المحتوى الرئيسى

ً صفعة على وجه هذه المرأة .. بقلم:شوقية عروق منصور

03/19 23:31

هيلاري كلنتون الزوجة التي حاولت ان تغطي خيبتها من زوجها الرئيس الذي خانها بالسعي الى احتلال المناصب العليا ، نجحت في ان تكون في دائرة الضوء والقرار والهيمنة والغطرسة وزوجها - الذي كان رئيساً- يحيا في الظل ويتعثر في خطواتها . هناك نساء تشعر حيالهن بالغضب الممزوج بثقل على القلب ، واذا قال العقاد ( ان خير ما في النساء ساعة ضحك) فأن المرأة السوداء "كوندليزا رايس" والمرأة الشقراء "هيلاري كلنتون" قدمتا لنا سنوات من الحزن والهم والتطاول والعبث بالأحلام القومية والرؤية المستقبلية والضحك على جثثنا المشبعة بالفسفور والمشوهة بفضل اسلحتهم ، وجهان لسياسية انتهازية عنصرية دعمت وتدعم الانظمة الدكتاتورية القمعية الظالمة ، لم تمنح الشعوب العربية الا سنوات من الذل والتدمير والانهيار وتأجيج الحقد بين الشعوب والدول وزرع الفتن والحروب الطائفية ، وتقسيم البلدان تحت مسميات الديمقراطية وفرضها بطرق ثعلبية وذئبية وتسيير السفينة العربية على اليابسة . عندما رمى العراقي منتظر الزيدي حذاءه نحو الرئيس الامريكي بوش ولم يصبه ، وتفاداه بوش مندهشاً ومحاولاً قلب الحدث الى موقف مضحك ، وشعرنا انها رمية مذلة لكن موفقة اعلامياً وعالمياً ، بأنها لم تثأر للعراقيين والشعوب العربية ، فقد كان يجب ان يصيبه الحذاء حتى يعرف بوش ان الشعوب وصل بها الكره له ولسياسة الامريكية الى لغة الحذاء ، اللغة البدائية المعبرة بصدق عما يجول في النفس في ظل العجز الإنساني ، البشري امام قدرة اكبر من طاقته . بعدها رأينا الحذاء بعد ذلك وسيلة عالمية للرفض ومؤخراً رأينا كميات من الأحذية تنهال على الشاشة التي يخطب من خلالها الرئيس القذافي. اما هيلاري كلنتون - وزيرة الخارجية الامريكية - فأنها تحمل السياسة الامريكية فوق ملامحها المتعجرفة ، القاسية ، المبطنة بالخبث الذي يتسرب الى الدولة الاسرائيلية نهراً من التفهم والحرص والرعاية وبحوراً من التعاطف والدعم في كافة المجالات واهمها الحربية . هيلاري كلنتون التي كانت تتصرف في حكام الدول العربية كما تتصرف بسلسلة مفاتيح سيارتها ، وزيارتها لأية دولة عربية يصبح حدثاً كبيراً وعظيماً يعيش الحكام على بخور استقبالها وتقديم الهدايا لها ، لم تتوقع ان تثور هذه الشعوب ويتساقط هؤلاء الحكام واحدا وراء الآخر كأحجار الدومينو ، ولم تتوقع ان تجد نفسها في مصيدة وجوه شابة ، جديدة ، تناقشها وتعارضها وتفرض رأيها ، في أسوأ احلامها لم تحلم باللحظة التي يقف فيها الشباب في ميدان التحرير ويرفضون ان تزور الميدان الذي شهد الانتفاضة الشعبية . ان موقف هيلاري والإدارة الأمريكية من الثورة المصرية كان واضحاً بعدم التصديق في البداية والإمساك بطرف ثوب نظام مبارك حتى آخر رمق مباركي ، ونعرف ان الثورة المصرية اربكت الإدارة الأمريكية – بالإضافة الى ثورة تونس وليبيا واليمن والبحرين- ومن يلاحظ ملامح هيلاري كلنتون خلال زيارتها قبل ايام لمصر يجد ان هناك انكساراً في ملامحها وابتسامتها مزيفة وبريقها فيه غيظ وقهر انثوي سياسي ، كانت تحاول الابتسام امام وسائل الاعلام وحرجها بقي متسللاً من نظراتها ، انها لم تعد في هذه اللحظة سيدة البيت ومالكة مفاتيح القرار ، لم تعد تأمر فتجد الرؤوس مطأطئة ، والأكتاف منحنية ، والعيون مغمضة على قناعة ان امريكا الحضن الراعي لمصر وتستطيع امريكا ان تلوك وتمضغ وتبصق الشعب المصري كما يحلو لها ، لأنهم متشبثون بها أليست (ماما امريكا ..!! ). كانت السجاجيد الحمراء والاستقبالات والغرف المغلقة والمؤامرات على المقاومة اللبنانية وعلى تشديد الحصار على غزة وهدم الأنفاق ومراقبة كل رغيف خبز يصل الى غزة والمؤامرة على الشعب العراقي والسوري والسوداني وغيرهم ، عناوين للخنوع والذل والبصم ، جميعها وضعت في رزمة الرفض ، وخرجت الرزمة من بريد "ميدان التحرير" الى هيلاري كلنتون ، بأن الشباب قالوها بصراحة : لا نريد مقابلة هذه المرأة وكانت الصفعة على الوجه الأمريكي ، صفعة لأمرأة تاقت الشعوب العربية لصفعها منذ زمن فهي تلخص السياسة الامريكية نحو الشعوب المقهورة. اظن ان رفض الشباب لزيارة هيلاري كلنتون لميدان "التحرير" قد قام بحمايتها من الآف الاحذية التي كانت ستنهال عليها ، وعندها كان سيفرح بوش لأنه قذف بفردة حذاء واحدة فقط .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل