المحتوى الرئيسى

> رسالة من إخواني إلي المرشد: ماذا لو كان الجالس علي كرسيك «عمر»؟

03/21 21:20

كتب - حسن البنا هنيديالقيادي الإخواني بالبحيرةعلي مكتبه بجزيرة ( المماليك) جلس بهامته السبعينية المهيبة، مقطب الجبين، يرمقني بنظرات غاضبة، وبنبرة نارية، فتح علي رشاشًا سريع الطلقات من الشتائم، تنعتني، ثم ما لبث أن غادر الغرفة مغضبا ولم ينس أنهم سبعينية مهيبة، جبين مقطب، نظرات نارية، مدفع سريع الطلقات من شتائم تنتعني بقلة الأدب، وتنعت والدي رحمه الله بتقصيره في تعليمي الأدب مع قادتي ومرشدي، بحركة عصبية متشنجة، ينهض، (يرزع) الباب ويتركني في مكتبه مع صدمتي وذهولي، فركت عيني غير مصدق، أهذا هو الأستاذ الدكتور/ محمد بديع المرشد العام لكبري الجماعات الإسلامية في العالم؟! لقد كان يوما ما نقيب أسرتي الإخوانية، يعرف أسرار بيتي، وألوان «بيجاماتي»؟!!، أحقيقة ما تري عيني أم تراها موجة من (الزهايمر) اللعين قد ضربتني فخلطت أوراق عمري وأنني مازلت واقفا في (طابور التكدير) ومازال (الشاويش عطية) يعنفني ويلعن (سلسفيل جدودي)، هل حقا أصبحت (العسكرة) هي العملة المتداولة حتي في أعلي مستويات الجماعة؟ (العسكرة) الفجة المفلسة تماما من أي رصيد فكري روحي تربوي أو حتي إنساني؟ ثم ماذا فعلت لألقي كل هذا؟ لقد شرفت بلقاء ومناقشة شرائح واسعة من الشباب في ميدان التحرير وخارجه ولمست سخطا علي أوضاع وممارسات، وهالني دعوة إلي (ثورة غضب) أشفقت ومازلت علي كيان الجماعة من خطرها الداهم فجئتكم منبها لا مهددا جئت أحمل طرحا ذا رؤية نقدية موضوعية بريئة من التجريح الشخصي، مشفوعة بخطة إصلاح شاملة تستهدف عودة الجماعة لممارسة دورها الدعوي التربوي كرافعة للأمة وحاملة لرسالتها الحضارية النهضوية الأصلية المتجددة - كما أراد لها مؤسسها الأول رحمه الله منطلقة من مقاربة قانونية مؤسسية قوامها: مكاتب إدارية منتخبة من القواعد - مجلس شوري ممثل للقواعد مستقل عن مكتب الإرشاد استقلال يتيح له الاقتدار الكامل علي المراقبة والمحاسبة ورسم السياسات لائحة جديدة تناسب المرحلة وتضمن استقلال المؤسسات وتتيح حراكا حر التداول في المواقع والمسئوليات - هيئة قضائية مستقلة تطبق اللوائح وتفصل في المنازعات - جهاز إعلامي يقوم علي أسس مهنية موضوعية ويتسع لمختلف الرؤي - وغيرها، وأودعت رسالتي ظرفا مغلقا مكتوبا علي صدره «إلي أستاذي ومرشدي مع خالص حبي وتقديري» ثم سلمت عليك وعلي الإخوان وانصرفت فأتاني اتصال يدعوني لمقابلتكم فلبيت (وكان ما كان)، فضيلة المرشد: ماذا لو كان الجالس علي مقعدك هذا (عمر)؟! لا أقصد - معاذ الله - (عمر سليمان) هامان الفرعون الذي شاركه بعض قادتنا وقفة حدادًا علي أشلاء ضحاياه، ولا أقصد - حاشا لله - (عمر البشير) الديكتاتور، المجرم الدولي، قاتل شعبه، الغادر بأخلص إخوانه، الذي سارعت إلي لقائه بالأحضان والورود، أما من جاءك يسعي وهو يخشي، فأنت تسبه وتسب أباه، وإنما أقصد سيدي وسيدك (عمر بن الخطاب) الذي لو أتيته صارخا في وجهه: إنني سأقومك بسيفي، فلن يسبني أو يسب أبي، بل سيرفع يديه الوضيئتين شاكرا ربه أن جعل في الأمة من يقومه بسيفه، وإنما أقصد مرشدي ومرشدك (عمر التلمساني) الذي شرفني الله بالعمل تحت قيادته بالمركز العام - قسم نشر الدعوة ولو جئته بأضعاف ما جئتك به، لهش لي وبش وشكر سعيي وثمَّن غيرتي، واحتواني في عباءته الفضفاضة، وبحره اللجي، فضيلة المرشد: إن كنت قد نسيتني فهلا عرفت أبي الذي سببته؟ إنه الحاج مبروك هنيدي أحد الأبطال المؤسسين للجماعة، أستاذك وأستاذ من حولك ولا فخر، فضيلة المرشد: لو كان الذي ظلمني أحد الإخوان لشكوته إليك أما وأنك من ظلمني فلمن أشكوك؟ إن غياب هيئة قضائية مستقلة يعني اختفاء العدل وإذا ضاع العدل في قوم فإنهم علي خطر عظيم، لم أكتب ما كتبت انتصارًا لعرضي وعرض أبي فقد وهبنا أعراضنا وأعمارنا فداء لهذه الدعوة، فضيلة المرشد: إن قاموس الجماعة قد عرف في عهدكم السعيد مفردات جديدة لم يعهدها طوال تاريخه المديد المجيد من مثل «قلة أدب» ومن قبلها «طظ» وبـ«الجزمة».. فهنيئا لكم ولنا، لقد طال شوقنا إلي يوم تعود فيه الجماعة - كما أنشأها مؤسسها الأول - شجرة وارفة الظلال، طيبة الثمار يؤوي إلي ظلها كل عابر، ويهتدي بنجمها كل حائر، والسلام عليك يا عمر فقد أتعبت من بعدك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل