المحتوى الرئيسى

رحلة سفر إلى الديمقراطية

03/20 10:17

بقلم: حسن المستكاوي 20 مارس 2011 09:39:09 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; رحلة سفر إلى الديمقراطية  ●● كانت بداية رحلة سفر إلى الديمقراطية. بكل ما فى السفر من متعة، ومشقة، وانتظار، وشغف، وسعادة، خاصة حين يكون المقصد الأخير هو بيتك، ووطنك وكرامتك وحريتك، ومستقبل مشرق لأولادك. ●● أتحدث عن تجربتى فى الإدلاء بصوتى فى الاستفتاء وتجربتى، تجربة عامة، فما عشته عاشه ملايين المصريين. ●● الساعة السابعة صباحا، كان ولداى مستعدين للتوجه إلى اللجنة للتصويت.. كانا يسرعان، ويتسابقان للحاق بأصدقائهما، كأنهم جميعا فى الطريق للحاق بصلاة العيد. بعد ساعة عاد الأبناء، والسعادة الممزوجة بالزهو تملأ روحيهما. كأنهما عائدان من مهمة وطنية قاما بها بتفانٍ.. هذا كان حال كل الشباب والأبناء. ●● الساعة التاسعة صباحا، توجهت مع زوجتى إلى اللجنة نفسها. (كان لها رأيها، وكان لى رأيى المختلف).. اللجنة كانت مدرسة ابتدائية، تحمل اسم «الشهيد طيار وائل أحمد حيدر». لعله أحد شهداء حرب أكتوبر المجيدة، التى تشهد لجيل دفع حياته ثمنا لتحرير الأرض، وها نحن المصريين، نشارك فى الاستفتاء، بعد ثورة استشهد فيها المئات ثمنا لتحرير الوطن، وثمنا للحرية.●● مكثنا قرابة الساعة فى اللجنة. هناك عدة طوابير.. الناس من مختلف أطياف المجتمع، رجالا وسيدات. مسلمين ومسيحيين. فقراء وبسطاء. أغنياء ونخبة.. شبابا متحمسا يرى المستقبل أمامه، وشيوخا يتحرك بعضهم بصعوبة، لكنهم يحلقون بحريتهم، كما تحلق النسور فى أعالى السماء.. المصريون يقفون فى الطوابير دون أن يتذمر أو يتململ واحد منهم. الإبتسامة على الوجوه. واحترام الطابور لا يمكن أن يخترقه مواطن مهما كان وزيرا أو مسئولا، فالنظام هو القانون. والقانون يفرضه هنا المصريون.. هم الذين لا يسمحون لإنسان بتجاوز دوره.. المشهد غير مسبوق فى علاقة هذا الشعب بالسياسة والانتخابات، التى كانت طوال العقود الماضية تشهد البلطجة والعنف والضرب، والإهانة والمعاناة والإساءة، على الرغم من الحضور الهزيل، الذى كانت أعداده أيضا تخضع للتزوير، بمبالغات وإضافات للأرقام. ●● المشهد تعجز أمامه الكلمة، قد تترجمه الابتسامات أو دموع الفرح والفخر بهذا الشعب العبقرى الأصيل.. الإقبال يتصاعد، والرغبة فى المشاركة تجعل الناس راضين بمشقة الانتظار، ولعل الدستور الجديد يجد آلية تسمح لملايين المصريين بالخارج بالمشاركة فى التصويت وإقرار مستقبلهم السياسى.. هذا أمر فى غاية الأهمية. ●● ما يضفى على تلك المشاركة الشعبية الكبيرة أهمية أكبر وأكبر أنها لهدف مجرد، من أجل كلمة نعم أو لا على التعديلات. فهى ليست مشاركة لاختيار اسم مرشح فى انتخابات برلمانية أو رئاسية، قد يكون معبرا عن حزب أو سياسة وبرنامج أو قد يكون صديقا أو قريبا أو شيخا لقبيلة أو كبيرا لعائلة.. لاحظوا هذا المعنى السامى فى ذلك الإقبال. وهو إقبال مهم لأنه رسالة للنظام السابق، ولكل نظام قادم.. رسالة تقول: نحن هنا.. نحن الشعب المصرى أصحاب هذا البلد، ونحن نمتلكه، ونحن نمارس السياسة، ونحن الأغلبية التى كانت صامتة، ولعلكم فهمتم الآن لماذا كانت صامتة.. وقد كان صمتها رفضا واحتجاجا وغضبا وقرفا..؟!●● ياه.. ظلمونا الذين حكمونا، كل الذين حكمونا.. ظلموا الشعب، وظلموا مصر، وسلبونا أهم حق.. سلبوا منا حقنا فى اختيار مستقبلنا، وسلبوا منا حقنا فى إرادتنا..سلبوا منا حريتنا.. ●● كان يوما ممتعا، وتاريخيا، بحق، وليس مثل تلك الأيام البائدة وتلك الخطب التاريخية المملة..●● عاشت مصر حرة وقوية وجميلة وطيبة..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل