المحتوى الرئيسى

فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ .. بقلم : رفيق علي أبو المعتصم

03/18 00:15

ـــــــــــــــــــــــــــ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ كنت سأكتب في موضوع آخر يمس حالنا نحن الفلسطينيين ووضعنا الإنقسامي ووطننا الذي انقرض وينقرض شيئاً فشيئاً كلما توغل اليهود في أراضينا فصادروها، وخلعوا زروعنا وأقاموا مكانها مستوطناتهم الزائلة إن شاء الله .. وإن كانت لتزيد وتستمر كلما زاد انقسامنا وتباعد اجتماع أمتنا ووحدتها واستمر قيام الأنظمة الجبرية والذيلية للدول الأعظم في نفس الوقت ! وحيث أنّ ما يجري الآن في بعض الأقطار العربية من ثورات شعبية على هذه الأنظمة، لا بد أن يترك أثره على وضعنا وقضيتنا وبخاصة ما يجري في ليبيا واليمن والبحرين ومن قبله في تونس ومصر .. فقد دعاني ذلك لأن أواصل الكتابة في هذا المضمار حتى يقضي الله أمرا ًكان مفعولا !ً فأبدأ بآخر ما صرح به القذافي مما أفصح به لسانه عما في قلبه فقال موجهاً الخطاب لأحدهم : لو تقوّض وضع الاستقرار في ليبيا سيؤثر على السلام في حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا وما يسمى بإسرائيل " وقبل ذلك كان قد استشهد بسحق أمريكا للمواطنين في الفلّوجة ، تهديدا وتخويفاً للثوار ، وتبريرا لما كان ينوي القيام به من سحق لهم، وقد قام به ويقوم حتى الآن! فماذا نقول في مثل هذا الرجل الذي يدعي الوطنية والزعامة العربية والإفريقية وإن قلبه على سلام إسرائيل وسلامتها ؟ وظاهرٌ أنه يستميل هؤلاء للوقوف بجانبه ضد ثوار شعبه ! فهل وصل بك الأمر يا قذافي من أجل البقاء على كرسي الحكم والزعامة والملك لأن تستعطف الأوربيين والغرب بصورة عامة، وتستدرّ حرصهم على أمن الكيان الإسرائيلي الغاصب لأرض فلسطين الذابح لشعبها؟ قد سقطت يا قذافي السقوط الذي ليس بعده نهوض! إن جمهورك الذين استخففت عقولهم فأطاعوك ليهتفون كل يوم قائلين: " الله ومعمر وليبيا وبس " وهكذا يشركون بالله تعالى بينما قلبك يخفق رضاً بهتافهم وانتشاءً بلقب العقيد والزعيم وملك ملوك أفريقيا وصدق الشاعر حين قال : ألقاب مملكةٍ في غير موضعها كالهرّ يحكي انتفاخاً صولة الأسدِ ! لقد انتفخت تيهاً يا قذافي وعلوت في الأرض، وقتلت الأبرياء من أجل كرسيٍّ زائل ! فآثرت الحياة الدنيا ونسيت قول الله تعالى( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص:83) فحسابك على الله تعالى يوم القيامة .. أما في هذه الحياة الدنيا فأقول لمن تهمهم حياة الشعب العربي الليبي المسلم ومستقبله : إنّ التهاون في نصرة هذا الشعب وتأييد ثورته، وترك كفة القذافي بما يملك من قوة جوية وبحرية ترجح على كفة الثوار، مما سيتمخض عن (قذافي) أكثر سطوةً وشراسةً وعسفاً ودكتاتورية؛ لينفذ ما أوعد به وهدد من عنفٍ وتقتيل لمن سماهم بالخارجين والجراثيم ، ولا يعلم إلا الله تعالى ما تصير إليه ليبيا وشعبها ومستقبل حياتهم ومآلهم !

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل