في المقطم والبساتين والخليفة وعابدين: مئات الآلاف احتشدوا في "طوابير السعادة " ليبنوا أول صروح ثورة 25 يناير الديمقراطية
في مشهد حضاري غير مسبوق في تاريخ مصر السياسي ، ادلي مئات الالاف بأصواتهم في دوائر المقطم والخليفة والبساتين وعابدين في الاستفتاء الذي جري امس علي التعديلات الدستورية ، وتدفق الاف الناخبين علي مقار لجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهم منذ الصباح الباكر، واصطفوا في طوابير لساعات حتي قبل أن تفتح مراكز الاقتراع ابوابها في الثامنة من صباح امس، لكن ربما تكون هذه هي المرة الأولي التي يقف فيها المصريون في طوابير وهم سعداء.ورصدت "الأخبار" سير الاستفتاء في الدوائر الاربع ، حيث بدا الحرص الشديد من جانب جموع الناخبين علي الادلاء بأصواتهم ، وهو المشهد الذي يتنافي تماما مع ما كانت تشهده مراكز الاقتراع فيما سبق من استفتاءات وانتخابات..وفي الوقت الذي استخدمت فيه جماعة "الإخوان المسلمين" اللافتات التي تدعو المواطنين الي الموافقة علي التعديلات الدستورية ، وانتشرت تلك اللافتات بكثافة في عدد من الميادين العامة ، وفي محيط المساجد ، اعتمد انصار رفض التعديلات علي الحوار المباشر ودعوة الناخبين للتصويت ب"لا".ففي دائرة المقطم ، احتشد الالاف من الثامنة صباحا أمام مقر لجنتي الاقتراع بالمنطقة ومقرهما مدرسة المقطم الثانوية للبنين ، والشيماء الاعدادية للبنات ، وامتدت طوابير امام مركز اقتراع مدرسة المقطم لأكثر من 500 متر، ورغم ارتفاع درجة الحرارة ، واضطرار الناخبين الي الانتظار لعدة ساعات ، الا انهم أصروا علي الادلاء بأصواتهم ، وتحولت الطوابير الممتدة امام لجنتي الاقتراع الي منتديات للحوار بين المؤيدين والرافضين للتعديلات الدستورية .ونظم الشباب والفتيات لجانا شعبية قامت بارشاد المواطنين لمقار الاقتراع ، بالاضافة الي المساهمة في تنظيم الصفوف التي كانت غاية في الانضباط .وفي دائرتي البساتين والخليفة وهما من المناطق الشعبية لم يختلف المشهد كثيرا ، وكان الزحام امام اللجان هو القاسم المشترك ، وتكدس مئات الناخبين داخل أفنية المدارس التي يجري التصويت بها انتظارا لإدلاء بأصواتهم ، وشكا عدد كبير من الناخبين من الزحام وبخاصة في منطقة الامام الشافعي والتونسي ، والتي لا يوجد بها سوي مركز اقتراع واحد فقط بمقر مدرسة الامام الشافعي الاعدادية للبنين والتي يوجد بها ثمانية صناديق اقتراع . وفي منطقة عابدين وعلي بعد خطوات من المقر الرسمي للرئاسة (قصر عابدين) احتشد الالاف حتي قبل بدء عمليات التصويت في الثامنة صباحا ، وامتدت طوابير الناخبين من داخل مدرسة فتحية بهيج الاعدادية واصطف الناخبون بطول شارع جواد حسني ، كما احتشد الناخبون بفناء مدرسة الفلكي الاعدادية واضطر شباب المنطقة الي تنظيم مجموعات منهم لمساعدة الناخبين دون حدوث تكدس ، وتكرر المشهد في اللجان السبع الاخري بمنطقة عابدين .
Comments