المحتوى الرئيسى

الدبلوماسية الخبيثة والرهان الأمريكي علي الأنظمة العربية

03/20 10:45

أزعم أنني أجد ربطاً وثيقاً بين ما يدور الآن في مصر وبقية البلدان العربية تباعاً من ثورات كربونية ضد الأنظمة القائمة بدءاً من وحدة شعاراتها ومروراً بأحداثها ذات الشبه الواحد وانتهاء بتحية الشهداء في مشهد مهيب وبين تصور الإدارة الأمريكية للشرق الأوسط الجديد وإطلاق ما أسمته السيدة السمراء "كونداليزا رايس" والمتلعثم الأبكم "بوش الابن" قبحهما الله بالفوضي الخلاقة هكذا يقول الكاتب والصحفي عاطف الجلالي في صحيفة الوفد.ويضيف الجلالي لم يكن ظني هذا رجماً بالغيب أو تكهناً غير أنني استلهمت شيئاً من المنطق وشواهد الأمور. إن الحقيقة الدامغة والقديمة التي لا ينكرها إلا مكابر، ونحن بصدد استعراض الوضع الراهن في مصر ومن حولنا العالم العربي أياً كانت أشكاله أو أنظمته هذه مملكة وتلك سلطنة وأخري إمارة وهذه جمهورية.تجدنا إزاء كيانات مترهلة قابعة تحت عباءة النفوذ الأجنبي موزعة ما بين الليبرالية الغربية تتزعمها الولايات المتحدة أو الماركسية قبل انهيارها، وإن كانت تتمتع علي حياء بمظاهر الاستقلال الوطني شكلاً، فالشرق الأوسط الثري بمقدراته الطبيعية وأخصها الذهب الأسود يمثل شريان الحياة والنبض لهذه القوي الأجنبية الغاشمة المتآمرة يتصدرها البيت الأبيض فوق أنه بمثابة السوق الأكبر الجامع الذي يستوعب كل منتجاتها. فمن منطلق هذه الاستراتيجية التي يتبوأها الشرق الأوسط أصبح شاغلها الأول الذي يؤرقها بأن تسعي حسيسة للسيطرة عليه وبسط هيمنته علي مقدراته.فبدأت الولايات المتحدة باحتلال العراق - عبر دبلوماسيتها الخبيثة - إحدي كبريات الدول العربية والإسلامية عدة وعتاداً ورافدة العلوم ونهبت ثرواته واغتالت علماءه ومسخت هويته وكأنه مكتوب علي بغداد أن تكون عرضة للهجمات البربرية تارة من التتار والأخري علي أيدي قوي التحالف القميئة بزعامة أمريكا وها هي قد شطرت السودان شمالاً وجنوباً واستعرت شهوتها في نهم الأقطار العربية دفعة واحدة بعد أن أهدتها الحيل إلي تصدير - الديمقراطية - أيقونة الشعوب المنكسرة في ظل الأنظمة العربية.وشتان ما بين الديمقراطية التي تنشدها هذه الشعوب وتلك الديمقراطية الزائفة التي تصدرها الولايات المتحدة فأوفدت لهذه المهمة رجل الطاقة الذرية "محمد البرادعي" بعد أن أوعزت له بأنه سيكون حامل لواء الديمقراطية والتطهير والملهم المنتظر ولم تخف له بأنها ضاقت ذرعاً بالنظام القائم وقد شاهت الوجوه ولابد من حتمية التغيير فحمل علي عائقه فتح قنوات الاتصال بجبهات المعارضة من الحركات المناوئة وربما اقتنع أو أقنع نفسه بأنه لا يتشكك في حسن المقاصد والنوايا لدي الولايات المتحدة لأنها تحمل في ظاهرها أهدافاً نبيلة نحو إرساء الديمقراطية أمل الشعوب ومحاربة الفساد، بينما تحمل الإدارة الأمريكية في باطنها حقاً أريد به باطل "ديمقراطية مفرداتها بطعم الفوضي والتدمير للبنية التحتية وتزكية الفتن والانقسامات إلي شيع وفرق وأحزاب ".وبدأ البرادعي يعمل علي قدم وساق والتقفته جماعات المعارضة التي وجدت فيه رمزاً لضالتها المنشودة وأفردت المقالات الساخنة في دور الإعلام المقروء والمرئي حيال التغيير والتنديد بالتوريث وكان ضمن حملته نواة أساسية أطلق عليها "مجموعة شباب الفيس بوك" في التواصل إلكترونياً وصارت صاحبة اللقاح الأول لميلاد 25 يناير الحدث ما يدعو إلي التأمل والدهشة من جانب أنهم ينتسبون إلي أسر أقرب للارستقراطية ونالوا حظاً وافراً من التعليم والثقافة وبسطة في الرزق ورغداً في العيش يتزعمهم هذا الوائل المتباكي الذي ينتظر مكافأته صديقاً للاستخبارات عفواً.. الاتصالات علي إسهامه في رواج تكنولوجيا المعلومات لصالح الأجندة الأمريكية بعد أن كانت الشواهد ترشح عن أن هذا الحدث سيخرج من رحم الطبقات الكادحة المطحونة التي تصرخ بآلامه أفواه الجياع، ولكون الاحتقان قائم سلفاً بسبب سوء النظام والأوضاع المتردية والفساد الذي بلغ اللا معقول

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل