المحتوى الرئيسى

الملتحى والاستفتاء

03/20 09:16

بقلم: عماد الدين حسين 20 مارس 2011 09:11:41 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الملتحى والاستفتاء  مصر تغيرت فعلا.. رأيت ذلك بأم عينى صباح أمس السبت فى المدرسة السنية فى أول شارع خيرت قرب ميدان السيدة زينب وشارع المبتديان.داخل ساحة المدرسة خليط من المواطنين من جميع الأطياف، سيدات مسنات، بنات صغيرات، منتقبات ومحجبات، سافرات، رجال يلبسون البدلة الكاملة، شباب يرتدى البنطلون والقميص، عمال، رجل يعمل فى هيئة النظافة، ترك «المقشة» جانبا، وأخرج بطاقة رقمه القومى واتجه إلى داخل اللجنة.أمين الشرطة يقف على باب المدرسة ومعه جنديان لتأمين المكان، لم يكن هناك ضابط، لم يكن هناك من يأمر وينهى، الجميع كان يبتسم وكأنه ذاهب إلى حفلة عرس.كان عرسا فعلا.. هى المرة الأولى التى أشاهد فيها المصريين مبتسمين ومقبلين بجدية على التصويت على أمر يهم مستقبلهم وهو الاستفتاء على التعديلات الدستورية.أمام اللجنة لم يكن هناك مندوبو المرشحين، أو مندوبو السلطة ليساوموا الناخبين على شراء أصواتهم، لم أر ذلك المشهد المألوف لرجل يمسك بالأوراق المالية فئة العشرين أو الخمسين أو المئة جنيه ليعطيها للناخب.لم يكن هناك أيضا البلطجية الذين يمنعون أنصار المرشح المنافس من الوجود، لم تكن هناك شرطة سرية فى زى مدنى، كى تعتقل أو تهاجم من يتجرأ على قول كلام مخالف لكلام السلطة أو بعض ممثليها.لم أشاهد السيدات خريجى السجون اللاتى كن يتحرشن بالناخبات لإرهابهن.لم أشاهد كبار رجال الأعمال وحيتان الحزب الوطنى وهم يسيرون بصحبة بعض كبار رجال وزارة الداخلية فى موكب لإرهاب المساكين والغلابة وكل من اختار أن ينحاز للشعب، كما لم أشاهد شنطة الانتخابات المتضمنة «سكر وعدس وزيت» وخلافه.دخلت اللجنة، أخذت ورقة الاستفتاء، فوجئت بأنها غير مختومة، دخلت فى جدل مع رئيسة اللجنة التى تعمل فى القضاء الإدارى. قلت لها إن كثيرا من زملائى فى لجان أخرى لاحظوا نفس الشىء.. اقنعتنى بأن الأمر ليس مقصودا وسببه السرعة والاستعجال، وإنها هى بنفسها التى ستفرز كل الأصوات داخل اللجنة. كانت اللجنة هادئة ومنظمة وليس هناك من يتولى «التسويد» فى وضح النهار. قلت «لا» واضحة فى ورقة الاستفتاء ثم طبقتها ووضعتها فى الصندوق، أخذت بطاقتى ووضعت أصبعى فى الحبر الفسفورى ثم خرجت لأجد طوابير من المواطنين تنتظر دورها.وهو الأمر الذى تكرر فى لجان كثيرة شاهدتها بنفسى وحكى عنها زملائى فى معظم أنحاء الجمهورية.وبغض النظر عن نتيجة الاستفتاء، فالمهم أن مصر تحركت أخيرا، واستيقظ المصريون ليصنعوا مستقبلهم بأنفسهم، لن يتركوا أحدا بعد اليوم يختار لهم مصيرهم.الشىء المزعج الوحيد أنه إذا كان البلطجية قد اختفوا من أمام اللجان، فإن هناك من هم أخطر منهم قد ظهروا فى نفس المكان.. شبابا يطلق لحيته يوزع أوراقا تدعو للتصويت بنعم، ويحاول إيقاف الداخلين إلى اللجنة قائلا لهم: «صوتوا بنعم حتى لا يقوموا بإلغاء المادة الثانية المتعلقة بالشريعة الإسلامية».بلطجية «الوطنى» وبعض المرشحين كان أمرهم «هينا» لأن مهمتهم تنتهى بنهاية يوم الانتخابات، أما نوعية هذا «الملتحى» فهى الخطر الذى يهدد مستقبل مصر. لم يقل لنا من هم هؤلاء الذين يريدون إلغاء المادة الثانية، هو يخدع ويبتز البسطاء، يضع الدين فى كفة والسياسة فى كفة أخرى.أمس كان يوما عظيما فى تاريخ مصر.. بغض النظر عن النتيجة، لم يعكر صفوه إلا هذا الملتحى وشعاراته.. نسأل الله اللطف مما هو قادم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل