المحتوى الرئيسى

أوراق مبعثرة / النفس الثاني / حلم مركب / بقلم:السيدة ليلى

03/18 00:15

// لقد أغرى هذا النفس الأول استاذي القدير المبدع عبد الله المتقي وقررنا ان نكتب هذه الأوراق سويا فشكرا لك عبد الله على هذا التشجيع الجميل منك واحسبه أجمل هدية // النفس الثاني ..بقلم عبد الله المتقي 2 / حلم مركب / هو الآن في الضفة الأخرى من العالم ، يقرأ نفسها الأول ، وحين يستقيم في مخيلته ، تمتد يده إلى القلم ، وكان وحيدا في شقته الا من قطة ، ومكتبة مكتظة تفوح رائحتها . يعود إلى حلمه هو ، يبحث فيه عن نافذة ، وحين يجدها ، يتراءى له ذلك المقهى ، وتلك المرأة التي تنظره تحت شجرة مسنة ، تقرأ ديوان شعر، وأحيانا تكتب بالأسود على ورقة بيضاء وتمسح وجهها لتتأكد أنها هي. هنا بالذات في هذه المقهى ، حيث البحر والنوارس ، و منذ أكثر من خمسة عشرة سنة ، كانت تنتظره ، وكان دوما يأتي متأخرا ، تتأوه عميقا : - " فين كنت ؟" أنا كائن ليلي ، يقبلها على جبهتها ، ثم يتضاحكان معا ، ويجلس قبالتها ، كي يدخن سيجارة شقراء ، وكي يطلب من النادل فنجان قهوة أسود. تقرأ له حروفها ، وكانت دوما مختلفة مع الحياة ، ووحده كان يستمع لها وتنفذ حروفها الى قلبه ، قرأت له ذات صباح : " التقى رجل وامرأة في مقهى الغروب ، ظلا يحتسيان الفناجين ، يكتبان ، يتضاحكان ، حتى لحقتهما الشيخوخة، هو لم يترك على المائدة حين افترقا غير بقايا هو وهي ، أما المرأة فنسيت أحلامها وغادرت دون كلمة وداع " الساعة المتبقية للذهاب إلى حديقة السندباد التي تتفرج على جنونهما والاستمرار في الحديث فيما بينهما بلهجة الحمقى ، دفعتهما للاستماع الى " أزنفور " ، فكم كانت تعشق الغناء الفرنسي . في الحديقة ، جلسا على كرسي يسع لأربعة أشخاص ، وضع معطفه على كتفيها ، ناولته حقيبتها ، وحكت له عن حلم بسيط ستكتبه يوما ما . عدل نظارته الطبية ، أغراه الحلم بالحلم ، وهمس لها : " وأنا سأكتب لك حلا مركبا " وكادا يجنان من الضحك . تبدو الحديقة أمامهما مرتبة بعناية ، الأشجار ، الورود ، وكل شيء أخضر على الأرض ، وفجأة تلتفت إليه وتهمس بغنج ودلال : - ليت الحديقة جنة " - " ولن أقضم التفاحة " يقول مبتهجا ." قبل الغروب ، افترقا عبر طريقين منفصلين تماما ، مضى كل منهما إلى سبيله ، وهذا الخيار بالنسبة اليهما دعوة للحلم. هي إلى حلم بسيط يفتك بها الغياب هو إلى حلم مركب يفتك به المحو يتبع ...

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل