المحتوى الرئيسى

نريد حبوب الهلوسة لنفهم من سيحقق أهداف الثورة !بقلم:د.محجوب احمد قاهري

03/18 20:21

شكرا للعقيد معمر القذافي الذي كشف لنا السر لثورة شعب ليبيا, إن هذا الشعب الجبار يستعمل حبوب الهلوسة التي مكنته من فهم طبيعة نظام قائده بعد أكثر من أربعين سنة, وقبل هذه الثورة لم يكن أي ليبي يعرف هذه الحبوب, لذلك ظل تحت وطأة الظلم والقمع والقهر والتفقير بالرغم من وقوفه على بحر من الذهب الأسود. وهكذا الأمر بالنسبة لهذه التي تسمى الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة, والتي كانت تسمى لجنة الإصلاح السياسي, كأنها قدرا وفرضا لا يجب مناقشته أو السؤال عن كنهه, عن آلية اختيار أعضاءه, ومن اختارهم, ولماذا يقصى البعض؟ عندما طالب الناس عن إجابات واضحة, خرج علينا من كانوا نكرة ومن كانوا صامتين أمام نظام بن علي, ليجيبوا وكأنهم أسياد الثورة و مؤطريها وهم الضامنون لتحقيق أهدافها, وهو لم يشاركوا أصلا في فصول الثورة ! وكم من حبوب هلوسة- على حد قول القذافي- يلزمنا كي نفهم كل هذه الاستفسارات؟ جاءنا الباجي قائد السبسي, وفي أول خطاب له, وقال نحن خير من سيحمي الثورة, وقالت لجنة حماية الثورة نحن من سيحمي الثورة, وقالت مجموعة 14 يناير بل نحن الحامون للثورة وتبعهم آخرون كثر.. وصدقنا الجميع بدون استثناء, لأننا وبكل بساطة متعطشون لنجاح ثورة تاريخية بكل المقاييس. ولكن تحول المشهد, ليتنصب علينا فصيل آخر, سموا أنفسهم بالهيئة العليا لتحقيق الثورة, اختاروا أنفسهم 71 شخصا ممثلين عن أحزاب وشخصيات وطنية, وقالوا القائمة مفتوحة لمن يريد الانضمام إلينا.. وسننظر في أمره بعد أن يقدم لنا الطلب.. لست أدري هل هو عبث أم تواصل مع حلقة خفية تدار من خلف أبواب مغلقة؟ عينوا ولاة على المحافظات, ولم يستشيروا أحدا.. واتضح بان الولاة أغلبهم تجمعيون بامتياز.. فاستعمل الشعب حبوب الهلوسة وأطردهم من مواقعهم شر طردة.. ونصبوا معتمدين وأتضح بان منهم 124 معتمدا تجمعي فاسد إلى حد النخاع.. والتجأ الشعب مرة أخرى إلى حبوب الهلوسة ليلقي بهم إلى خارج الأحداث.. ويصرون على تنصيب مدراء جهويين تجمعيين وفاسدين ومرفوضين شعبيا.. وأدخلوا العباد في دوامة الأعتصامات المتواصلة وتعطيل العمل لأنهم يرفضون قرارات فوقية جائرة وغير منطقية.. واليوم يفوضون هيئة عليا لتحقيق أهداف الثورة.. ولسنا نعرف من منهم شارك أصلا في الثورة.. ومن أختارهم أصلا ليحققوا أهدافنا.. وهل يعرفون ما هي أهدافنا حتى يحمونها.. أليست لجنة الإصلاح السياسي, النواة الأولى لهذه الهيئة, هي من تأسيس الرئيس المخلوع بن علي, ثم كيف يتم إقصاء الذين قدموا دماءهم وأجسادهم في سبيل تحرير الوطن.. أين القصرين وسيدي بوزيد وقفصة والكاف وكل محافظات الداخل.. آم إن التاريخ كتب بان هذه المناطق الداخلية عليها تقديم الدماء.. ومحافظات المركز هي التي تستأثر بالحكم دون أن تقدم شيئا.. كنا نحسب بان إرادة الشعب هي الأقوى بعد الثورة, فالشعب هو الذي اقتلع بن علي, ولكن تسلسل الأحداث يوحي بان أطراف أخرى خفية هي التي تقود الأحداث ما بعد الثورة.. وحينما قال الباجي قائد السبسي, لا بد من استرجاع "هيبة الدولة" لسنا نعرف بالضبط ما كان يقصده الوزير الأول, ولكن الآخرون الذين يسيرون الأمور في خفاء فهموا بان استرجاع هيبة الدولة هو فرض ما يحلو لهم, وإقصاء من يريدون.. إن الشرعية الثورية التي أسقطت نظاما ودستورا لا يجب التغافل عنها من أسسوا هذه الهيئة.. لا شئ بالفرض لا شئ بالقوة.. وإنما منطق الأشياء الآن هو إرضاء الشعب ولا غير الشعب وإرضاءه يعني تشريكه في كل القرارات.. والهيئة ماضية في طريقها كما تشاء دون أن ترى بان هناك في تونس شعب جبار حول المنطقة إلى بركان ثوري يعصف بكل دكتاتور.. ربما لكي نفهم هؤلاء الذين يقفون وراء هذه الهيئة لا بد لنا من الكثير من حبوب الهلوسة التي تحدث عنها القذافي.. أو بالأحرى عليهم هم استعمالها ليفهموا بأنهم على خطأ كبير في ما يفعلون من اختيارات غامضة ومن إقصاء متعمد. الدكتور محجوب احمد قاهري

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل