المحتوى الرئيسى

ما ابلغ الحكام الطغاة تحاضرا عن الحرية والمساواة بقلم:

03/19 22:22

ما اكثر الابالسة والشياطين بين بني اليشر بالذات فمن وجوههم تعلمهم ومن عيونهم تدركهم ومن اعمالهم تكتشفهم تراهم وهم يحاضرون عن التقوى والفضيلة وايتاء الخير والفلاح وعن تقديم الارشاد والنصائح وحث غيرهم من الناس على اقامة العدل وتفعيل الحب والمساواة وكثير من حكامنا العرب منهم هذا افتراض لكنه يقوم على الحقائق التي تؤكدها هذه الايام الدموية السوداءمن تاريخ شعوبنا العربية المكلل بالسواد فالشيطان بالمفهوم الصحيح هو الانسان في حال تنكره لانسانيته المرتقية بالمحبة والخير والاخاء هذه حقيقة حية ومشاهدة ومعاشة لاتحتاج الى تفسير من مستشار اسنانه كالمنشار او من خبير بطنه كالزير لكن العامة من اهل الشعوذة والسحر وادعياء الدين والفكريقومون بتصويره باشكال مرعبة للتنفير منه وتلعينه او لاتقاءا ضراره واخطاره وقد يكون فيهم من يلعن نفسه بنفسه دون ان يدري وربما يدري بانه هو الشيطان في زي انسان وكثيرا ما تحدثنا الاساطير وينقل الى مسامعنا الرواة عبر الحكايات والتاريخ الجلي والمعاصر والحديث كما كبيرا من الاخبار عن الطغاة والبغاة والجبابرة وعن جرائمهم ومفاسدهم التي ملأت الافاق وازكمت روائحها انوف الشرفاء فكم من طاغ دمر بلاده وقتل شعبه واستدعى الاعداء لاستعمار وطنه كما هي احوال معظم حكامنا في هذه الايام الدموية التي تعيشها العديد من اقطارنا العربية المنتفضة على الفساد والطغيان ومع ان هؤلا الطواغيت الوالغين بالدم والقتل واسالة دماء مواطنيهم وكثير من حكامنا ينتمون اليهم من خلال ما يمارسونه من ارهاب وظلم وفساد تحت شعارات العدل والديموقراطية والحريات وغالبا ما نشاهدهم ذاتيا اوعبرا لقنوات والمحطات وبالمناسبات ومن اعينهم تتدحرج الدموع من شدة تقواهم وايمانهم ومحبتهم لشعوبهم دون خجل من انفسهم ومن السامعين والمشاهدين من مواطنيهم والناس الاخرين هكذا هو حال الطغاة البغاة وكثير من حكامنا منهم يقتلون مواطنيهم ويمشون في جنائزهم ويقولون فيهم كلمة عزاء وغالبا ما نراهم يلطمون على خدودهم وصدورهم اسفا وحزنا عليهم ولكم تحدث مثل تلك الجرائم خصوصا بين رفاق الدرب وزملاء الحزب والمذهب والدين عندما تتصارع المصالح ويتوقف الحوار يصبح اللجؤ الى الغدر والقتل والدم الطريق الوحيد للتفرد بالسلطة أي كانت مسمياتها كما هو حاصل الآن ومن زمان في بلادنا العربية الكلية كما ان كثيرين من الناس يحاضرون ساعات طوال عن الدين او القومية او الوطنية والاخلاق الفاضلة لكن قلة قليلة من هؤلا المحاضرين صادقون فيما يحاضرون جزئيا وليس كليا وكثيرون ايضا من الذين نراهم يزينون صدورهم بالاوسمة العسكرية والمدنية ويؤللون اسماءهم بأل التعريف العربية ويطرزونها احيانا بآل التعريق والتفريق العائلية والقبلية للدلالة على ارتفاع مكانتهم الاجتماعية وعلى علو كعبهم الذي لا يزيد على علو كعب غزال شارد في الصحارى والقيعان والجميع لا يمتون بصلة الى ما يزينون صدورهم ويؤللون او يعرقون وها الامر يقودنا الى طرح السؤال: هل كتب على شعوبنا العربية المذلة والهوان والخسران ليتحكم في مصيرها الطغاة البغاة من الحكام كما نحن عليه الآن؟ هل نحن شعوب عاقرة من الرجال الشرفاء والاحرار لا تنجب ومن غير عسار سوى الظالمين والمهووسين بحب السلطة والسلطان والذهب الرنان؟ الم تكن شعوبنا او بعض منها هادية للشعوب وصانعة للتاريخ ومهبطا للوحي وباعثة للرسل والانبياء؟ اذن ماذا حل بها؟ وماذا اصابها من علل وامراض؟ ولماذا هي في هذه الاحوال من الضعف والانخذال؟ اين هم قادتها الغيارى ؟ هل هم سكارى ؟ ام هم في سبات عميق؟ام انهم طرش لا يسمعون او عمي لا يبصرون او خرس لايتكلمون اوعجز مقعدون لا يتحركون؟ فلماذا كلما تنهض شعوبنا قليلا ياتي واحد منها فيدمرها تدميرا ويستدعي الاعداء اليها كما نحن عليه الآن؟ انها لمهزلة تستحق ان تدفن في اعماق مزبلة ان تبقى احوالنا غارقة في اوحال افعال حكامنا؟ حقا ما ابلغ الحكام الطغاة تحاضرا عن الحرية والمساواة فيا للعيب وما اكثر عيوب حكامنا واولي الامر فينا فيصل حامد كاتب وناقد صحفي سوري (مقيم) بالكويت [email protected]

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل