المحتوى الرئيسى

البرتقالة العروسةزينة أبو جامع :

03/20 10:21

اليوم عيدك يا أمي .. أخجل أنه ليس كل يوم .. أخجل أني لا أحتفي بك كل يوم ... وأني لا آتيك بالزهور كل يوم وأني أغضب منك حينا وأغضبك أحيانا.توقفت السيارة لتستقبل سيدة لوحت لها. سمينة طويلة منهكة ترتدي عباءة خضراء فضفاضة.... صورة تقليدية للمرأة الأم في المدينة التى أقطن فيهارفعت قدمها اليمنى لتركب أنزلتْها على الأسفلت...رفعت اليسرى... وجدتْ مكانها على الأرض إلى جوار أختها... تشبثت بذراعيها على باب السيارة أنزلت ذراعا فمددت يدى إليها. أحكمت قبضتها على كفى وبمساعدة فتاة كانت تجلس جواري وجدنا لها مستقرا في سيارة السائق العجوز الذي لم يتذمر.جلست في خجل واضح من احمرار وجنتيها تلهث أخرجت الأجرة وناولتها للسائق-"اتفضل يا حاج"تذكرت تلك العصرية حينما عدت للبيت بعد يوم شاق في الجامعة مخنوقة من أستاذ الترجمة و حاملة هم الشغالة التي ربما أجدها لا تزال في بيتنا في موعدها الأسبوعيلم أجدها الحمد لله فتوجهت إلى غرفتي ولم تكن مرايا التسريحة لامعة براقةاستشطت غضبا ووجهته لأمي- "لم هذه الخادمة؟" صرخت"لا أحب أن ينظف غرفتي سواي.... ليه يا ماما المرآة ملحوِسة والمكتب مترّب"لا أدري كم أمضيت من الوقت في نوبة الغضب هذه... استمر حتى آلمتني معدتىمضت أمى إلى غرفتها ومضيت إلى السفرة فوجدت برتقالة خضراء وقد قشرتها لى أمي كعادتها حين كنا صغارا..البرتقالة على شكل عروسة كما تسميها أمي أو فانوس كما يسميها من يراها أول مرةقشرة مشرشرة على رأس الثمرة وأخرى تحت قاعدتهابكيت عند رؤيتهاوددت لو احتفظت بها كما هي حتى تذكرني بظلمى لنفسيأغضب في خجل كلما تذكرت الموقف ويا لكثرة المواقف التي لا تنسيني إياه!لكن أكثر ما يغضبني هو أني لا أتذكر رد فعل أمي حين صياحييا ليتني أذكره

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل