المحتوى الرئيسى

سنة أولى استفتاء

03/19 19:49

بقلم: أيمن بدره 19 مارس 2011 07:30:11 م بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; سنة أولى استفتاء  لأول مرة أدخل مدرسة الاختيار في الحياة الدستورية .. كنت حريصا في بداية عامي الدراسي الأول أن أكون حاضرا.. مع جيل الشباب الذي أعاد افتتاح هذه المدرسة بعد حوالي 60 عاما كانت هذه المدرسة لا تعمل.أبناء جيلي من مواليد الستينيات لم يدخلوا هذه المدرسة من قبل لأن ثورة 1952 أغلقتها بالضبة والمفتاح واعتبرت هذه الدراسة رجس من عمل الشيطان..ومع تعاقب الأجيال أصبح لدى الكثيرين أمية في الدستور والديمقراطية والمشاركة الوطنية غير المباريات الرياضية وكان لدى البعض قناعة من أنه لا طائل من المشاركة السياسية غير البهدلة والعوائد غير مجدية وغير مضمونة..وأن كانت بعض المساهمات والمناوشات السياسية ازدادت في السنوات الماضية..ولكنها كانت قاصرة على أعداد محدودة.وبعد ثورة 25 يناير تم رسميا افتتاح مدرسة الديمقراطية وحرية الاختيار بإرادة شعبية وتنفيذ وإشراف السلطة العسكرية الحاكمة وفرضت علينا هذه الدراسة الجديدة أن ندخل ولأول مرة في مناقشات مع أبنائي وزوجتي حول تعديلات الدستور وجدواها من عدمه وتداعيات المرحلة التي تفرضها علينا ومدى موائمتها لمتطلباتنا وتوجهاتنا.كانت هذه المناقشات الدائرة في كل مكان تحمل الكثير من التطوير في العقلية المصرية على قدر صعوبة منهج الدستور على الملايين إلا أن الفاعلية في المشاركة تستحق التحية لأن الذين يعانون الآن من صعوبات في الاستيعاب الصحيح لهذا المنهج سيتطور مستواهم إلي الأفضل مع استمرارهم في الدراسة الديمقراطية شريطة أن يكونوا قادرين على تحمل مسئوليتها.شروط الاستمرار في هذه المدرسة بنجاح أن يكون الطالب مستعد لقبول كل الآراء واحترام الأخر وأن نلغي من قاموسنا كل معاني التشدد والعصبية ومن يتصورون أنهم امتلكوا ناصية العلم والمعرفة وأنه لا أحد غيرهم يفهم.. إذا ظهرت هذه الآفات سيكون الرسوب نصيبنا جميعا.في سنة أولى استفتاء وديمقراطية كانت الأجواء جميلة لأول مرة في عمري أرى هذه الحشود الكبيرة من الشباب الذين يصرون على المشاركة.. لا فارق بين مسلم ومسيحي .. لا اختلافات بين من سيصوتون لإقرار التعديلات ومن سيرفضونها .. كان المشهد أشبه بحالة كل المصريين حينما يتحدون لنصرة بلدهم في مباراة دولية كلهم جاءوا من أجل مصر ..ولذلك بدت الصورة مشرقة زاهية بألوان الحرية وترفرف عليها أرواح الشهداء الأبرار.المباريات المقبلة في ملعب الديمقراطية أصعب وأشد حساسية لأن المنافسة ستنتقل إلي مقاعد مجلس الشعب ولكل مرشح مؤيديه ولكل منهم أساليبه في تحقيق الفوز وربما يستخدم البعض العنف أو الإغراءات المادية والمعنوية و المنافسة على مقعد الرئاسة وهنا سيكون لها أبعاد كثيرة وتدخلات من هنا وهناك وتيارات متعارضة ومتضاربة ولذلك سيكون من الضروري أن لا نتصور أن الصورة الحالية ستظل على رونقها وبهائها وأن نحاول من الآن أن نقلص إلي أقصى مدي الدوافع التي تساهم في إعلاء هذه الحساسية وأن لا نوفر لها البيئة التي تساهم في تزكيتها وإلا سيبقى الشغب والعنف وهذا ما قد يحجم من القبول في مدرسة الديمقراطية في الفترة المقبلة .نريد أن نحفز الناس على الإقبال على المدرسة الديمقراطية وهو ما يحتاج إلي مجهود كبير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل