المحتوى الرئيسى

محمود الششتاوي : هل الغاية تبرر الخديعة ؟

03/20 20:45

في البداية أؤكد وأقسم بالله العظيم بأني أقبل نتيجة الاستفتاء والتي أتت بنعم ، بل وأرحب بها ترحيباً حاراً كما لو كان الحال جاء مطابقاً لما اخترت ، وذلك ليس على سبيل إظهار عكس ما بداخلي لأظهر بمظهر الجنتل مان وإنما سعادتي بها حقيقية وأقسم بالله أنها حقيقية لأن هذه النتيجة شئت أم أببيت لم تأتي من فراغ وإنما أتت نتيجة لمشاركة شعبية واسعة من كافة أطياف وأبناء وفئات الشعب المصري كله سواء كانوا من الرافضين للتعديلات من صوتوا بلا ، أو المؤيدين للتعديلات الذين صوتوا بنعم ، فهذا وحده يكفيني نصراً وسعادة ويشهد الله على إن هذا ما أسره وما أعلنه ، فالشعب الذي خرج وأصبح يشارك ويثق في المشاركة السياسية قادراً على تحديد مصيره فسواء جاءت النتيجة مرضية أو غير مرضية فعلينا جميعاً احترام اختيار هذا الشعب واحترام النتيجة لذلك فإن ما سأقوله لا يقلل أبداً من احترامي للنتيجة ولا أقصد به من قريب أو من بعيد الإساءة للشعب المصري أو اختياره لأن بالفعل النتيجة التي ستظهر ما هي إلا النتيجة الحقيقية لعدد ما خطته أقلام المصريين من علامات على دوائر الموافقة أو الرفض في استمارات الاستفتاء على التعديلات الدستورية ..هذه المقدمة التي لابد منها أكتبها لتكون تمهيد وتوضيح للفرق بين رضائي واحترامي للنتيجة وبين الوسيلة أو بمعنى أصح الخديعة التي استخدمها أصحاب الكيانات المنظمة والمأدلجة المستفيدة من هذه التعديلات  أو المستفيدة من رفضها أو بمعنى أوضح التي اختارت بناء على مصلحتها فقط ولم تكن بناء على مصلحة الوطن ، وأحب أن أوضح جيداً لقد حددت في كلامي ما أقصدهم ولا أقصد أبداً من قريب أو من بعيد الذين اختاروا نعم أو لا بناء على رؤيتهم وبناء على ما يروه من مصلحة للوطن في هذا الاختيار فهؤلاء أكن لهم كل الاحترام والتقدير ، لكن كلامي بعيداً عنهم جداً جداً ، وإنما ما أقصدهم بما أكتبه هم الذين بررت لهم غاياتهم خديعة الناس وإيهامهم بأن في اختيارهم يكمن الاستقرار أو أن اختيارهم سيكون نصرة للدين ..في الحقيقة إن صدمتي وحسرتي لم تكن أبداً لنتيجة الاستفتاء التي أكرر وأعيد قسمي بأني أرحب بها وسعيد بها أكثر من أصحابها ولكن صدمتي وحسرتي في السادة أصحاب المبادئ وأصحاب العقائد التي سولت لهم نفسهم وبررت لهم غاياتهم بأن يستخدموا الخديعة سواء كانت باسم الدين أو باسم الاستقرار أو بدافع الكُره وبناء على الايدولوجيا والاختلاف الأيديولوجي ، لا أحترم كل من استخدم خديعة واستسهل خداع الناس دون أن يمارس دوره كسياسي وتوعوي  ليشرح لهم التعديلات والمترتب على قبولها أو رفضها ، ولا أحترم كل من مات ضميره الثوري وضميره الإنساني والسياسي وستخدم كل هذه الخدائع والوسائل القذرة لتوجيه دفة اختيار الناس في اتجاه معين سواء كان بالرفض أو القبول ..أنا كإسلامي أشعر بالحسرة والندامة أكثر على ما بدر من أفعال مشينة وخادعة من قادة وأبناء ورموز التيار الإسلامي الذي أنتمي إليه ، كذلك أشعر بالحسرة والندامة على ما رأيته ممن يَدّعون الديمقراطية والحرية وتقبل الآخر ويدعون إلى ذلك ، أشعر بالحسرة والندامة على ما كان أن يفعله المبدئيين والعقائديين ، وفي المقابل أشعر بالفخر والعزة بهذا الشعب العظيم الذي فاجأني بخروجه في هذا اليوم وشارك ، خرج الشيخ والصغير والمسلم والمسيحي صَفّات صَفّات ليدلي كل منهم برأيه ، سعيد بأمي وأختي لخروجهن للإدلاء بأصواتهن ، سعيد بإيجابية الكثير من أصدقائي الذين بدئوا أولى عمليات المشاركة السياسية لهم ، وسعيد جداً بالاهتمام الذي أصبح لدى الجميع بالشأن العام بعد 30 عاماً من الفتور ، سعيد بنجاح الثورة التي غيرت الكثير من السلبيات في هذا الشعب العظيم ، وسعيد بصورة العروسين أثناء الإدلاء بصوتهم في إحدى اللجان ، الخلاصة سعيد بالمشاركة والإيجابية من الشعب العظيم ، وحزين بتبرير استخدام الخداع باسم الدين والاستقرار لتوجيه الناس في اتجاه معين …اختم كلامي بهذه الكلمات البسيطة :سأطهر نفسي، طهروا أنفسكم وقوموا بدوركممواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل