين ضاعت أخبار مظاهراته الغاضبة وسط الهدير والقصف والهراوات في هذه الدولة وتلك. لكن المشهد لا يخلو من الفكاهة حين نلمح وزير خارجية العراق هوشيار زيباري واقفاً في مؤخرة الزعماء الذين اجتمعوا في ضيافة الرئيس الفرنسي ساركوزي لشن الحرب علي النظام الليبي الاحمق. وشر البلية ما يضحك.
Comments