المحتوى الرئيسى

حبر علي ورقوهلت نسائم الديمقراطية

03/20 22:45

لم أتخيل أن أري ما رأيت يوم ‮٩١ ‬مارس ‮١١٠٢. ‬كان مشهداً‮ ‬يهز القلب،‮ ‬ويدفع كل مواطن مصري إلي التشبث بالأمل‮. ‬طوابير طويلة،‮ ‬وزحام شديد علي صناديق الاستفتاء‮. ‬رغبة أكيدة وإصرار من الكل علي المشاركة بآرائهم في صياغة صورة الوطن‮.‬بكل صراحة هزني المشهد،‮ ‬خاصة أنني اضطررت إلي التنقل بين مقربين للإدلاء بالرأي في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية‮. ‬علني أجد أحدهما أقل ازدحاماً‮. ‬وفي الآخر وقفت وأخذت دوري في الطابور الطويل بكل صبر وإصرار وفرحة،‮ ‬وأنا أري فعلاً‮ ‬ إن مصر تتغير‮!‬لايهمني من قال‮ »‬لا‮« ‬ولا من قال‮ »‬نعم‮« ‬فالمهم أننا ذهبنا،‮ ‬وتمسكنا بهذا الحق الكبير‮.. ‬وادركنا أن صوت كل منا له قيمة،‮ ‬وهذا يعني أن القادم أفضل،‮ ‬وأن الاختيار،‮ ‬أي أختيار سواء لنواب الشعب أو لرئيس الجمهورية القادم سيكون مفعلا اختيار الشعب الحقيقي لأول مرة‮.‬الناس الآن أصبحت مدركة لأهمية المشاركة،‮ ‬غير مستعدة لأن يفرض عليها فرد أو تيار أو جبهة اختياراً‮ ‬لا يحقق طموحاتها،‮ ‬ولم يعد المصريون يحتملون الوصاية من أحد،‮ ‬خاصة من هؤلاء الذين يحاولون أن ينصبوا أنفسهم أوصياء علي الوطن‮!‬أمس الأول كانت إشارة البدء الحقيقية في مصر الجديدة التي ستنهض بفكر وسواعد وإخلاص وإصرار أهلها وشعبها وناسها‮.‬صحيح أن المشهد الديمقراطي الكبير لم يخل من بعض الممارسات الخارجة عن السياق العام،‮ ‬والتي قام بها بلطجية،‮ ‬لاينتمون إلا إلي شريعة الغاب،‮ ‬وفقر الفكر‮. ‬أقصد موضوع،‮ ‬رشق الدكتور محمد البرادعي بالحجارة والهتافات عديمة الذوق والأدب ضده،‮ ‬عندما كان يؤدي واجبه الوطني أمام صندوق الاستفتاء‮. ‬وهذا ما اضطر الأمن إلي تحويطه،‮ ‬واصطحابه بسرعة إلي سيارته‮!‬كذلك ماحدث من امتناع بعض القضاة عن ممارسة عملهم في الاشراف علي الاستفتاء في نجع حمادي مما تسبب في ازدحام وتجمهر المواطنين الذين يريدون الإدلاء بأصواتهم أمام مقار الاستفتاء وتأخر عملية التصويت حتي وصول طائرة عسكرية تحمل قضاة آخرين لتبدأ عملية التصويت متأخرة،‮ ‬ويصدر مجلس القوات المسلحة قراره بتمديد فترة التصويت من السابعة حتي التاسعة مساء‮.‬الشيء المحير لماذا هذا الموقف السلبي مادامت أن عملية التصويت ستتم بنزاهة تامة؟ ولماذا نعود إلي مبدأ المقاطعة للإستفتاء الذي يكرس قيم الاحجام عن المشاركة،‮ ‬ويعود بنا إلي منطقة السلبية السياسية التي عانينا منها طوال عشرات السنين؟أتمني‮ ‬أن نرفض جميعا مبدأ المقاطعة لأي‮ ‬انتخابات قادمة‮. ‬فالمشاركة هي التي ستجعلنا نخطو بخطي واثقة واضحة نحو المستقبل‮. ‬أما المقاطعة فلن تولد في النفس إلا الشعور بخيبة الأمل،‮ ‬وستجعل المواطن المصري يغرق في بحور المجهول،‮ ‬وعدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بمصر المستقبل إنه يريد خطوات يليها خطوات تحقق في النهاية البناء الراسخ والسليم الذي يحمي الوطن،‮ ‬ويحقق مطالب الشعب‮.‬فلنخطوا جميعاً‮ ‬إلي الأمام‮.. ‬إلي مصر الدولة الديمقراطية‮.. ‬التي قال شعبها يوم السبت الماضي‮ »‬نعم‮«. ‬و»لا‮« ‬وحسمت آراء الأغلبية النتيجة التي يريدها الشعب‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل