المحتوى الرئيسى

أين وزارة إفريقيا ؟!

03/20 11:36

كانت أول من أثار مسألة الرسوم المسيئة للرسول محمد صلي الله عليه وسلم حينما كانت سفيرة لمصر لدي الدانمارك قبل أكثر من خمس سنوات. وجمعت سفراء الدول الإسلامية والعربية واتخذت موقفاً متشدداً جعل رئيس وزراء الدنمارك يجتمع ببعض سفراء الدول الإسلامية محاولاً إنهاء القضية إلا أنها أصرت علي موقفها المتصاعد وقالت إنه يتوجب علي الدنمارك عمل المزيد من أجل تهدئة العالم الإسلامي بأسره.. ويعتبرونها في رواندا الصديق القوي لهم في مصر وتحظي بتقدير كبير جداً بين الشعب الرواندي بعدما رفضت مغادرة رواندا إبان الحرب الأهلية هناك كما فعل الكثير من السفراء الآخرين لدرجة جعلت عمرو موسي يقول عنها آنذاك إن لدي سفيرة في رواندا بمائة رجل. وفي اريتريا يعتبرونها إريترية وفي إثيوبيا يشبهون شهرتها بينهم بشهرة رئيس الوزراء ميليس زيناوي.إنها السفيرة مني عمر.. مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية التي تتواري عن الأنظار ولم تستفد مصر من خبراتها الكبيرة والمتراكمة في معالجة الملف الأكثر صداعاً في رأس مصر وهو ملف حوض النيل. بل ولا أبالغ إن قلت في الشئون الإفريقية كلها.. المطلوب فقط هو الفرصة أطلقوا يديها وأعطوها الامكانيات وانتظروا النتائج.ومن هذا المنطلق اقترح علي صناع القرار استحداث وزارة خاصة بالشئون الإفريقية  تحت مسمي وزارة إفريقيا تهتم بهذا المنجم الذهبي الذي طالما أهملناه واهتم به غيرنا ولنا في الولايات المتحدة واليابان والصين وفرنسا والبرتغال وبريطانيا وبلجيكا وتركيا وإيران والهند والكويت ودول أخري كثيرة العبرة فهذه الدول غزت القارة بينما كان نظامنا الحاكم السابق في غفلة من الزمن وبعد ذلك نأتي لنبكي علي اللبن المسكوب ونلعن دول حوض النيل التي طالما نادت بالتنمية والتعاون من خلال المشروعات المشتركة ونحن نصم آذاننا فمن البديهي أن تبحث عن مصالحها ولا نلومن في ذلك إلا أنفسنا. لدرجة جعلت إثيوبيا تعرض علينا في وقت من الأوقات أن تبيعپلنا المياه سنوياً بملياري دولار وتجعل وزير الخارجية الإثيوبي الحالي يقول إن مصر ليست لها الحق في هذه المياه الموجودة عندنا فهي أمطار حبانا الله بها كالغاز والبترول التي تنبع في أرض دولة ما هل تستطيع دولة أخري أن تأخذها بلا مقابل؟من يري حالنا الآن يدرك تماماً أن مليارات الدولارات التي سرقت أو نهبت أو أهدرت كانت كفيلة بإقامة مشروعات تنموية في البلدان الإفريقية بحوض النيل التي تتطلعپإلي توفير الغذاء والكساء والكهرباء  لمواطنيها. وهذا حقها ولا يستطيع أي محق أن يسلبها إياه. وكثيراً ما طلبت العون والمساعدة في ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي. ومن ثم يجب علينا وقفة مع النفس نراجع سياساتنا ولا نتكبر علي هذه البلدان التي بطبعها تحب مصر وترغب في بناء جذور العلاقات الأبدية معها. وقد سافرت مرتين إلي إثيوبيا ولمست بنفسي مدي الحب الذي يكنه الشعب الإثيوبي لمصر وللمصريين. فما المانع أن نقيم لهم مشروعات ونضاعف معدلات التبادل التجاري معهم فليس هناك شيء أغلي ولا أنفس من قطرة المياه. وفي سبيل ذلك يجب أن نعطي "العيش لخبازه" فعندنا شخصيات محترمة وكوادر مدفونة قادرة علي العمل بكفاءة في هذا الملف الحيوي مثل السفيرة مني عمر وفايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي.. فهل من مجيب؟!  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل