المحتوى الرئيسى

نصائح زوجة "طلعت روحها" مع زوج صابر وصامد وصامت

03/20 02:15

القاهرة - دار الإعلام العربية "إلى ملهمي الذي كان في كل لحظة وأنا أكتب هذا الكتاب يبتسم، ثم يهز رأسه، ثم يلعن العيشة واللي عايشينها، لك الله يا زوجي العزيز، وجعلك مثالاً حيا للصمود والصبر والصمت على ابتلاء الله". بهذه الكلمات صدرت الكاتبة سهيلة عمر كتابها "طلعت روحي.. يوميات زوجية ساخرة"، الصادر عن دار "دَوِّنْ"، متطرقة إلى المباراة الأزلية بين الرجل والمرأة، ووجهت حديثها أولاً إلى القارئ، الذي شكرته على شرائه الكتاب، مؤكدة أنه بذلك أنقذ أسرتها وأسرته من الضياع العاطفي والتفكك الأسري. وبررت ذلك قائلة: لقد أصبت بإحساس عميق بالفشل في حياتي، وأعتقد أن هناك كثيرات يشاركنني هذا الشعور، لأني تماما كمن رقصت على السلم، لا أنا امرأة عاملة ناجحة، ولا أم جيدة، ولا زوجة متميزة، ولا ربة أسرة نافعة، بالعربي لا أجيد أي شيء، لذلك نبشت في أفكاري عن ما أفعله، وبعد طول تفكير وصلت للنهاية التي وصل إليها زوجي منذ زمن، أنني "زي قِلتي" أي عديمة الجدوى والفائدة"!! وأطلق المأذون صفارة المعاناة وتشير إلى أن المباراة الزوجية، ومعاناة الأزواج تبدأ تحديداً منذ أن يطلق المأذون صفارة البداية بتوقيع عقد الزواج، متطرقة إلى العديد من المواقف التي يتعرض لها الزوج بقصد أو بدون قصد من الزوجة، وكيف لا يكون بمقدوره إزاء كل الكوارث التي ترتكبها زوجته بداية من حرق القميص أثناء كيه، أو ترك اللحم على النار حتى يحترق وتحترق معه أعصابه وحافظته ومعدته، ولا يملك إزاء كل كارثة وكارثة إلا أن يغوص في مقعده أمام التليفزيون صامتا.. وعن كارثة صمت الأزواج تقول: "في الثماني شهور الأولى لزواجنا اكتشفت أن زوجي من الذين لا يحبون الكلام لفترة لا بأس بها حين يستيقظون صباحاً، وأنه أيضاً من هؤلاء الذين حين يعودون إلى البيت ظهراً لتناول الغذاء لا يحبون الكلام أثناء الأكل، بل يفضلون قراءة الصحف أو مشاهدة النشرات المملة، وحين اعترضت لا يرغب في الكلام لا في أثناء الغذاء ولا حتى أثناء العشاء، بعدها يتابع أحد الأفلام، وحينما حاولت التحدث معه اكتشفت أيضاً أنه من الذين لا يحبون الكلام أثناء المشاهدة، باختصار لم يكن زوجي يحب الكلام معي في أي وقت، حتى تيقنت أنه استنفذ كل الكلام خارج المنزل، ولم يترك لي سوى الصمت. كريم في كل شيء إلا عواطفه وتنتقل المباراة الزوجية إلى فصل آخر فتقول: "لا أستطيع أن أنكر عزيزي القارئ أن سي السيد بتاعي من الأزواج الذين يغدقون على أسرهم وزوجاتهم بكل شيء ما عدا التعبير عن العواطف، فمثلاً حين نجلس إلى التليفزيون لنشاهد فيلم من النوع اللي يقطع القلب، أنتظر أن يمسك يدي أو يضع ذراعه حول كتفي، أو يداعب خصلات شعري، أو حتى يمسح الدموع التي تنهمر من عيني، لكن أبداً، يجلس أبو الهول مركزا مع الفيلم وبس، لا أستطيع أن أقول إنه قد تغير، أو أنه كان زمان غير الآن، لا، هو طول عمره يعبر عن عواطفه في صورة أفعال جليلة، وليس عبارات تافهة كما يسميها والتي نسميها نحن معشر النساء كلمات حب، أكيد هناك كثير من المعذبات مثلي، وأكيد كل واحدة قالت لزوجها "أنت ليه مش بتقولي كلام حلو ليه؟ شفت عماد حمدي لما قال: "وأنت أيتها الشمس لا تغربي"، ولا أنطونيو يا عيني لما مستقبله وعمره ضاع علشان كليوباترا، ولا المسكين روميو اللي راح فطيس علشان خاطر حبيبته جولييت وانتحروا الاثنين". فرد زوجي قائلاً: أقولك على فكرة، إيه رأيك لو تنحري الأول، ولما ربنا يسهل أبقى أحصلك؟، يعني بدل ما انتحر أولاً وأنتم تحتاروا من بعدي، لو أنت تعمليها الأول تبقى لطيفة منك، ودلالة على حبك". وهنا قررت أن أبادر بإذابة الثلج، وأأخذ الخطوة الأولى، قمت من مكاني كالفراشة التي تحوم حول الزهرة، وقررت أن أجلس بجواره بزاوية 45 درجة حتى يستطيع أن يلف ذراعه حولي، وهنا علت صرخة مدوية في الحجرة، لم أدر من أين أنت، نظرت حولي، وجدت سي السيد عيناه مفتوحتان تنظران إلى السقف بنظرة فارغة مذهولة، فصرخت في نفسي "مات؟!"، وصحت فيه: مالك يا حبيبي، رد علي؟ فجاءني صوته غاضبا مختنقا وهو يقول "إيه اللي هببتيه ده؟، فسألته على الفور: هببت إيه يا حبيبي؟ فأجاب ساخطاً: كوعك غرز في بطني!وهكذا ضاعت فرصتي في جلسة عاطفية، وضاع آخر أمل، مفيش فايدة ، مش مقسومة لي. قتلتي جوزك ليه؟ وانتهت في مباراتها الزوجية بالتأكيد على أن سي السيد بتاعها غير سي السيد بتاع فيلم "بين القصرين"، فهو بالرغم من كل ما يراه، مسكين في حياته، إلا أنه من النوع المخلص، وإخلاصه ليس نابعاً من شبورة عواطف نحوها، لكن من صفة الإخلاص التي حباه الله بها. وعن المقهى في حياة الرجال تشير إلى أنها أصبحت المنقذ للرجال من زوجاتهم، وفيها يحكي كل منهم للآخر بلوته وكأنها group therapy أي علاج سيكولوجي جماعي، حيث يقوم كل رجل في المجموعة بالفضفضة والتنفيس للآخرين، وهذا ما تحتج عليه بعبارة: "والله ظلم"، مستطردة: الرجل في بلدنا له مكان يسهر فيه مع صحابه ويفضفض ويتنفس ويضحك، ويستطيع أن يعود إلى بيته مستبشر، طاب إحنا معشر النساء نعمل إيه؟ نفضل كاتمين في قلوبنا حتى ينتهي بنا الأمر إلى قسم البوليس، وساعتها يسألنا الضابط: "قتلتي جوزك ليه؟ وعبتيه في أكياس ليه؟".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل