المحتوى الرئيسى

وجه مسحور ، ورجل ميت .. بقلم د.مازن صافي

03/19 23:17

زارني هاجس غريب قال لي ( أنك ميت ) .. وصحوت من ذعري على ذعر أكبر عندما رأيت اسمي في بريد الجامعة ( مطلوب للعدالة الأمنية ) .. حمدت الله أن تحرك أخيرا هذا البريد من فراغ دام عدة سنوات .. لا خبر واحد عن أي أمنية أتوق لتحقيقها ( لاحظ أهمية التشكيل بين الأَمْنِية والأُمْنِية ) .. تشكيل الناس في ذهنك يجب ألا يكون عفويا أو اعتباطيا أو لمرج المجاملة .. إن القدرة على معرفة الناس أمر لا بد منه لعمل ناجح .. هذا الهاجس كان يحمل وجه رجل مسحور .. مذهول .. مدمن الشعارات والكتابة والفوضى والسفر .. أمسك بيدي وضغط عليها ودفعني للحائط وبملامح غليظة سمعته يصرخ ( بلا اتجاه ) افعل ما آمرك به .. اذهب إلى آخر الدنيا .. ارحل عن هنا .. أنت خطايا تمشي بيننا .. أنت لم تعد صديق .. لم تفهم ( البتة ) ان العمل مع ( التشكيلة الواحدة ) لدى غالبية الناس يقود الى تغيّر في السلوك العادي العفوي .. لأن المرء يجد نفسه بحاجة _ قل ذلك أو كثر _ الى التكيف مع الآخرين ، أو الى الاندماج معهم .. لكنك لا تفهم معنى هذا الكلام .. أنت أيها الرجل المهرب المخبول الضائع أريد أن تموت .. كيف تريد أن تموت .. قهراً أم انتظارا بلا هدف .. ما زال هناك آلاف الأيام كي تفهم ( أي نعمة أنا عليك ) .. لم تحاول مرة واحدة أن تمارس التقارب على الأقل ( بيننا ) .. تدعي أنني سببت لك الهلاك والخوف والبكاء وفجرت فيك الدموع المالحة .. أنت أيها الرجل ( التافه ) المزحوم بالجنون والحب والأحلام الوردية .. ليس ذنبي أنك تبني بيتا أكبر من مساحة ( ما بين حاجبيك ) .. كيف أرغمك أن تدرك أن هذا السلوك غالبا ، مع الأسف يؤدي الى ضياع قسم كبير من الوقت .. لماذا لا تؤمن أن الناس غالبا ما يغيرون آراءهم بناء على رأي الأكثرية .. ونحن الأكثرية .. أنا ( أبوك ) .. وهذه ( أمك ) .. وكل الأمهات لا يمنعن أنفسهن من الموت تحت أقدام أطفالهن .. وأنت الطفل المدلل .. سترهقك أمك بلا فائدة .. جميل جدا أن أكون سببا في ( راحة الجميع منك ) .. ومع أنني ( أبوك ) إلا أنه مكتوب على جبيني أن أكون ( أمك وأبوك ) .. لماذا تنسى دائما أن أمك ( قد ماتت ) منذ زمن بعيد .. يمكنك تغيير هذا .. ولكن كيف .. أن تكون فوضويا أكثر .. عاقا أكثر .. ربما تحترق كما براكين الأرض .. لكنك ستموت في النهاية ( وهو المطلوب ) .. ألم أقل لك ( أنك ميت ) .. الوقت مفتوح لك الان لكي تمارس الفوضى التي تحب .. والجنوب الذي تعشق .. والضياع الذي تفقأ به ( عيونك ) .. اسمع .. سأغادر حلمك اليوم .. وأترك في بريدك رسالة إضافية .. لا تفتحها قبل مرور موكب الربيع .. هناك قناعة مسبقة واسعة الانتشار وهي أن المظهر الجسدي لدى الإنسان يسمح باستنتاج بعض طباعه ... هذه حقيقة .. وأنا شاهدتك اليوم ( نظيفا معطرا ) .. في الواقع ليس الإنسان الضخم قويا دوما وأن الصغير غير ضعيف دائما ، وليس كل جميل غبيا أيضا ... وليس كل ميت ميت .. فهناك من لا يموتون .. لأنهم يتركون رسائلهم تمر عبر كل الأجيال .. إن استطعت ذلك .. فأنت محال أن تموت في ذاكرة الناس .. تصالح مع نفسك ولا تنقسم على ذلك واعرف حدودك و لا تنفض غبارك مرة واحدة ولا تستفزك الألوان . http://mazensafi.blogspot.com/

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل