المحتوى الرئيسى

العجب كل العجب في المماليك العرب بقلم:عبدالوهاب محمد الجبوري

03/18 20:46

العجب كل العجب في المماليك العرب عبدالوهاب محمد الجبوري أسافر في الزمان وغربتي عجب .. أتوسّد الحرمان ، والدهر أوجعني بسيف الأسى لما ضرب .. أمضي في رحلة الليل ، أبحث عن لوني بين الرماد والدخان ، يُرتق حزني الوالد الكوكب ، وأصيح .. عراق .. عراق ياعرب ... أغواني وشاح الشمس فأرتديته عشقا ، أعيذه من شرّ كل حاسد أو كذاب إذا كذب .. سطور أرهقها الصمت الظمآن ، والمماليك العرب بين ذؤبان وحملان ، يطيلون السكوت كالأموات ، ومدينتي تبحث عن مسافات ، تمتص نزيف النهارات .. تحمل تواريخها الحزينة نواحات أيامى وثكالى فانحنت أمامها جميع اليمامات ... مضت ثمان مرهقات وغدا وطني حقيبة ذكريات ، أضرموا الجور بين أهله فباتوا بين نفّاخ ومحتطب .. مضت ثمان مرهقات وغدا وطني ليالي نكبات تحمل صلبانها قمحا نديا ودما أخضر ، وأنا أحفر قبرا فوق قبر وأمسح جرحا بعد جرح وأحمل نديا فوق ندب ... أسافر في الزمان وغربتي عجب .. العجب كل العجب في المماليك العرب .. أسلمونا قططا عمياء تحبو ، دونما زاد بلا ظل ماء .. أورثونا أشجارا متقاعدة منذ آلاف الحسرات ، وحسبنا بيارقا نتحدى الحتوف ، نلقي على كل الربوع شموسنا ، نشقّ سجوف المدلهمات ، فكلمّا سُعّرت حملنا لظاها وأدّرانا سهامَهن أدّراء .. قدرنا أن نرود كل فجاج موحشات ونرتقي العلياء .. العجب كل العجب في المماليك العرب .. دنّسوا بحر موسى وخليج الأنساب ، ولم يبقَ للحيتان وغربان الضباب سوى أشجار التين المثقلة بالعصافير ودمنا الراحل إلى الموت ، والبلح ينوء بالرصاصات الخرقاء ، لكننا نقطع الشوط لا نبالي إذا ما هبّت الريح زعزعا أم رخاء ... الجراحات كثيرة وأنياب الذئاب المغروسة فينا ، وليالي العهر وشمٌ ، واصطياد الرياء يتوارى خلف التماثيل الأجيرة .. أي ويل للمماليك العرب ، يوقدون النار في سنابلنا من غير حطب ... ألا يعلمون بان السجون التي يملئون تضيق لتمتد سعيرا يلاحقهم في كل درب .. وان الدماء التي يسفكون ستنقضّ يوما عن غضبة زمهريرا ، وأنهم المغرقون في سورة الغضب .. ألا يعلمون بان القبور التي يحفرون ستكتظ بأرجاسهم وان الرصاص الذي يطلقون سيرتد في عدّ أعناقهم ، وان الحبال التي يُلوحون سنرقى بها ، سنسمو بها ، ستسمو بنا نحو آمالنا جسورا تمتد إلى المدى الأرحب .. العجب كل العجب في المماليك العرب ...

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل