المحتوى الرئيسى

ليالي المحروسة - مصر اليوم .. في عيد للديمقراطية

03/19 14:22

اليوم.. يتوجه ملايين المصريين إلي لجان الاستفتاء ليقولوا كلمتهم في التعديلات الدستورية.ومن المؤكد.. أنها المرة الأولي منذ عام 1952 التي يقف فيها "المواطن" أمام الصناديق وهو لا يعرف النتيجة مسبقاً أو ما سيسفر عنه الاقتراع.من هنا.. أصبح للصوت قيمة.ومن هنا أيضاً.. أصبح لزاماً علي كل مواطن أن يقول كلمته التي يؤمن بها فعلاً ويرضي بها ضميره ويحدد من خلالها مصير الوطن ومصيره هو شخصياً.لا يهم أبداً ماذا تكون هذه الكلمة.. فسواء قال "نعم" أو "لا".. فيكفيه ويكفينا انه مواطن إيجابي وشارك في صنع المستقبل.إن الصوت أمانة.. وواجب علي كل منا دستورياً وقانونياً ودينياً أن يرعي هذه الأمانة ولا يتقاعس عن أدائها.مصر اليوم.. في عقلك وقلبك وضميرك.. تستجير بك فأجرها. وتستنصرك فانصرها.. ولا تتقاعس عن ذلك أبداً.. مصر اليوم في عيد للديمقراطية.. احتفل معها به.دعونا لا نتحدث اليوم عن "الماضي".. نعم "الماضي".. فما كان قبل 25 يناير أصبح من الماضي ولن يعود ولنضع نقطة ونبدأ من أول السطر.قد يقول لي قائل: هذا الكلام كنا نسمعه في كل انتخابات واستفتاءات.. فما الجديد؟وأرد عليه: لا.. الناس تغيروا فعلاً.. فكراً وسلوكاً وقناعة ورد فعل.اليوم.. لن يسمح أحد بتزوير إرادة الأمة.اليوم.. لا يوجد أحد لديه مصلحة في هذا التزوير.اليوم.. كل خطوة تحت إشراف قضائي كامل وتحت حراسة الجيش والشرطة.. والكل متضامن لأن يكون الاستفتاء عرساً للديمقراطية.. بمنتهي الشفافية وبدون أي تزوير.ما المصلحة التي ستعود علي القضاة أو الجيش أو الشرطة أو الحكومة.. إذا قال الشعب نعم أو لا؟لا مصلحة.. إذا قال "نعم".. فخير وبركة وستتوالي الخطوات الديمقراطية بعد ذلك من انتخابات برلمانية ثم رئاسية وتتشكل الدولة الحديثة كما يجب أن تكون.هناك تخوفات مشروعة إذا قال المواطن "نعم".. البعض يقول إن ذلك يقفز بالإخوان وفلول النظام السابق إلي البرلمان وسدة الحكم. والبعض الآخر يقول إن هذا إجحاف بالشباب الذين فجروا ثورة 25 يناير إذ لن يكون لهم دور في المرحلة الحالية. وبعض آخر يقول إن الأحزاب القائمة لن تأخذ فرصتها كاملة في هذه الفترة الضيقة.وهناك أيضاً ردود منطقية سمعناها علي هذه التخوفات وإن كان بعضها متعارضا أحيانا:* رد يقول إنه يجوز فعلاً وصول الإخوان وفلول النظام السابق باعتبارهما الأكثر تنظيما وتواجدا بالشارع والتحاما بالجماهير.* ورد آخر يفند ذلك ويؤكد انه غير صحيح وان جميع الأحزاب والقوي السياسية أصبحت سواء حيث عادت إلي المربع "صفر".. وان الفرص أمامها متساوية في العهد الجديد.* ورد ثالث يشير إلي أن الشباب يمكن ـ في هذه المرحلة ـ أن يتقدموا الصفوف من خلال الأحزاب القائمة أو فرادي.* ورد رابع يؤكد ان الأحزاب القائمة موجودة علي الساحة منذ عقود ولم تفعل شيئا فهل تفعل خلال سنة مثلاً.. بل ان أحد القراء اتصل بي وحلف بالطلاق ان تلك الأحزاب مجتمعة لن تفعل شيئاً ولو أخذت فرصة عشر سنوات وليس سنة.. وأكد لي انها تريد تعطيل البلد لأنها غير قادرة علي صنع شيء.هذه مجرد ردود لا دخل لي بها ولكنها في عقل وضمير البعض رغم التأكيد علي شفافية الانتخابات وعدم تزويرها بما يتيح في النهاية قيام "دولة" بمعني الكلمة تدور فيها عجلة الإنتاج.وإذا قال المواطن "لا".. فخير وبركة أيضاً.. وهناك سيناريوهات كثيرة بديلة.. فقد يستمر المجلس الأعلي للقوات المسلحة وحكومة د. عصام شرف "الوضع الحالي". أو يكون هناك مجلس رئاسي "كما يطالب البعض" لمدة سنة أو أكثر ويتم ـ خلال فترة بقاء أي من الخيارين ـ إعداد دستور جديد بالكامل ثم يطرح في حوار مجتمعي يعقبه استفتاء فإذا تمت الموافقة عليه كان بها وإذا رفض وضعنا نقطة وبدأنا من أول السطر من جديد.. بمدة جديدة.. وهكذا.من المؤكد أن هذه السيناريوهات لها تبعات كثيرة ومشاكل أكثر في كافة مناحي الحياة.. لكن المشكلة الأخطر كما أراها ويراها الكثيرون غيري هي مشكلة اقتصادية في المقام الأول.. فلا دولة بدون اقتصاد.. إذ إن مصر لن تأتيها استثمارات ولن تقوم بها مشروعات فرأس المال جبان لا يتواجد أبداً في المناطق الساخنـة أوالمتوترة. ولن يتم تحصيل ضرائب أو جمـارك أو فواتير متأخرة أو حتي حالة. ولن يفد إلينا سياح نظراً لعدم وجود استقرار بالبلاد وعدم وضوح الرؤية فيها. ولن يكون هناك تصدير خاصة البترول.. وفي نفس الوقت لن تتحمل الخزانة العامة أي أعباء بدون موارد حقيقية ناهيك عن المطالب الفئوية التي زادت عن الحد وستخلو الأسواق من السلع الرئيسية وبالتالي أيضاً لن يتحمل المواطن هذه التبعات الخانقة كثيراً.. ومن هنا ستكون الحياة.. ليست حياة أبداً.أنا هنا.. لا أذكر "فزاعة" جديدة. وليس معني كلامي هذا ضرورة أن يقول الناس "نعم".. فذلك لم يخطر ببالي مطلقاً.. فقط أضع الواقع أمام الجميع وأبث خواطر ومخاوف جالت بذهني ومن المؤكد انها تجول في ذهن الملايين.. أنا أفصحت عنها وغيري يكتمها بين ضلوعـه ويخشـي البوح بها.. خوفا أو غرضا.* * *أتمني ألا تكون المخاوف والخواطر صحيحة لأن الثمن سيكون فادحا إذا صدقت.. ولكن لابد أن نضعها في الحسبان ولا نتجاهلها.. فمصيبتنا اننا عشنا زمناً كنا نتجاهل فيه أمورا خطيرة اهمالا أو تواكلا وليس توكلا علي الله الذي يستند إلي قاعدة راسخة تقول "اعقلها وتوكل".. أي نأخذ بالأسباب ثم نتوكل وكانت نتيجة هذا التواكل وبالا علينا في مناح كثيرة ليس هذا مجال عرضها.المهم.. والمهم جداً اليوم.. أن يتوجه الجميع إلي صناديق الاستفتاء.. أن تكون لدينا قناعة وإيمان وقرار بداخلنا سواء كان التأييد أو الرفض ونحن متأكدون ان النتيجة في علم الغيب ولن يتم تزوير إرادتنا بأي شكل من الأشكال.الأهم.. أن نتحمل نتائج القناعة والايمان والقرار بخيرها وشرها لأنها من صنع أيدينا نحن.. فلا وجود الآن لمهندس العمليات القذرة أحمد عز.. ولن يستنسخ أحد من قيادات الحزب الوطني.نريد أن يمر اليوم كشاهد إثبات علي اننا شعب محترم وعريق وديمقراطي فعلا.لا أحد من حقه أن يؤثر علي الآخر.. فقد انتهي زمن فرض الرأي بالقوة أو بالمال.. وأصبح كل مواطن حرا في خياراته بما يمليه عليه ضميره.أنت وضميرك أمام الصندوق.. ومعك الله.فقط.. ضع مصر.. بين عينيك.. وفي قلبك.. واجعل اليوم ـ كما بدأت ـ عيدا للديمقراطية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل