المحتوى الرئيسى

هل بدأ الحل الفلسطيني على حساب الخلاف العربي ؟ بقلم الإعلامي عماد العيسى

03/18 20:46

هل بدأ الحل الفسطيني على حساب الخلاف العربي ؟…بقلم الإعلامي عماد العيسى الخلاف الفلسطيني الفلسطيني ليس بموضوع جديد , فهو موجود منذ ان انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة , هذه الثورة التي انطلقت منذ اربعة عقود واكثر, والتي شهدت خلافات او انقسامات عديدة , تمثلت بخلافات سياسية عنيفة , بل اكثر من هذا فلقد كان الدم الفلسطيني فيها مباحا , والمشكلة كانت في ذلك الوقت ان اكثر القوى الفلسطينية والمتمثلة بمنظمة التحرير كانت خارج الاراضي الفلسطينية واكثر الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير في ذلك الوقت مدعومة من عدة دول عربية , ومن هنا فإن الخلافات العربية العربية كانت تنعكس على الواقع الفلسطيني ايضا بل وألعن من هذا يتطور الى خلافات عسكرية , وتصفية جسدية . اما اليوم فالانقسام الفلسطيني الفلسطيني الحاصل منذ ثلاث سنوات وتحديدا , منذ حزيران (يونيو) 2007 ، حين سيطرت حركة حماس على قطاع غزة بالقوة العسكرية ، هذا الانقسام يفرض كثيرا من التساؤلات حول حقيقته ، وخصوصا أنه ما يزال يُتعامل معه من قبل العالم على أنه انقسام سياسي رغم ان هذا الانقسام كان غالي الثمن . ولكن في هذه الايام نتذكر محاولات المصالحة التي كانت ايجابية حينآ وسلبية احيانآ وخاصة مع ما جرى في ميدان التحرير , فمصر العروبة كانت المسيطر الاول والاخير على الملف الفلسطيني لعدة اسباب , من اهمها ان المعبر الوحيد لقطاع غزة هو مع جمهورية مصر العربية . لذلك كان هناك حرص شديد من كل القوى الفلسطينية على ان مصر هي المسؤولة عن هذا الملف . وكل الامآل معقودة على تغيير هذا النظام , هذا النظام الذي اغلق فوق الارض وتحت الارض , وامسك بورقة المصالحة الفلسطينية والتي كانت قيد الانجاز لولا الشروط الامريكية التي وضعت وتمسك بها النظام المصري الشعب الفلسطيني يعلق آمال كبيرة على سقوط نظام حسني مبارك , وهي في الحقيقة نفس الآمال لدى الشعب المصري ، ولسوء الطالع عند المراهنين على نظام حسني مبارك فأن هذا النظام وعندما سقط ، سقطت معه كل الاوراق الخبيثة وهي الاوراق التي كان يتمتع ويتمسك بها النظام المباركي ، وهي اوراق كانت تتكفل دائمآ بشروط التعطيل لأي اتفاق فلسطيني فلسطيني ، وبألتالي فعند سقوط هذا النظام فهو يعني سقوط للشروط الاسرائيلية والامريكية , وهي الشروط التي كانت في الحقيقة تتكفل بتعطيل أي اتفاق وطبعآ عن طريق عمر سليمان وبأوامر من معلمه حسني مبارك ، ومن المؤكد ان الشروط الخارجية سقطت بما فيها شروط الرباعية الدولية وهي ليست ببعيدة عن الشروط الاسرائيلية والامريكية ، ومن هذا المنطق وهذه الحقيقة أصبح الفلسطينيون أحراراً في التصرف والنقاش الداخلي الفلسطيني الغير مرتهن للخارج ، ويمكن عندها البحث عن حلول للمشاكل الداخلية الفلسطينية ، وهذا يضع الشعب الفلسطيني على السكة الصحيحة لانهاء كل هذا التشرذم الحالي ، بعد كل ذلك فأن الشعب الفلسطيني وقيادته تنظر بعين الرضى عما جرى من تحول مثير ورائع في مصر العروبة , وهم بأنتظار اخوتهم في ارض الكنانة ليكونوا الراعي النزيه لأي اتفاق فلسطيني , وبعيد عن الفيتو الاوروبي والاسرائيلي والامريكي حكمآ , عندها تصبح الطريق إلى الوحدة الفلسطينية معبدة بشكل صحيح ، وتصبح المصالحة الفلسطينية الفلسطينية ميسرةً وسهلة ، وتتلاشى العقبات التي تم وضعها بالسابق ، وتذوب الثلوج المتراكمة ويظهر التراب الفلسطيني الأصيل ، وتختفي الخلافات المصطنعة ، ويعود البريق الوهاج إلى القضية الفلسطينية، بعد أن تتحد كل القوى في بوتقة المقاومة ان كانت سياسية أو عسكرية وكل يكمل الآخر ، وتتفق كل الفصائل ، وتتآلف الجهود ، فيكون ميدان التحرير بصدقٍ هو بوابة الاتفاق الفلسطيني المنشود لدى الشعب الفلسطيني اولاً وكل احرار العالم ثانيآ . وكلنا امل أن تستكمل المبادرة الاخيرة المطروحة من قبل حركة حماس والمرحب بها من قبل الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس …… بنفس الوقت نتطلع أن تنتهي الفوضى الخلاقة في الوطن العربي الكبير , لا الشرق الاوسط الكبير , ان كان في ليبيا او في اليمن او في البحرين وهي الدول المشتعلة حاليآ , ونتمنى أن تنتهي المجازر التي ترتكب هناك . مع ملاحظة مهمة على هذا الصعيد وهو ما يجري في البحرين , فكلنا يعرف أن الوضع في البحرين له شأن خاص , عن ما يجري في باقي الدول لأن الموضوع المذهبي هو الذي يطغى على الوضع هناك والخوف كل الخوف أن تمتد هذه الخلافات لا سمح الله الى باقي الدول العربية والاسلامية ، ناهيك عن الدولة الام والمدافع الاول عن المذهب الشيعي الا وهي ايران , والسعودية وشرقها ليس ببعيد اضافة الى العراق والكويت وبعض الدول الخليجية , والمصيبة الكبرى هي لبنان وخاصة أن الوضع حساس بشكل كبير وتحديدآ بعد الانقسام اللبناني اللبناني , وظهور الانقسام المذهبي العميق , وهنا يجب أن لا ننسى قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري واتهام حزب الله الشيعي بقتل الرئيس السني وهذا ما يعمل عليه الغرب ليل نهار , وذلك من خلال المحكمة الدولية وما يتمخض عنها , وعلى ما اعتقد واتمنى أن أكون مخطئاً أن الأرضية الحقيقية للفتنة السنية الشيعية , أصبحت متوفرة وجاهزة وهي بحاجة لمن يشعل الفتيل الاول وبهذا الصدد أخشى أن يكون رأس هذا الفتيل قد تم اشعاله من دوار اللؤلؤة في البحرين . عماد العيسى : اعلامي [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل