زمن العهر الصحفي !بقلم: علي محمود الكاتب

لم تعد الاحجيات بزمننا الحالي من الامور المسلية ولسنا بحاجة كبيرة لاستغلال طاقة تفكيرنا القصوى لنفهم وظيفة الاعلام العربي المأجور ، يكفينا فقط أن نفتح القنوات الاخبارية العربية لنعرف مستوى الخديعة الكبرى التي تنشدها هذه القنوات من وراء الشعارات الجوفاء التي ترفعها وعلى رأسها شعار "الرأي والراي الاخر" ! نعم هو رأي ولكن لا يقابله رأي آخر طالما لم يتفق مع سياسة القناة الفضائية والتي تعج بالخطط والكمائن الاخبارية وهنا لا اقصد قناة اخبارية معينة ولن اذكر أي منها بالاسم وسأعتمد على فراسة القارئ في تحديد الهوية الاعلامية المقصوده فقد ولى زمن الالغاز ! أن يكون البوق الاعلامي حاملاً لنهج او شعار معين فهذا حقه الطبيعي ولا جنحة او جناية في الامر ،حتى لو روج للاعمال الاباحية فعذره حينها أنه متخصص في هذه الطائفه من الاهتمامات ! لكن أن يقول انه ينشد الحقيقة والحيادية في جميع ما ينقله من أخبار ومواقف سياسية ولا يفعل فتلك والله وحاشكم اسميها بالعهر الاعلامي بل واسمحوا لي أن اشبهه بثرثرة بائعات الهوى في حلقة اعلامية بعنوان "كيف تربين طفلك " ! ما حدث بغزة كان امراً واضحأً،وضوح الشمس في منتصف النهار ولا يحتمل الضبابية وهو في آطار الحق والعقلانية حيث أعلن الشباب بغضهم الشديد للانقسام وجسدوا الامر ببطولة وخلق عالي حين أصروا على رفع راية واحدة واتجهوا نحو ساحة الكتيبة تاركين ساحة الجندي المجهول للاحزاب التي نعلم أنها آخر من يأخذ موقف جدي واول من يهلل ويطبل لانهاء الانقسام دون فعل حقيقي على أرض الواقع ! ومن المسلمات ايضاً أن غالبية القنوات الفضائية كانت حاضرة وشاهدة عيان لما حدث من قمع للحريات بأرض الكتيبة ، ولكنها وهذا هو المألوف في زمن الردة والعهر الصحفي، لم تتجرأ على نشر الحقيقة وراحت تختبئ وراء مسميات كثيرة وحجج يعلم أصغر طفل فلسطيني أنها اكاذيب للتهرب من المسؤولية الاعلامية والتي هي مسؤولية اخلاقية قبل كل شئ ! هنا يظهر جلياً الانحياز الاعلامي والسياسي بالطبع يا قناة ….. ، فأنتم حاضرون ابداً حين تكون الفضائح وصغائر الامور ولكنكم سبحان الخالق في علاه تصبحون كالزئبق حين يتعلق الامر بالرأي الاخر لانكم بمنتهى البساطة تعشقون فكرة النهيق !! أنتظروا للغدِ فقد نجد لكم حدث سياسي جلل تدسون فيه انوفكم العفنه ، حيث ينوي سكان قطاع غزة أطلاق صاروخ نحو الفضاء الخارجي لدراسة أثر الردة في زمن الشده ! نعرف انكم بلا حيادية ونعرف اكثر انكم آسرى اجندات اقليمية ومحلية و أن لديكم القدرة الفائقة في تزوير الحقائق وتجميل صورة الغير حين تشأوون ،فأنتم واقولها بل خجل تستحقون وبجدارة لقب "رئيس المجلس الاعلى للعهر الاعلامي" !