المحتوى الرئيسى

البعث المالكي الجديد ونظرية المؤامرة بقلم:خالد الخالدي

03/18 19:31

استخدم صدام نظرية المؤامرة للقضاء على اصدقائه في مؤسسة البعث الاولى ,كما استخدمها في قتل عشرات الالاف من ابناء شعبنا بعد الانتفاضة الشعبانية ,وكان قد استخدمها قبل ذلك في غزو الكويت ,وكان يتهم الجميع بالخيانة والمؤامرة ,حتى انه اضطر الى اعدام وقتل خيرة القادة والضباط في الجيش العراقي,بنفس التخمة. كل من لاينتمي الى حزب البعث ,وكل من لايكتب مقالة تمج حزب البعث ,وكل من لايصفق لحزب البعث ,وكل من لايتبرع لحزب البعث ,وكل من لايحمل السلاح ويحرس مقرات البعث ,فهو خائن او عميل ,او مواطن من الدرجة الثالثة ,لايعين في دوائر الدولة ,ولايمنح قطعة ارض ,كما لايحق له السفر خارج العراق . المؤامرة والخيانة كانت سيف البعث المسلول على رقاب الجماهير المحتقنة والغاضبة ,والرافضة لسياسات القمع والترويع والتجنيد الالزامي ,ويعاقب المتآمر والخائن بالموت شنقا ,او بالسجن مدى الحياة ,مع مصادرة امواله المنقولة او غير المنقولة ,وفق قرارات مجلس قيادة الثورة ,الذي كان يتالف من مجرمي البعث العتاة ,والكفرة ,الذين لايعرفون من الحياة سوى لغة القتل والتهميش والاعتقال . بعد سقوط بغداد ,توقعنا الخلاص ,من تلك النظرية البعثية ,المشئومة ,لكننا بدانا نسمعها مرارا وتكرارا ,وعلى لسان المالكي ,واتباعه في دولة القانون ,حتى بدأنا نتقيأ الما وخوفا ,نتيجة لسماعنا اياها في كل يوم وكل مناسبة ,مما جعلنا نشك في ان جميع العراقيين متآمرين وخائنين للمالكي وحكومته المتشبتة بكرسي السلطة بانيابها اللبنية والدائمية . حينما فاز علاوي ,بنسبة اكبر من نسبته ,نوه المالكي الى وجود مؤامرة ,للقضاء عليه ,وحينما خرج مثقفي العراق ,في ساحة الفردوس ,مطالبين بتسريع تشكيل الحكومة ,ادعى وجود اجندة داخلية وخارجية ,تحاول زعزعة الاستقرار الامني المتحقق نسبيا على حد قوله ,وعندما خرج احرار العراق في الخامس والعشرين من شهر شباط الماضي ,قال بالحرف الواحد ,ان هناك جهات سياسية تحاول اسقاط العملية السياسية في العراق ,من اجل اثارة الشغب والفوضى ,دون ان يسمي تلك الجهات ,ملمحا الى دعم لوجستي كبيرللمتظاهرين ,من قبل البعث والتكفيرين والقاعدة ,مانحا قواته الامنية الضوء الاخضر لقتل المتظاهرين واعتقالهم في سجون الخضراء السرية ,ومما رسة ابشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي ضدهم ,دون ان يكترث لمطالبات مؤسسات ومنظمات حقوق الانسان العربية والدولية ,بضرورة احترام المتظاهرين ,وعدم التعرض لهم بالقتل والضرب والاعتقال. نجح صدام في قتل وابعاد رفقاءه ,عن المنافسة ,ونجح المالكي في قتل عز الدين سليم وابعاد الجعفري واياد علاوي ,عن منافسته على كرسي رئاسة الوزراء ,ومثلما نجح صدام ,وزبانيته في وصف جميع المعارضين لسياسته ,بالمتآمرين والخونة ,كذلك نجح المالكي ,وزبانيته في الصاق تهمة البعث بجميع المتظاهرين ,الذين خرجوا الى ساحات التحرير في بغداد والمحافظات ,وهي تهمة كافية لضعاف النفوس والحمقى ,لجواز قتلهم ,وبين نجاح صدام ,ونجاح المالكي ,ظهر جيل جديد من البعثية والفدائيين ,الذين يقاتلون من اجل السلطة ,حتى لو كان الطرف الاخر الذين يقاتلونه ,ويقتلونه ,هو شعبهم ,وابناء وطنهم ,وربما سنشهد في الايام القادمة ظهور شخصيات قيادية في دولة القانون ,لاتختلف في العرض والجوهر عن برزان التكريتي ,وعبد حمود ,وعلي كيمياوي ؟؟؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل