خداع الدنيا
كم هي الدنيا خادعة.. وصدق الله العظيم إذ يقول »فلا تغرنكم الحياة الدنيا« »لقمان ٣٣« فهو سبحانه يعلم بأن الدنيا ستخدع كثيرا من الناس، وأنهم سوف يطلبونها مهما كان الثمن، ولو كان الثمن نار جهنم.هم يطلبونها ويلهثون وراء مغانمها، ولا يتوقفون، ولا يدققون في طلبها بين ما يرضي الله وبين ما يغضب الله.. لا يفكرون في آخرتهم ولا في يوم الحساب، وهم يظنون أنهم آمنون في الدنيا من الحساب.. ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من المساءلة.. وحصونهم هي نفوذهم ومناصبهم وقربهم من أعمد النظام، والاذرع الأمنية التي تحميهم و تذود عنهم من يتجرأ علي فضح مخازيهم أو الإشارة إليها من قريب أو من بعيد.. إذ يخاطر بنفسه من يفكر في أن يشير إليهم فهذه الأذرع تكفل لهم حرية النهش من لحم الوطن والمواطن وهي تخشي الله ولاتتقيه فيمن يقع في أيديهم، فيعذبونه عذابا يشيب لهوله الولدان، وقد يموت في أيديهم تحت وطأة العذاب، ويدعون أنه فاجأته نوبة قلبية »!« ولا يذكرون الأسباب!! وأنهم هم الأسباب... لايعلمون أن أنات المعذبين سوف يدفعون مقابلها أنات أشد منها وأقسي في عذاب الجحيم..والذين أثروا ونهبوا واغتصبوا الأراضي، وتملكوها بأسعار رمزية ثم باعوها بأسعار فلكية بالتواطؤ مع المسئولين.. كانوا يفعلون ما يفعلون وكأن الوطن »نهيبة« يقتطعون منه لأنفسهم وأولادهم وزوجاتهم وأقاربهم ما يشاءون دون رقيب ولا حسيب.. ولكن الله يمهل ولايهمل.. والله يملي لهم ليزدادوا إثما وفجورا، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر »وأملي لهم إن كيدي متين« »الأعراف ٣٨١«.. والذين زوروا الإنتخابات الأخيرة بفجاجة منقطعة النظير، وإدعوا أنها »نزيهة« ولم يطرف لهم جفن، بل تمادوا في المباهاة بما حققوه من إنجازات وهمية.. كانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير، ففجرت الثورة التي بدأها الشباب بحيويتهم وطاقتهم.
Comments